أمد/
رام الله: أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنها تتابع مع مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الشمالية تطبيق خطة الوزارة التي اعتمدها مجلس الوزراء لاستئناف طلبة قطاع غزة مسيرتهم التعليمية في المؤسسات التعليمية بالمحافظات الشمالية.
وأفادت الوزارة أنه بعد الاجتماع مع عدد من ممثلي مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الجنوبية، وبعد موافقة معظم رؤساء الجامعات، وعمداء الكليات الجامعية وكليات المجتمع، ومديري الكليات التقنية في المحافظات الشمالية على خطة الوزارة بشأن استئناف مسيرة التعليم العالي في المحافظات الجنوبية، فإن الوزارة تواصلت مع المؤسسات التعليمية في المحافظات الشمالية بشأن البدء باستقبال طلبة قطاع غزة وتسجيلهم حسب الأصول كطلبة زائرين في مؤسساتهم.
وأوضحت “التعليم العالي” أنه تمت مراعاة عدد من الأسس لتسجيل طلبة قطاع غزة كطلبة زائرين في مؤسسات التعليم العالي بالمحافظات الشمالية، بحيث يُستثنى طلبة غزة مما ورد في “تعليمات الطالب الزائر” خاصة البند رقم (5) الوارد في المادة رقم (4) من تعليمات رقم (107/ و ت ع) لعام 2023 المعمول بها، وذلك للتسهيل عليهم وقبولهم في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية وغير الفلسطينية، وفقاً للمستوى التعليمي الذي يسجلون فيه، وحسب بياناتهم في المؤسسة الأم.
وأضافت الوزارة: “يكون التحاق طلبة قطاع غزة في مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الشمالية مجاناً، علماً أن الوزارة تتواصل مع المانحين من أجل توفير الدعم المالي واللوجستي لتنفيذ خطتها، وأنه فيما يتعلق بالمساقات العملية والتطبيقية والسريرية، فسيتم العمل على إيجاد البدائل وفقاً للظروف الموضوعية والإمكانيات التي سيتم توفيرها، والعمل على الاستفادة من كل البنى التحتية الموجودة في غزة”.
وتابعت: “تعمل مؤسسات التعليم العالي في غزة على توفير كل بيانات الطلبة وتزويد المؤسسات التعليمية في المحافظات الشمالية بها من خلال عمداء ومديري التسجيل، إضافة إلى مراعاة وجود التفاوت في الخطط الدراسية المُعتمدة للبرنامج، لذلك يتم العمل على مراعاة تزويد الطلبة بالكفايات الرئيسة التي تجمع بين خطة الجامعة الأم وخطة الجامعة التي استضافت الطالب الزائر”.
وأشارت وزارة التعليم العالي إلى أن علامات الطالب تُرصد حسب نظام الجامعة التي درس فيها مساقاً/ فصلاً دراسياً، وتقوم الجامعة الأم باحتسابها وفقاً لنظامها، لافتة إلى أن مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الشمالية تُرسل قوائم أسماء الطلبة المُسجلين لديها من المحافظات الجنوبية إلى الوزارة في برنامج الطالب الزائر لاعتمادها، وتقبل مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الجنوبية كشوف علامات الطلبة الصادرة عن مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الشمالية لطلبتهم الزائرين، والمُصدَّقة من وزارة “التعليم العالي”.
وبينت الوزارة أنه سيتم ترتيب أوضاع طلبة المحافظات الجنوبية الذين غادروا الوطن للالتحاق بأية مؤسسة تعليم عالٍ فلسطينية أو غير فلسطينية، وذلك بناءً على موافقة مُسبقة من المؤسسة المُلتحق بها في غزة، وأنه في حال تعذر الوصول إلى بيانات الطلبة من خلال مديري أو عمداء التسجيل، فإنه تتم الاستعاضة عن ذلك مؤقتاً بتعهد خطي من الطالب، وبحد أعلاه فصلان دراسيان يتحمل فيه مسؤولية أية بيانات يصرح بها للجامعة التي سيلتحق بها عن وضعه الأكاديمي.
