أمد/ جرائم المستعمرة تتجاوز كل الحدود، وكافة القوانين، لا تحترم أياً من حقوق الإنسان، والمعايير الأخلاقية والدينية، وتستهتر بكل العلاقات، وتفرض العداء والعدوان والبغضاء والكره في نفوس البشر، لكل ما هو مسلم، ومسيحي، وعربي، وكل إنسان.
لا تحترم رمضان، ولا أي دين، ولا أي تراث، وترفض أي شراكة، مهما بدت متواضعة، بل بالعكس، تؤكد وتُصر على توسيع فجوة التعارض والتناقض بين مشروعها الاستعماري التوسعي غير القابل للتعايش أو إيجاد أي صيغة من الحياة المشتركة، بينها وبين شعب فلسطين، بل تعزز اتساع الفجوة، متوهمة أن القوة، والقوة وحدها هي القادرة على البقاء.
المستعمرة تنسى ما حصل مع من صنعها، الاستعمار البريطاني، ماذا حصل له، حينما كانت لا تغرب الشمس عن مستعمراتها وامتداداتها وجيوشها وأدواتها من العملاء.
المستعمرة وقياداتها، تنسى أن داعمها وحاميها ومزودها، الولايات المتحدة بعظمتها وقوتها وترساناتها تمت هزيمتها من فقراء فيتنام وجياع أفغانستان.
والاتحاد السوفيتي حينما ارتكب حماقة اجتياح أفغانستان دفع الثمن الباهظ، وغادر إلى غير رجعة.
ومن قبلهم فرنسا في الجزائر، وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا، وغيرهم، حينما اندحروا أمام تطلعات الشعوب، وحقها في الكرامة والحرية والاستقلال.
الصراع متواصل على أرض فلسطين، ولو بقي شعبها وحده، وهو لن يكون ولن يبقى، ولكنه حتى ولو بقي وحده ممسكاً بخياره، نحو الكرامة والحرية والاستقلال، سينالها، وهو لن يبقى وحده في النضال والمواجهة، بل بالتدقيق والمراقبة وبالمتابعة، لم يحظ بتعاطف وإسناد وتضامن من شعوب أوروبا وأميركا، كما نالها، خلال معاناته وآلامه طوال الأشهر الخمسة الماضية، ولم تشهد شوارع أوروبا والولايات المتحدة احتجاجات ضد المستعمرة وسلوكها وجرائمها كما شهدتها خلال الأشهر الخمسة الماضية.
الجموح الإسرائيلي، عسكره وقصفه وتدميره وقتله للمدنيين، هو الثمن الذي سيدفعه شعب فلسطين حتى ينال نهاية الرحلة، وهو الثمن الذي ستدفعه المستعمرة من رصيدها الكذاب التضليلي الذي تراكم لصالحها عبر عشرات السنين، منذ مذابح اليهود في أوروبا على يد النازيين والفاشيين، وها هي رغم جرائمها عام 1948، ولم تكن تقل عما تفعله الآن بأبناء وأحفاد الفلسطينيين الذين قتلتهم أو شردتهم من بيوتهم في مدن وقرى فلسطين، ولكن ذلك تم بعيداً عن الإعلام والمراقبة، أما اليوم فهي ترتكب الجرائم علناً، بكل استفزاز، بكل وقاحة، متوهمة أن جرائمها ستبقى مخفية كما سبق وكان عام 1948، ولكنها اليوم تمارس الجريمة بوقاحة، وستدفع الثمن، بالهزيمة والعار والانعزال ومزبلة التاريخ كما حصل لكل المستعمرين في الجزائر وجنوب إفريقيا، وأمثالهم من التجارب المريرة.