مصطفى منيغ
أمد/ الخاسرة الكبرى في استرجاع الجزائر قيمة تحررها من التبعية بالكامل فرنسا وخدامها الأوفياء ، فأرادت التقرُّب من المغرب لتعويض مكانة بأخرى تابعة مَنْ حسبوا أنفسهم من الأذكياء ، يقفزون على حبال الظروف المواتية لينسجموا مع الرابحين دخرَّتهم الخارجة مِن سيطرتها على الجزائر ردحاً لا يُستهان به لتقذف بصنارتها عساها تصطاد في “الرباط” ثقة النظام العالمة كما تدعي بخباياه ومنها حاجته لتأمين ما يملكه فوق أرضها على تنوُّع قيمته بطول أصفار يجرها الرقم الصحيح من ورائه جرا لا يقدر على عرقلته أحد لحصانة لا يُمسُّ ثقل نفوذها حتى رئيس الجمهورية الفرنسية نفسه ، إذ تمة اتفاقات سيادية متبادلة من الصعب التفكير في طرح مضامينها على الملأ تتجاوز السياسة الرسمية المطبقة في كلتا البلدين ، الظاهر منها تسوس الضعفاء أما الأقوياء فلهم سياسة الظل يمرحون بها كما شاءت مصالحهم الخالية من تأثيرات العواطف البشرية ، فلا ديمقراطية يصغون لشعاراتها ، ولا قوانين يلتزمون بتطبيقها ، ولا إخلاص لقيم نبيلة يأخذون بصفاء أحقِّيتها ، فقط هذا لكَ وذاكَ لِي وتِيكَ لتوزيعها على المقرَّبين وإذا بقي من المجموع بقيةَّ يتنافس على أخذها المتنافسون المنضوون تحت لواء الحكومات المنتخَبة ممَّن خاب ظنهم ومِن زمان ، في مثل الأحوال الدائرة مع دوامة لا تكف عن الدوران ووسطها اليائس والحالم والصبور و الجائع والمظلوم و المضحوك عليه والمحروم والمحبوس في الهواء الطلق والمُصفِّق عسى منظره للآخرين يليق .
… الجزائر اكتسبت على امتداد تجربتها مع الفساد والمفسدين ما يجعلها كفيلة بوضع اليد على بؤر متخصصة في زرع فيروس التشكيك بخلق عرقلة تبدأ طفيفة لتتضخَّم مع حِيَلِ التَّطبيق ، الغرض منها الإبقاء على الفساد والمفسدين ، الجزائر اليوم كفيلة بطمس تلك البؤر بما وضعته من برنامج لا يترك فراغاً إلا وملأه مشاريع تستوعب العاطلين عن العمل ، ثم تفك به العزلة عن مناطق شهدت ما شهدته من حيف و إقصاء بسبب قلة المواصلات ، مِن هذه المشاريع والكبرى ترميم أو إصلاح أو فتح خطوط جديدة لشبكة السكك الحديدية ، مثال ذلك ربط “تندوف” بالعاصمة “الجزائر”، فالشروع بالاهتمام المُؤكَّد لقطاع السياحة بكل ما تتطلب مرافقها من تجهيزات وطرق سيارة وتكوين ينهي الحاجة الماسة لمرشدين سياحيين على دراية تامة بتاريخ وجغرافية بلدهم الجزائر ، يتحدثون بكل اللغات الحية ، ولهم الموهبة لنقل ما ترمز إليه بعض المعالم التراثية لعقلية الوافدين من أقطار شتى ، وفي هذا الصدد للجزائر أرضية مهيأة للنجاح في هذا التخصص المطل على التواصل الحضاري مع محبي الجزائر عبر العالم .