أمد/
البيرة: نظمت مؤسسات الأسرى يوم الثلاثاء، الاعتصام الأسبوعي لإسناد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ساحة مركز البيرة الثقافي، في مدينة البيرة.
ورُفعت خلال الاعتصام صور العشرات من المعتقلين، ولافتات تندد بانتهاكات الاحتلال بحقهم، وشارك فيه ذوو معتقلين وأسرى محررون، وممثلون عن مؤسسات الأسرى والقوى والفصائل.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، إن المعتقلين في سجون الاحتلال يتعرضون لحملة قتل بطيئة، وذلك ليس من باب المبالغة، إذ إن ارتقاء اثني عشر شهيدا خلال بضعة أشهر إنما يؤكد أن إسرائيل غير عابئة بالقانون الدولي وكل المنظومات الدولية التي حافظت على صمتها المريب.
ونوه إلى أن رسائل تصل من الحركة الأسيرة تنبئ بنيتهم الشروع بخطوات احتجاجية خلال شهر رمضان، لمواجهة ما يتعرضون له من سياسات قتل وقمع وتعذيب وتجويع، رغم إدراكهم أن ذلك قد يبرر ارتكاب المزيد من الجرائم بحقهم.
وأكد أن مواجهة سياسات الاحتلال داخل السجون وخارجها يتطلب تشكيل قيادة وطنية موحدة لإدارة العمل الشعبي الميداني ضمن برامج عمل يومية.
وأضاف أن "ردود الأفعال والمبادرات لمواجهة سياسات الاحتلال وجرائمه هي أقل من المتوقع ولا تشبه تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية في شيء، لذلك فإن الحركة الوطنية الفلسطينية مدعوة إلى أن تأخذ موقعها في مواجهة هذه الجريمة الكبرى التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وفي معتقلات الاحتلال".
ونوه إلى أن قرب حلول اليوم العالمي يحتم ملاحظة أن العدو يستهدف المرأة من خلال حملات الاعتقال والتنكيل غير المسبوق والإساءات والاعتداءات والمس بكبرياء النساء من خلال الاغتصاب والتهديد بالاغتصاب والتفتيش العاري والإهانات.
وأضاف أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعيد استنساخ تجارب دموية وحشية وعنصرية، ويستعير من الماضي كل ما هو بشع ومتوحش ليُشرّع لدولته وجيشه وشرطته وكل مؤسساته الأمنية كل الجرائم التي تُقترف بحق الشعب الفلسطيني.
وألقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت كلمة خلال الاعتصام، لمناسبة الذكرى الـ34 لانطلاقة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، حيا فيها الصمود الأسطوري والمقاومة الباسلة التي يسطرها أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
وقال: "تأتي ذكرى الانطلاقة في هذه الأيام التي يشن فيها العدو الصهيوني الاستعماري حرب الإبادة والتطهير العرقي على شعبنا البطل في قطاع غزة، وكذلك على عموم المحافظات الشمالية في الضفة الغربية وفي مقدمتها القدس الشرقية المحتلة، وتصعيد كل أشكال الاعتداءات الإسرائيلية على المعتقلين والمعتقلات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية".
وأعرب رأفت عن تقديره للقيادة الروسية لدعوتها الفصائل الفلسطينية لاجتماع عُقد خلال الأيام الماضية في موسكو، للتأكيد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية من خلال توحيد كل القوى الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتطوير عمل مؤسسات المنظمة بحيث تتولى القيادة الفعلية في جميع مناطق تواجد الفلسطينيين في الوطن والشتات، وفق مبدأ الشراكة في اتخاذ القرارات.
وأكد أن "فدا" سيتابع العمل مع جميع الفصائل الفلسطينية من أجل مواصلة التصدي لحرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، ومن أجل وقفها فوراً قبل شهر رمضان المبارك، وإيصال كل أشكال المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى كل محافظات قطاع غزة وفي مقدمتها شمال غزة ومدينة غزة، وإجبار قوات الاحتلال على الانسحاب من كل المناطق التي احتلتها في قطاع غزة، ومواصلة العمل مع الدول العربية والإسلامية وكل الدول الصديقة والمؤسسات الدولية، من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وبناء كل المنازل والمؤسسات التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمتها مؤسسات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وطالب رأفت جماهير الشعب الفلسطيني وفصائله والمؤسسات الرسمية والأهلية بالعمل بشكل موحد على التصدي لكل الاعتداءات الإسرائيلية، سواء التي يقوم بها جيش الاحتلال أو العصابات الاستيطانية الاستعمارية في عموم محافظات الضفة الغربية وفي مقدمتها القدس الشرقية المحتلة، ومن أجل منع توسيع المستعمرات الإسرائيلية القائمة أو بناء مستعمرات جديدة، ومن أجل منع جيش الاحتلال من اقتحام المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية في عموم المحافظات الشمالية، وكذلك التصدي لكل الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
ودعا إلى متابعة العمل مع كل الدول العربية والصديقة والمؤسسات الدولية من أجل الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها إبان النكبة.
