أمد/ كتب حسن عصفور/ دون إعلان رسمي حول الدور والمهمة للقاء “وزاري سداسي” عربي في الرياض شهر فبراير 2024، تم الإشارة الى عملية توافقية حول ملامح “خطة عربية” ستناقش مع أطراف دولية وخاصة الولايات المتحدة تتعلق للمشهد السياسي العام، وتحديدا وقف حرب غزة وما يليها، والرؤية الخاصة بكيفية حل الصراع في المنطقة نحو دولة فلسطينية، وفتح الباب لإنهاء الانقسام الداخلي.
واقعيا، لا يوجد مؤشرات عملية على وجود تحرك فاعل، أو ملموس لما يمكن تسميته بـ “لقاء الرياض”، رغم الانعطافة الدولية الكبيرة الرافضة لسياسة دولة الاحتلال، خاصة ما يتعلق بالبعد الإنساني، جرائم حرب وجرائم الموت جوعا وحركة التشريد الداخلي، والذهاب الى خطوات “عقابية” هنا وهناك، والتهديد بالمزيد منها، مستقبلا.
لعل أبزر ملامح الانعطافة الدولية، من خلال مسار محكمة العدل الدولية ومآلها الذي وضع دولة الكيان في “قفص اتهامي” فشلت مذكرة ردها الرسمي في الهروب من القادم، وهو ما أشارت له صحيفة “جيروزاليم بوست” تعليقا على رد حكومة نتنياهو على طلب “العدل الدولية”، وما وصفته الصحيفة بغياب “رؤية استراتيجية”، بالتوازي مع نمو حركة “المقاطعة” لمشاركة ممثلين في مجالات مختلفة، طالت المشاركات العسكرية في معرض باريس القادم يونيو 2024، وما سبقه من رفض في مهرجان فني عالمي بإيطاليا، وحفل توزيع جوائز الأوسكار وخطاب المخرج البريطاني اليهودي، ومظاهرات متلاحقة، والتفكير بتوسيع مفهوم المقاطعة والعقاب.
الانعطافة الدولية تتنامى سريعا، وبدأت تقارير الأمم المتحدة بكافة أفرعها تكشف أبعاد جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تقوم بها دولة الفاشية اليهودية وجيشها، ما فرض الحديث بقوة حول ضرورة حل الصراع وقيام دولة فلسطين.
مؤشرات لها أن تعطي “السداسي العربي” قاطرة عمل للتحرك بشكل مختلف عما كان في الماضي، ووضع قواعد سياسية للحراك في ظل التطورات الدولية “الجذرية” نحو البحث عن حل للصراع بكل جوانبه، وليس فقط ما يتعلق بالبعد الإنساني، وأن تتحول “الرؤية الشفوية” أو “الرؤية الصامتة” الى حراك علني ومباشر.
انتقال “السداسي العربي” من مرحلة “التفكير الصامت” الى “الضجيج السياسي” ضرورة لا بد منها، مع مجمل التطورات التي تمثل غطاء شرعيا لتقديم “رؤية عربية شاملة”، تطويرا لمبادرة السلام العربية بعدما أصاب محورها الرئيسي “التطبيع مقابل السلام” ثلم كبير، ما يتطلب قواعد تعيد الاعتبار لشرطية العلاقة مع دولة العدو، مع “الرفض العالمي” لسياستها العدوانية.
والحديث هنا، عن الانتقال لاستخدام ما يمكن اعتباره بـ “المقاومة الخشنة” التي غابت خلال سنوات أخيرة، لتصويب الوضع السياسي من بوابة فلسطين، من خلال مبادرة تكاملية بآليات عمل تنفيذية ومبادئ محددة، كي يكون لها قيمة سياسية، يتم مناقشتها مع “الكتل الإقليمية” باعتبارها “الحل العربي” للصراع.
انتقال “السداسي العربي” خطوة إلى الأمام نحو الحل السياسي العام لقضية الصراع ووقف الحرب وما يليها لا بد منها، خاصة في ظل تطورات المشهد العالمي الذي ينتقل سريعا رافضا للعدوانية الإسرائيلية، ولا يجب أن يرتبط الحراك بما يعرف بمفاوضات التهدئة والتبادل، كما تريد الولايات المتحدة، التي تعمل بكل السبل الممكنة لتعطيله بذرائع مختلفة.
ملاحظة: كم كان غريبا ان يتطوع مستشار الأمن القومي الأمريكاني سوليفان، بالحديث عن اغتيال الشخصية القسامية المركزية مروان عيسى وان يعتبر ورقة حماس صعبة المنال..مع انهم من كم يوم اعتبروها مهمة.. كلامه جرس إنذار لقيادة حماس في الدوحة مع انطلاق مفاوضات الصفقة..تنازلوا كمان وكمان..فاهمين يا مراهنين عليهم!
تنويه خاص: بعيدا عن ضجيج الأخبار السريعة ووسط حرب الإبادة ضد فلسطين الشعب والمشروع، غادرنا مازن الحسيني..الصديق والرفيق من عمل بدون أي “ادعاء” أو”استعراض” لخدمة قضية الوطن..كان حركة عالمية بذاته..لكنه غادرنا بهدو فريد.. لا تغضب ممن لم يملك وفاء لك لأنهم بلا وفاء لوطنهم..فسلاما لك يا رفيق سلاما لك يا مازن..
لقراءة المقالات على الموقع الشخصي