أمد/ روما: حذر تقرير صارخ صادر عن مبادرة لمنظمات غير حكومية وحكومات ووكالات الأمم المتحدة يوم الاثنين، من أن المجاعة ستنتشر في شمال غزة خلال الفترة بين منتصف مارس/آذار الجاري، ومايو/أيار المقبل.
وقال التقرير، الذي نشره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، إن تواصل القتال ونقص المساعدات الإنسانية يعني أن المجاعة أصبحت الآن “وشيكة في المحافظات الشمالية” من غزة، و”من المتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس ومايو 2024″.
ويُعتقد أن ما يقرب من 70% من السكان (210,000 شخص) في محافظات شمال غزة، هم بالفعل في المرحلة الخامسة من مقياس انعدام الأمن الغذائي المتكامل، والتي تُعرف باسم “مرحلة الكارثة”.
وأوضح التقرير: “من المرجح أن يؤدي استمرار الصراع والافتقار شبه الكامل لوصول المنظمات الإنسانية والشاحنات التجارية إلى المحافظات الشمالية، إلى تفاقم نقاط الضعف المتزايدة، والمحدودية الشديدة في توافر الغذاء والوصول إليه واستخدامه، فضلاً عن الحصول على الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي”.
وفي الجنوب، دخلت محافظات دير البلح وخان يونس ورفح جميعها في المرحلة الرابعة أو “مرحلة الطوارئ”، وفي أسوأ السيناريوهات ستواجه “خطر المجاعة في يوليو/تموز 2024″، بحسب التقرير.
وقال التقرير محذرا: “في الفترة ما بين منتصف مارس/آذار ومنتصف يوليو/تموز، وفي السيناريو الأكثر ترجيحا، ومع افتراض تصعيد الصراع بما في ذلك هجوم بري في رفح، يُتوقع أن يواجه نصف سكان قطاع غزة (1.11 مليون نسمة) ظروفا كارثية، وهي المرحلة الخامسة على مقياس انعدام الأمن الغذائي المتكامل”.
وأشار التقرير إلى أنه “يمكن وقف المجاعة- على المدى القريب، إذ تتطلب تدابير عاجلة واستباقية من أطراف الصراع ومن المجتمع الدولي. ويجب عليهم فورا كبح أزمة الجوع المتصاعدة سريعا في قطاع غزة، وحشد الدعم السياسي لوضع حد للأعمال العدائية، وتعبئة الموارد اللازمة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان إلى سكان غزة”.
وأثار تقرير، الاثنين، قلق العديد من الجهات الفاعلة رفيعة المستوى بما في ذلك كبير الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل ومفوضه لإدارة الأزمات يانيز لينارسيتش حيث وصفا النتائج بأنها “غير مسبوقة”، وأوضحا أن أي تحليل آخر للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي، لم يسجل “مثل هذه المستويات من انعدام الأمن الغذائي على الإطلاق، بأي مكان في العالم”.
ووصف المسؤولان الأوروبيان الوضع في غزة بأنه “ما بعد الكارثة”، ولفتا الانتباه إلى التحديات الهائلة الناجمة عن محدودية عمليات تسليم المساعدات إلى غزة برا.
.
غوتيريش: مروع
وقال قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “الفلسطينيين في غزة يعانون بشكل مرعب من الجوع والألم”، واصفا الأوضاع في القطاع بأنها “كارثة من صنع الإنسان بالكامل”.
وقال غوتيريش، في تصريحات للصحفيين في نيويورك يوم الإثنين، إن تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي أعدته مؤسسات تتبع للأمم المتحدة، يبين أن المجاعة صارت وشيكة الآن في شمال غزة”، معتبرا أن ما خلص إليه التقرير بأنه “مؤشر مروع” للأوضاع على الأرض.
وأشار إلى أن التقرير يحتوي على معلومات مروعة حول الأوضاع على الأرض بالنسبة للمدنيين، مؤكدا أن أكثر من نصف الفلسطينيين في غزة استنفدوا مواردهم الغذائية بالكامل ويواجهون جوعا كارثيا.
ووفقا لتقرير (IPC)، “هذا هو أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون جوعا كارثيا على الإطلاق في أي مكان وفي أي وقت”
وأضاف غوتيريش: “إنها كارثة من صنع الإنسان بالكامل، والتقرير يوضح أنه بالإمكان وقفها”، وشدد على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، داعيا سلطات الاحتلال للسماح الكامل لوصول للمساعدات الإنسانية لكافة أنحاء غزة، كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للجهود الإنسانية التي تبذلها الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق من اليوم، أظهر البيان الصحفي الخاص بالتقرير المعني أن 70% من سكان شمال قطاع غزة، يواجهون جوعا كارثيا