الصحفية وفاء حميد
أمد/ جاء شهر البركة والعبادة ، شهر سعادة كل مسلم ليؤدي فيه كل طقوس العبادة والتقرب من الله أكثر ، شهر الحرمان من الطعام وحفظ اللسان والقيام بالأعمال الصالحة ، لكن الجديد في هذا الشهر أنه سيأتي على شعب حرم من الطعام لاكثر من خمسة أشهر ، ويقبل على هذا الشهر وهو يبحث عن كسرة خبز يمكث في خيام مهترئة لاتقي حر صيف ولابرد شتاء قارس ….
والدين لا يتكامل في سلوك المسلم وعقله وقلبه، إلا بتكامل الأركان والفرائض والقيم والشرائع، الربانية جوهرها ذلك التوجيه النبوي الصارم «مَا آمَنَ بِي مَنْ أَمْسَى وَهُوَ شَبْعَانُ وَجَارُهُ جَائِعٌ». أنه شعب غزة الذي ساق القدر إليه كل انواع الحرمان ليكون الدرع الحامي لهذه الأمة الصامتة ، العاجزة عن فعل ولو شي بسيط ، بمد جارتها المعذبة تحت الاحتلال بجسر من الإمدادات البرية ، بدلا من إسقاطها جوا على رؤوسهم كالقنابل ، او في البحار كأنهم حيوانات ، وليسوا بشرا ،
فغزة جائعة تقاتل بامتداد أحشائها وقد جعلتها قذائف هاون، وما للأمة أثر فعل، إلا في نجدة موانئ “إسرائيل”، أو صندوق إغاثة يبتلعه البحر أو تأخذه الريح إلى المستوطنات، أو يقع على جسد شخص نحيل يتلهف إلى التقاطه فيهرس عظامه الغضة ، صيام الامة الاسلامية اليوم من مشرقها إلى مغربها وشمالها إلى جنوبها صيام مبعثر ، كما بين محور يقاوم ما استطاع إلى القتال سبيلاً، و تطبيع يحاصر بعضها بالدبابات، ويؤَمّن بعضها الآخر طرق الإمداد، غذائياً وحربياً، لـ”بني إسرائيل”، وهم يؤدون طقوس شعائرهم في الإبادة الجماعية في غزة ، لكن كل مسلم يصوم هذا العام في سر اخلاص نيته لله ،
لكن غزة تتسلل عبر هذا السرّ، لتقف حائلاً إن كان ثمة قبول، وموائدها الفارغة التي تعيش شبح الحرب والجوع فهل من آذان تسمع صرخة جائع من أطفال غزة يملا صدى صوتهم الأفق …؟ وهل من ضمير يقرع الصمت المخزي …؟؟