أمد/
نيويورك: قال موقع بوليتيكو Politico الأمريكي، يوم الأحد، إن البيت الأبيض يدرس الاكتفاء هذا العام بنسخة مصغرة من حفلات الاستقبال السنوية، التي اعتاد إقامتها للاحتفاء بالمسلمين في نهاية شهر رمضان، وذلك بعد أن أخبر زعماء منظمات إسلامية مساعدي الرئيس أنهم سيردُّون الدعوات؛ احتجاجاً على نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني.
وقد جرت العادة أن يستضيف الرئيس الأمريكي مئات القياديين المسلمين من جميع أنحاء البلاد للاحتفال بعيد الفطر في نهاية شهر رمضان المبارك، لكن ثلاثة أشخاص مطلعين على خطط البيت الأبيض قالوا إن الإدارة الأمريكية ناقشت قصر الدعوات هذا العام على مجموعة أصغر من مسؤولي الإدارة وسفراء الدول ذات الأغلبية المسلمة.
استياء متفاقم من إدارة بايدن
إذا أقيم الحفل على هذه الصورة، فإنه سيُشابه دعوات الاحتفال القليلة الحضور التي أقامها الرئيس السابق دونالد ترامب عدة مرات حين كان في المنصب.
لكنه يمثل كذلك إقراراً بأن الرئيس الأمريكي وفريقه ما زالوا يواجهون استياءً متفاقماً في أوساط الجاليات الأمريكية المسلمة وذات الأصول العربية بشأن تعامل الإدارة الأمريكية مع الحرب.
في السياق، قال قيادي مسلم حضر حفلات الاستقبال الرمضانية التي عقدها بايدن في السنوات الماضية: "لا أعرف بأيِّ وجهٍ سيقيمون الاحتفال هذا العام. لكني أعرف أن كثيراً من الناس لن يذهبوا إذا دُعوا"، وكثيرون يشقُّ عليهم أن يحتفلوا مع "الرئيس الذي يعدُّونه مسؤولاً، أو يقع عليه قدر كبير من المسؤولية، عما يحدث".
أمَّا سلام المراياتي، رئيس مجلس الشؤون العامة الإسلامية، فكان صريحاً عندما سئل عن مدى اهتمام الجاليات الإسلامية بالمشاركة في أي فعالية يقيمها البيت الأبيض للاحتفال بالمسلمين، وقال: "لا رغبة لدينا في ذلك".
خيارات البيت الأبيض
من جهتها، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن البيت الأبيض لا يزال يفكر في خيارات مختلفة للاحتفال بعيد الفطر، وشددوا على أن الإدارة لم تتخذ قراراً نهائياً بعد.
ولما سُئلت أوليفيا دالتون، نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، يوم الإثنين 11 مارس/آذار، عما إذا كان البيت الأبيض ينوي استضافة حفل استقبال بمناسبة رمضان هذا العام، أجابت: "ليس لدي أي معلومات محدثة بهذا الشأن لعرضها عليكم"، لكننا نعرف أنه "وقت مقدس من السنة. والرئيس سيرسل تمنياته الطيبة للمجتمع الإسلامي هنا في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم".
من جهة أخرى، قال بعض من شاركوا في حفلات السنوات الماضية إنه لم يحن بعدُ أوان إرسال الدعوات الرسمية لمثل هذا الاحتفال، فالبيت الأبيض عادة ما يعقد حفل الاستقبال في أواخر شهر رمضان، ولا شك أن تنظيم احتفال كبير سيلاقي بعض الحرج هذا العام، فكثيرون ممن حضروا حفلات الاستقبال السابقة انتقدوا علناً تعامل الرئيس مع الحرب على غزة.
واستبعد قياديون مسلمون أن يستضيف بايدن حفل استقبال بمناسبة شهر رمضان هذا العام ولا يتطرق الحاضرون فيه إلى موضوع الحرب على غزة. وأشاروا إلى أن بايدن قال في خطابه العام الماضي، إن رمضان فرصة لتذكر "المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء العالم وما يكابده بعضها من صراع وفقر وجوع وتهجير".
وقالت صدف جعفر، العضو السابق في مجلس ولاية نيوجيرسي: "إذا حاول الرئيس [بايدن] أن يقول شيئاً كهذا، فلن يلاقي إلا معاملة الكلام الأجوف"، "فالواقع أن استمرار الإدارة الأمريكية في توفير الأسلحة والغطاء السياسي للإبادة الجماعية في غزة، يناقض ما قاله الرئيس العام الماضي، ويدل في الحقيقة على أن حياة الفلسطينيين لا تهم" الإدارة الأمريكية.
شبكة المنظمات الفلسطينية
وكانت شبكة المنظمات الفلسطينية الأمريكية (الشبكة) حثت، جميع المؤسسات الإسلامية والعربية والمسلمين والعرب الأمريكيين على مقاطعة ورفض التعامل مع إدارة بايدن لمسؤوليتها المشتركة عن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية، وطالبت بمقاطعة الإفطار الرمضاني السنوي الذي ينظمه البيت الأبيض حتى يتم تنفيذ وقف إطلاق نار دائم في غزة، اضافة الى ربط المساعدات العسكرية والمالية المقدمة لإسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني والاعتراف الاميركي بالدولة الفلسطينية.
كما حثت الشبكة جميع المسلمين والعرب الأمريكيين على رفض دعوة” إفطار البيت الأبيض” معتبرة أنه من العار لأي فرد او مسؤول لمنظمة إسلامية او عربية أن يحضر “إفطار الإبادة الجماعية” بينما يسهل بايدن تجويع 2.3 مليون فلسطيني حتى الموت، بينما يقدم الذخيرة والصواريخ لإسرائيل لتقتل بها المدنيين في غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء أكثر من 32 ألف شخص، من بينهم أكثر من 13 ألف طفل،