ولفتت “التعليم العالي” إلى أنه في حال التحاق الطلبة بمؤسسات تعليم عالٍ غير فلسطينية، شريطة أن تكون مُعترفا بها من قِبل الوزارة، فيتم تطبيق عدد من الأسس الواردة أعلاه بهذا الخصوص.
يشار إلى أن الجامعات في المحافظات الشمالية بدأت بالإعلان تباعاً عن البدء باستقبال طلبة غزة وتسجيلهم وفق الأنظمة المعمول بها في هذه المؤسسات، وأصدرت الإرشادات اللازمة لتسهيل وصول الطلبة في مؤسسات المحافظات الجنوبية إلى البرامج، والتسجيل في المساقات المناسبة لهم.
وفي بيان وصل “وفا”، أعلنت جامعة بيرزيت إطلاق مبادرة “إعادة الأمل” لدعم الطلبة ومؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة، وتمكينهم من النهوض ومواصلة العملية الأكاديمية، التزاماً بأن يكون للجامعة دور تدخلي فاعل في قطاع غزة، في ظل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم إبادة جماعية، وقتل منهجي للأكاديميين والطلبة وتدمير المؤسسات التعليمية.
وتستند مبادرة جامعة بيرزيت إلى مفهومين: الأول “المؤازرة”، أي المساندة من خلال العمل المشترك مع مؤسسات التعليم العالي في القطاع على توفير ما أمكن للجامعات والأكاديميين والطلبة لإعادة دورهم المجتمعي وحقهم في تحقيق أحلامهم واستكمال دراستهم الجامعية، والثاني “إعادة الأمل” عبر إعادة بناء حياة ممكنة وواقعية في غزة رغم ما حل بها من دمار إبادي، وذلك بالاعتماد على توفر الموارد اللازمة وحاجات الجامعات ورؤاها في غزة وسُلّم أولوياتها، بحيث تكون جامعة بيرزيت حاضنة للمبادرات المحلية والعربية والعالمية لمؤازرة التعليم العالي في قطاع غزة ومساندته.
وتشتمل المبادرة على ثلاثة محاور للتدخل: أولاً، البنية التحتية والتعاضد المؤسساتي، من خلال بناء الشراكات مع جامعات القطاع، وقيادة ائتلاف جامعات فلسطينية وعربية وعالمية لدعم الجامعات في قطاع غزة وإعادة بنائها، وثانياً، التعليم الجامعي بالاتفاق مع جامعات القطاع، وتوفير الكادر التربوي من جامعة بيرزيت من ناحية، وبناء البنية التحتية لجعل التعليم عن بُعد لطلبة القطاع ممكناً من ناحية أخرى، على أن يكون التعليم ملتزماً بمحددات الجودة الأكاديمية بالتعاون مع أكاديميين من جامعات القطاع، بالتزامن مع التدريب الأكاديمي والإشراف على مشروعات ورسائل وأطروحات التخرج، وثالثاً، البحث التحويلي: من خلال الشراكات بين باحثي جامعة بيرزيت والجامعات العالمية وباحثي الجامعات في القطاع للقيام بدراسات تساند عملية إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب الهمجية.
وأعلنت الجامعة بدء عملية جمع البيانات الأكاديمية لطلبة الجامعات في القطاع، ودعت الراغبين في الاستفادة من المساندة الأكاديمية ضمن وضع الطوارئ والتعليم عن بعد، إلى تسجيل بياناتهم عبر موقعها الإلكتروني، كما دعت جميع شركائها من الجامعات والمؤسسات البحثية والأكاديميين والأفراد وذوي الضمائر الإنسانية إلى المؤازرة والعمل المشترك، والإسهام في المبادرة من خلال التواصل عبر البريد التالي: [email protected]..