أمد/ لا شك أن عدد من كبار قادة المقاومة في لبنان يعملون جديا من أجل دعم غزة عسكريا ، وهو أمر بالطبع بات واضحا مع الهجوم العسكري الذي تشنه عدد من الوحدات القتالية التابعة لحزب الله ، فضلا عن بعض من كبار مقاتليه.
في ذروة كل ذلك يمكن القول بأن هناك حالة من الرضا في لبنان من الدخول في مغامرة عسكرية جديدة ضد إسرائيل ، حتى أن الكثير من اللبنانيين قالوا أن حزب الله يرغب حاليا في إدخال البلاد حربا لا علاقة لها بها الآن.
غير أن دقة التطورات الحالية يمكن أن تدفع بــ”لبنان” إلى الأسوأ بسبب :
١-عدم وضوح أي رؤية للتهدئة خلال الفترة المقبلة
٢-تعقد طريق المفاوضات بصورة كبيرة بين إسرائيل من جهة وحركة حماس من جهة أخرى
٣-تزايد الضغوط والمطالب الهادفة لمشاركة حزب الله تحديدا في الحرب مع حركة حماس في غزة ، لتكون بمثابة وحدة ساحات قتالية تحتاجها حركة حماس الآن.
٤-الأوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان ، وهي الأوضاع التي ستجعل أي حرب تخوضها هذه الدولة الصغيرة بمثابة مغامرة لا طائل منها الآن، وسيكون لها الكثير من الانعكاسات السلبية على الوضع العام بالبلاد.
غير أن الواقع السياسي والاستراتيجي الذي تعيشه لبنان حاليا يقف أمام تحقيق هذه الرغبة العسكرية ، في ظل تصاعد الأزمات الداخلية في لبنان، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أيضا ، وهو ما يدفع بالكثير من القيادات التابعة لحزب الله بالفعل إلى التروي التام قبل الدخول في عملية عسكرية ضد حزب الله.
اللافت هنا أن الساحة اللبنانية باتت حساسة للغاية على الصعيد الإعلامي خلال الآونة الأخيرة ، وهو ما وضح عقب التقرير الذي أنتجته إحدى القنوات وحمل عنوان : “حرب المجانين والمتطرفين في غزة” ، وهو التقرير الذي حمل انتقادات لكل من أشعل هذه الحرب ، بما فيهم الإسرائيليون وقيادات حماس ، وكان واضحا أن معد التقرير يتحدث بوضوح ضد التطرف في إسرائيل وينتقد وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير ، إلا أن مجرد الحديث ولو بالقليل عن المقاومة دفعت بالكثير من المواقع اللبنانية لاتهام القناة التي بثت التقرير والصحفي الذي نشر هذا العمل بالمتطرف والعميل والمأجور ، الأمر الذي يزيد من حساسية ودقة هذا الموقف وتلك القضية برمتها.
عموما بات واضحا أن الساحة اللبنانية تعيش بالفعل في فترج حساسة ، وهي الفترة التي لن تهدأ بسهولة خلال الفترة المقبلة في ظل تصاعد الكثير من التجاذبات الإقليمية الآن.