أمد/
تل أبيب: طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، يوم الإثنين، بانسحاب إسرائيل من المفاوضات التي تهدف للتوصل إلى اتفاف على هدنة مؤقتة في قطاع غزة وصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وشدد على ضرورة تصعيد الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة، في إطار الحرب المدمرة التي تشنها على القطاع الفلسطيني منذ 150 يوما.
جاء ذلك في تصريحات صدرت عنه خلال اجتماع لكتلة الليكود، وقال بن غفير إن “حماس تتعمد المماطلة في المحادثات والمفاوضات وهدفها أن نستمر في إجراء المفاوضات حتى في رمضان أو أن نتوقف بسبب رمضان ويتوقف كل شيء”، في إشارة إلى مطلب حركة حماس بأن تشمل أي صفقة مع الاحتلال مسارا لوقف الحرب على غزة.
وتابع بن غفير إن حركة حماس تسعى كذلك لاستغلال شهر رمضان لتصعيد “الضغوط الدولية على دولة إسرائيل ويضغط أكثر وأكثر على ضرورة وقف الأنشطة العسكرية في رمضان. وفي الوقت نفسه، تعمل الحركة على دعم وتحفيز عناصر في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) وفي أوساط عرب إسرائيل (فلسطينيو 48) على العمل خلال رمضان”.
وانتقد مماطلة حكومة نتنياهو في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب على غزة ودخول المصلين إلى المسجد الأقصى، وقال: “هذه المماطلة لا تدفع إلى عودة الرهائن، بل تعرض جنودنا للخطر الأمني، موقفنا، تصورنا، يجعلهم ينظرون إلينا ونحن نصبح أكثر ضعفا على نحو تدريجي”.
وأضاف “لذلك نرى أنه من الضروري إصدار أوامر بوقف المفاوضات والانتقال فورًا إلى مرحلة أقوى وأشد في القتال”. وتابه “وفي الوقت نفسه، يجب الإعلان عن فرض القيود على جبل الهيكل (المسجد الأقصى) التي أوصيت بها أنا والشرطة الإسرائيلية”، مدعيا أن “هذه القيود تهدف في المقام الأول إلى حماية أمن مواطني إسرائيل”.
وقال: “ليس كل عرب إسرائيل، أعداء، لكن بعضهم من أنصار ‘داعش‘، وبعضهم أعضاء في الحركة الإسلامية، وبعضهم عناصر تريد المساس بأمن مواطني إسرائيل. يجب علينا تصعيد قوة الحرب، وبهذه الطريقة فقط سننتصر”.
من جهة أخرى، اتهم وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، واشنطن بالسعي لـ “دق إسفين” في الحكومة، عبر دعوتها الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، لزيارتها دون موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال سموتريتش في بيان : “سافر الوزير غانتس بمفرده لزيارة واشنطن، ومن المؤسف أن هذه الرحلة لم يتم تنسيقها مسبقا مع رئيس الوزراء نتنياهو”.
وأضاف: “ولا يخفى على أحد أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى وقف الحرب (على غزة،) والاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
واعتبر أن “غانتس هو الحلقة الضعيفة”، مشيرًا إلى أنه استضاف (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن في بيته، وهو بمفهومه الأساسي يؤيد الدولة الفلسطينية، وقد عبّر عن ذلك مرات عديدة في الماضي”.
ورأى سموتريتش أن “الإدارة الأمريكية تتطلع إلى دق إسفين في الحكومة والمجتمع الإسرائيلي بمساعدة غانتس”، وفق تعبيره.
ولفت وزير المالية الإسرائيلي إلى أن “غانتس يلعب في مصلحة إدارة (الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو في الواقع يروّج لخطتهم لإقامة دولة فلسطينية“.
كما دعا “غانتس إلى التعبير علانية على الأراضي الأمريكية، عن التزامه بقرار الحكومة الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي، المعارض لإقامة دولة فلسطينية”.
وتأتي زيارة غانتس إلى واشنطن في ظل تقارير أمريكية، تفيد بأن “صبر الإدارة الأمريكية بدأ ينفد تجاه سلوك نتنياهو في الحرب والادعاءات بأنه مقيد من قبل شريكيه في الحكومة (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
ووصل غانتس، الأحد، إلى واشنطن في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، عن مسؤولين في مكتب نتنياهو، قولهم، إن الأخير يعارض الزيارة، وطلب من السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوغ عدم التعامل مع الزيارة على أنها رسمية.
أما وزيرة المواصلات من حزب “الليكود” ميري ريغيف، فقالت لهيئة البث العبرية: “لم يكن على غانتس أن يوافق على السفر والذهاب من وراء ظهر نتنياهو في مثل هذا الوقت المتفجر”.
في حين وجّه الكاتب البارز في صحيفة “معاريف” العبرية بن كسبيت انتقادات إلى نتنياهو لمعارضته الزيارة.
وقال بن كسبيت عبر إذاعة 103FM المحلية، الاثنين: “لم تتم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض، وطالما لم تتم دعوته فلن يسافر أحد، وهذا هو الرجل الذي اختطف بلدًا”.
وأظهرت استطلاعات الرأي العام في إسرائيل في الأشهر الماضية، ارتفاع شعبية غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية”، حيث تفضله أعداد متزايدة من الإسرائيليين على نتنياهو لتولي منصب رئاسة الحكومة.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أفادت تقارير إعلامية بوجود خلافات عميقة بين نتنياهو وغانتس الذي انضم إلى مجلس الحرب بعد اندلاعها بعدة أيام.
ومن أهم تلك الخلافات بحسب تقارير إعلامية عبرية، أمور تتعلق بكيفية إدارة الحرب، وملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، وخطط اليوم التالي لانتهاء الحرب.
ومنذ ذلك التاريخ، تشنقوات الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية” لأول مرة منذ تأسيسها في 1948.