د. ناصر اللحام
أمد/ خططت حماس لعملية نوعية كبيرة في السابع من أكتوبر ، تقود الى تحريك الوضع الأمني والسياسي وتحرر الاسرى وترفع الحصار عن قطاع غزة . وخطط الاحتلال الى حرب إبادة وتهجير الملايين وجعل قطاع غزة مثل سجادة، وتسوية جميع مدن القطاع بالأرض والقضاء على حماس والقضاء على الناس أيضا .
والحرب تدخل شهرها السادس ، نرى كل ما لم نتوقعه وكأننا نعيش كابوسا متواصلا . وبينما تتحدث إسرائيل عن لجان تحقيق امنية وعسكرية وسياسية وقضائية ، لم نسمع بعد عن أي لجنة تحقيق عربية او إسلامية او فلسطينية !! ولا نسمع سوى المراددة والاتهامات والعتب وربما التشفي .
انتصرنا على الاحتلال في جميع المجالات السياسية والإعلامية والدبلوماسية والثقافية وفي التعليم وفي الأمم المتحدة واليونسكو والعدل الدولية . ولكننا لا ننتصر على إسرائيل عسكريا لان أمريكا هي التي تحاربنا ، ومعها اساطيل الناتو وجيوش الغرب وغواصات فرنسا وبوارج بريطانيا وصناعات المانيا وامكانيات إيطاليا .
انقسمنا الى قسمين : قسم يدافع عن الوطن باي ثمن حتى لو هلك المواطن . وقسم يدافع عن المواطن باي ثمن حتى لو هلك الوطن . والحقيقة لا يمكن فصل المواطن عن الوطن . فقد كتب ايميل حبيبي والذي بقي في حيفا بعد ضياع فلسطين عام 1948 ، كتب في ديوان ” المتشائل ” يسأل بسخرية عميقة جدا : تموت الزريبة لتحيا الحمير ؟ ام تموت الحمير لتحيا الزريبة ؟ وترك الإجابة مفتوحة للأيام ولتقلبات الزمن وتقلبات القادة .
هناك فرق كبير بين النقد البناء والحريص وبين الاصطياد في الماء العكر . وقالت العرب وصدقت : ان الملامة وقت وقوع المصيبة تعتبر نوعا من انواع التشفي .
والان موعد الإنقاذ والبناء ورفع الظلم والتكافل الاجتماعي وتوحيد القلوب وبلسمة الجراح ولا مجال لطرف ان يقول انه على حق والطرف الاخر ليس على حق . فالحق الوحيد الان هو حق الحياة للأطفال وحق الغذاء وحق مياه الشرب النقية وحق البيت وحق وقف المقتلة .
نحن بحاجة لحماية دولية من هذا العدو المجنون والعنصري . وهي نفسها شكلا ومضمونا عبارة الرئيس محمود عباس الشهيرة ( احمونا ) , نحن بحاجة الى عباءة إنسانية وإسلامية وعربية للوقوف في وجه وزراء الصهيونية الذين يحملون السلاح ويهتفون الموت للعرب .
يفعل الفلسطيني كل شيء لحماية اطفاله وبيته وارضه . وقد اّن الأوان ان يفعل احد ما شيئا ما للمساعدة.