أمد/
واشنطن: كشف تحقيق لشبكة "سي إن إن" يوم الأحد، أن الزوجين جيمس ماكلاف وإميلي بيرغر، اللذين يملكان شركة تجارية تدعى "جين ستريت"، ومختصة بمجال الذكاء الاصطناعي وتداول العملة المشفرة، كانا أكبر الداعمين لمجموعة "المال المظلم" الرئيسية التي دعمت جو بايدن ومكَّنته من الفوز بالرئاسة قبل 4 أعوام، وفق بعض الادعاءات.
وأظهرت سجلات ضريبية حصلت عليها الشبكة الأمريكية، أن الزوجين تبرعا في عام 2022 إلى "Future Forward PAC"، وهي لجنة العمل السياسي الكبرى الأساسية التي تدعم بايدن، حيث كان ثاني أكبر تبرع يقدم للجنة.
وأظهرت السجلات التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، أن منظمة "BEMC 4 Association"، منظمة غير ربحية يديرها الزوجان، قد قدمت 7.2 مليون دولار لشركة "Future Forward PAC" في عام 2022، وهو العام الأخير الذي ظهرت فيه البيانات.
وهذا أكثر مما قدمته أي مجموعة أخرى، ما عدا مركز سياسات المجتمع المفتوح المرتبط بجورج سوروس، والذي قدم 15.2 مليون دولار في ذلك العام.
في حين أن منظمة "Future Forward PAC" لا تكشف عن الجهات المانحة لها، فإن المنظمات غير الربحية الأخرى التي تقدم لها الأموال تقوم بالإبلاغ عن تلك المساهمات.
ورغم أن ماكلاف وزوجته لا يتمتعان بشهرة عامة كبيرة، فإنهما كانا يعملان بهدوء على زيادة إنفاقهما السياسي.
ويعود ملف "الأموال المظلمة" إلى الواجهة مع قرب الانتخابات الأمريكية، وهذا النوع من جمع التبرعات ينتقده الديمقراطيون منذ سنوات.
كما أظهرت السجلات أن الزوجين تبرعا بأكثر من مليون دولار إجمالاً في السنوات الأخيرة لمجموعة واسعة من مجموعات الحزب الديمقراطي الأخرى والمرشحين في الانتخابات الفيدرالية وانتخابات الولايات.
تبرعات أخرى
الشبكة أوضحت أنه، بالإضافة إلى دعم "Future Forward PAC"، قدمت منظمة "BEMC 4 Association" غير الربحية التي يملكها الزوجان أيضاً، 7 ملايين دولار أخرى في عام 2022 لمركز معلومات الناخبين، وهي مجموعة تعمل على تشجيع الشباب والنساء والأقليات على التصويت، ويديرها ناشط سياسي ديمقراطي سابق.
وبحسب سي إن إن فقد قدمت كذلك تبرعات أصغر لمجموعتين أخريين ذويْ ميول يسارية.
وليس من الواضح ما إذا كان الزوجان أو مؤسستهما غير الربحية قد قدما تبرعات إضافية إلى "Future Forward PAC" العام الماضي، ولن يُطلب من مجموعتهما الإبلاغ عن المنح التي قدمتها في عام 2023 حتى بعد الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ولن تضطر إلى الإبلاغ عن المنح التي قدمتها في عام 2024 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
الأموال المظلة
يشار إلى أن بايدن نفسه انتقد تأثير "المال المظلم"، ودعم التشريع الذي يلزم المنظمات التي تنفق الأموال على الانتخابات بالكشف عن كبار المانحين بسرعة أكبر.
وبحسب الشبكة الأمريكية فإنه يُفترض، نظرياً، أن تحدّ قوانين تمويل الحملات الانتخابية من تأثير أموال ضخمة يقدّمها متبرعون بارزون في السياسة، لكن ثمة ثغرات كبرى في النظام استغلتها جماعات تدعم بايدن ومرشحين آخرين.
وأنفقت جماعات ديمقراطية، اعتمدت على "الأموال المظلمة" كلياً أو جزئياً، بشكل كبير، على إعلانات مبكرة تهاجم ترامب في الانتخابات الماضية، وذلك في ولايات محورية، مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وفقاً للشبكة.
وبدأت تلك الجماعات إنفاقها، فيما كانت حملة بايدن تعاني لجمع الأموال، من أجل الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي.
يشار إلى أن الأموال المظلمة في سياسة الولايات المتحدة تشير إلى الإنفاق السياسي للمنظمات غير الربحية، التي لا يُطلب منها الإفصاح عن الجهات المانحة لها.
وتستطيع هذه المنظمات تلقي تبرعات غير محدودة من الشركات والأفراد والنقابات. بهذه الطريقة، تستطيع الجهات المانحة أن تنفق الأموال للتأثير على الانتخابات، من دون أن يعرف الناخبون من أين أتت هذه الأموال.