جنين..
شاركت فعاليات محافظة جنين، في الوقفة الأسبوعية لإسناد المعتقلين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
ونظمت الوقفة بدعوة من أهالي المعتقلين أمام دوار سينما جنين، بمشاركة إقليم حركة "فتح" وفصائل العمل الوطني والإسلامي ومدير نادي الأسير منتصر سمور، والأطر النسوية ومعتقلون محررون.
وأكد أهالي المعتقلين أن أبنائهم يخوضون معركة العزة والكرامة ولن يتركوا وحدهم.
وحمل المشاركون حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين، وطالبوا بالضغط على سلطات الاحتلال لتسليم جثامين الشهداء المحتجزة في الثلاجات ومقابر الأرقام.
وحمل كل من عبد الرحمن أبو الرب في كلمة إقليم "فتح" وأحمد ياسين في كلمة فصائل العمل الوطني، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين جميعا، منددين بجرائم الاحتلال وعدوانه وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة وعدوانه على الضفة في ظل صمت دولي.
وجددوا دعوة المؤسسات الدولية والإنسانية والحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم إزاء ما يتعرض له المعتقلون من ظلم ممنهج والنيل من كرامتهم .
طولكرم..
شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في طولكرم، في وقفة تضامنية مع المعتقلين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ونصرة لشعبنا في غزة والقدس، وسط ميدان جمال عبد الناصر.
وقال مدير مكتب نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر، نتضامن مع المعتقلين في سجون الاحتلال في ظل إجراءات المتطرف بن غفير الذي عين سكرتيره الخاص مديرا عاما لإدارة السجون، وأعطى تعليمات مباشرة بالتضييق على المعتقلين، وبالتالي نتج عن هذه الإجراءات جرائم متعددة ترقى إلى مستوى الجرائم الدولية.
وأوضح، أنه في سجن عوفر هناك اعتداءات متكررة سُجلت بحق المعتقلين، وفي سجني مجدو وجلبوع مورست سياسة التجويع، وفي النقب الضرب المبرح الشديد وقلة الطعام والماء ومنع الكنتينا والزيارات التي تمثل عقوبات جماعية بحق المعتقلين.
وأضاف النمر، يوجد حوالي 9000 معتقل يفتقدون لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، مشيرا إلى أن الغرفة التي كانت تتسع لستة معتقلين أصبح فيها 18 معتقلا، كما يتم منع تقديم الماء والطعام والعلاج والملابس، حتى أن هناك معتقلين إداريين دخلوا بملابسهم منذ شهور وحتى اللحظة ما زالوا يرتدون الملابس نفسها، مع افتقادهم للملابس الداخلية وأدوات الحلاقة وفراشي الأسنان.
ولفت إلى أنه في ظل شح الغذاء الشديد، هناك معتقلون نقصت أوزانهم، لأكثر من 50 كيلوغراما، كحالة المعتقل مسلمة ثابت من طولكرم، كما أن هناك جرائم طبية تُرتكب بحق المعتقلين منهم فايز أبو صفيرة الذي اعتُقل مؤخرا في 17-1، وتم عزله في غرفة زجاجية في سجن الرملة، محذرا من الظروف الصعبة التي يعيشها الأشبال في سجن عوفر، وتسمع أصوات الضرب والاعتداءات على المعتقلين في قسم 23 في عوفر.
وأشار إلى أن هناك شهادات مستمرة لعمليات الاعتداء على المعتقلين، إذ بلغ عدد المعتقلين الذين استُشهدوا مؤخرا في سجون الاحتلال 12 معتقلا، آخرهم الشهيد عاصف الرفاعي.
وقال النمر: "ظروف المعتقلين صعبة جدا، يعيشونها وهم يفتقدون للزيارات، إذ إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت أنها طالبت أكثر من مرة بالكشف عن مصير المعتقلين والزيارات وعن كل التفاصيل دون إجابة من الحكومة الإسرائيلية، مشددا على أنه آن الأوان للإعلان عن صرخة لإطلاق سراح المعتقلين من سجون الاحتلال، وإنقاذ حياتهم.