أمد/ القاهرة: قال السياسي الفلسطيني حسن عصفور وزير المفاوضات الفلسطيني الأسبق، في لقاء له عبر شاشة العربية في برنامج خارج الصندوق، يوم الأحد، أن بيان الفصائل الفلسطينية الــ 14 في موسكو ” لا يليق مطلقا” باسم الشعب الفلسطيني.
وكأن ما يحدث بغزة لم تعلم الفصائل عنه شيئ، كما استغرب عصفور من فحوى البيان والذي أكد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي، وأنهم على استعداد أن يتم المزيد من التشاور، وأن الوقت لم يمضي بعد، والشعب الفلسطيني بالنسبة لهم مجرد حدث، وأن من استشهد بقطاع غزة لا يستحق سوى أن يترحموا عليه، وينتظروا من يموت.
شاهد فيديو اللقاء كلاملا.. إضغط هنا
كما أكد أن بيان موسكو ” بيان للنسيان”، واعتبر أن المسؤولية الأولي بشكل أساسي تقع على حركة فتح وليس حماس ، باعتبارها “عمود الثورة التاريخي”، كما اعتبر أن حركة حماس طارئة وليست معنية بمنظمة التحرير، كما أنها دخلت في مسار مختلف تماما، وقد تخرج عن الصندوق السياسي العام.
واستغرب عصفور تجاهل حركة فتح للحرب التدميرية في قطاع غزة “أم النكبات” كما أسماها، والتي لم تحدث منذ عام 1948 ، وأنها لم تشكل لجنة طوارئ وطنية بشكل مباشر كي تتحمل المسؤولية لإدارة المعركة أمام هذا العدو.
كما توقع عصفور من حركة حماس أن تعلن بشكل رسمي انهاء كافة أشكال التمرد السياسي الذي نتج عن الانقلاب بغزة، وأن تعتبره خطأ تاريخي يتم النقاش فيه لاحقا، وأكد أن هذه هي المسؤولية الوطنية وأن غير ذلك يكون “عبث”.
وفي رده حول اعتبار أن تشكيل لجنة من الممكن أن يكون للتعطيل، أوضح عصفور أن اللجنة قيادية تقود العمل تحت مظلة منظمة التحرير، وبين عصفور أن هذه اللجنة تكون مثل التي شكُلت في لقاء العلمين يوليو/2023، والذي ذكره بأحد مقالاته، بأن نتائج مخرجات اللقاء “طارت مع رياح صحراء العلمين”.
واعتبر عصفور أن من يتحمل المسؤولية الآن “M14 ” الفصائل الفلسطينية 14، كما أكد أن الفصائل لا تعلم ما الذي تريده تحديداً لليوم التالي.
واعتبر عصفور أن كافة الحديث الذي يخرج من رام الله على مدى 17 عام، بأنهم لم يتخلوا عن غزة، في حين أنه لم يصل أي مسؤول من السلطة الفلسطينية الى غزة الا بإذن من إسرائيل أو حركة حماس.
ووضع عصفور اللوم على حركة فتح مما حدث عام 2007 ، وأن المسؤول الأول هو الرئيس محمود عباس، الذي رضخ للإملاءات الغير وطنية عندما قرر أن يجري انتخابات بدون ضوابط سياسية وكان يعلم تمام نتائجها.
وأكد عصفور أن أمريكا هي من دمرت السلطة الفلسطينية وحاصرتها على مدى 4 سنوات واغتالت مسؤولها وتم تقوية فصيل ثم جرت الانتخابات.
والمسؤولية الثانية، عندما أعلن إسماعيل هنية بخطابه في مارس 2006 ، عندما أعلن خطاب الحكومة خرج عن النص من أول لحظة، وأبلغته في حينه، أن النظام أصبح الأن برأسيي حكم، وقد وصفته في مقال” الأن لدينا نظام برأسين”، وكان على الرئيس أن يتخذ قرارا بإقالة إسماعيل هنية فورا، أو أن يوجه له لوم ليعيد التغيير، كما أكد ” عندما تتساهل في الأساسيات تصبح أنت الثانوي والخارج هو الأساس”، وهو ما حدث على مدى 17 عام، كما اعتبر عصفور حماس ” تمرد سياسي” .
وأضاف عصفور أن إسماعيل هنية خالف النظام الأساسي، لأنه تحدث بخطاب خارج النظام الأساسي، وكان على الرئيس أن يستخدم سلطته كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الثانية بأنه رئيس للسلطة الوطنية، وكان عليه أن يوقف إسماعيل هنية في مارس 2006 ، واستغرب عصفور أيضا أن الرئيس لم يستخدم سلطته، عندما سمح بتشكيل قوة عسكرية موازية برعاية الراحل سعيد صيام.
وفي تعقيبه عن عدم نقد حركة حماس، قال عصفور أنه في شهر يونيو 2007 عقب انقلاب حركة حماس بيوم واحد، كتب مقالاً بعنوان ” حماس وخطف غزة”، ولا يزال هذا المصطلح موجودا حتى هذه اللحظة، وأوضح عصفور بأن اللوم دائما يكون على الأساس” حركة فتح” وليس الفرع ” حركة حماس”، وتم انتقاد هذا أكثر من مرة، وكان كل هذا لم يحدث اذا استخدم الرئيس عباس صلاحياته كما اشرت سابقا.
وتطرق عصفور لما حدث للشهيد ياسر عرفات ” أبو عمار”، عندما نُصح بأن لا يترك غزة عقب مباحثات كمب ديفد، لكنه رفض وقال كلمته الشهيرة ” على القدس رايحين شهداء بالملايين”، ودفع ثمن ذلك وهو يعلم أنه سيتم اغتياله.
وتساءل عصفور أن الرئيس محمود عباس لديه قرار الأمم المتحدة من نوفمبر 2012 بإعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال، لماذا يتم تطبيقه حتى اللحظة ؟ كما تساءل أن الولايات المتحدة من 2005 ماذا قدمت للرئيس عباس؟ في حين أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال شارون في حينه، أعتبر أن وصول الرئيس محمود عباس للحكم انتصار تاريخي لإسرائيل، في حين أنهم لم يقدموا له شيئاً سوى مزيد من الدمار والاستيطان والانقسام وفصل الضفة عن غزة.
وأوضح عصفور أن الضفة الغربية تعيش حالة مرتبكة وغزة تعيش دمار والنتيجة دمار القضية الوطنية الفلسطينية.
وبشأن اتفاق أوسلو، أوضح عصفور، أن أمريكا ضد أسلو، وأيضا نتنياهو ضد أوسلو من 1996، وتم اغتيال اسحق رابين لأنه قد وقع على اتفاق أسلو، وبشكل عام الكيان كاملاً ضد اتفاق أسلو، وكل من كان مع أسلو قد اختفى، لأنهم لا يريدون سلام حقيقي.
واختتم عصفور حديثه عقب ما يحدث بغزة الآن من حالة دمار، وعدم استطاعت أهل غزة العيش فيه بعد الحرب، أن تتم هجرة نصف سكان غزة عن طريق البحر خارج القطاع، وطالب الرئيس عباس مرة أخرى بضرورة اعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال، وقال ” القضايا ليست رغبات”.