حمادة فراعنة
أمد/ لماذا يجب على حركة فتح الفلسطينية، أن تكون صاحبة مبادرة، عبر العمل على جبهتين الأولى وحدة صفوف حركة فتح، والثانية الانحياز نحو التحالف والائتلاف الوطني مع حركة حماس بهدف توسيع صفوف منظمة التحرير لتبقى كما يجب الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وقائدة نضاله الوطني الجامع لكل الشرائح والفصائل والتجمعات الفلسطينية سواء داخل الوطن، أو خارجه في بلاد الشتات واللجوء والمنافي.
فتح تواجه التحدي نحو طرفين: أولهما كيفية مواجهة العدو المتفوق الذي يملك القدرات الذاتية، والعلاقات الدولية، والتجمع الديمغرافي السكاني من اليهود الأجانب على أرض فلسطين.
وثانيهما الخصم السياسي التنظيمي المتمثل بحركة حماس، التي ولدت من رحم حركة الإخوان المسلمين العابرة للحدود، وتفوقت على حركة فتح في محطتين الأولى في الانتخابات التشريعية يوم 25/1/2006 وحصلت على الاغلبية البرلمانية التي دعت لها ونفذتها حركة فتح ومؤسسات السلطة، ونالت 74 مقعداً، بينما حصلت فتح على 45 مقعداً، والمحطة الثانية في صدام «الحسم العسكري» الذي نفذته حركة حماس في حزيران 2007، فسيطرت منفردة على قطاع غزة حتى يومنا هذا، وبذلك فقدت حركة فتح ميزتها التنظيمية كعمود فقري للنضال الفلسطيني، ومؤسسات منظمة التحرير، وبات لها شريك لا يقل أهمية ونفوذاً يتمثل بحركة حماس، بل تتفوق عليها حركة حماس أن لديها مرجعية وامتدادا عابرا للحدود يتمثل بفصائل حركة الإخوان المسلمين، المنتشرين لدى عشرات من البلدان العربية والإسلامية والدولية.
لذلك وحتى تستطيع حركة فتح الحفاظ على موقعها القيادي كعنوان كفاحي للهوية وللوطنية وللحقوق الفلسطينية، وحتى تتمكن من مواصلة الرحلة النضالية التي بدأتها، وأعطتها الريادة وفق وصف الراحل خليل الوزير أبو جهاد: أول الرصاص، أول الحجارة، أن تعمل على استعادة وحدتها الداخلية ولملمة صفوفها بالثلاثي: مروان البرغوثي وناصر القدوة ومحمد دحلان، وبدونهم تبقى صفوف حركة فتح مبعثرة، فاقدة لأهم عنصر من عناصر مكانتها وتفوقها ودورها الريادي وهي وحدتها الداخلية التنظيمية، كي تتمكن من أن تبقى الطرف الوطني المقرر والأقوى في معادلة التحالف والائتلاف مع حركة حماس، وباقي الفصائل والشخصيات المستقلة والتنوعات المهنية والتجمعات الفلسطينية المنتشرة داخل وخارج الوطن.
لقد شكلت معركة 7 تشرين أول أكتوبر 2023 وتداعياتها ونتائجها أنها المحطة الرابعة وسجلت أنها النقلة النوعية في النضال الفلسطيني بعد: 1- ولادة منظمة التحرير وانطلاق الثورة الفلسطينية في نهاية الستينيات من القرن الماضي، 2- الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة عام 1987، 3- الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى عام 2000، وأتت حيثيات ونتائج معركة تشرين أول أكتوبر 2023 لتشكل محطة هامة انتزعت مكاسب استراتيجية غير مسبوقة للشعب الفلسطيني على المستوى الدولي أوروبياً وأميركياً.
المظاهرات الاحتجاجية التي شملت العواصم الأوروبية والعديد من الولايات الأميركية تمت باتجاهين أولهما دعم وتأييد وإسناد وتعاطف مع الشعب الفلسطيني، وثانيهما إنكفاء وتراجع عن دعم المستعمرة الإسرائيلية وكشف حقيقتها كمشروع استعماري توسعي إحلالي، مارس التطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين ومظاهر القتل المقصود والقصف العشوائي التدميري للبنى التحتية ومظاهر الحياة من مدارس ومستشفيات ومخابز ومزارع وبيوت العائلات والمرافق العامة: شوارع، شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وجعل قطاع غزة غير صالح للسكن والمعيشة، والحياة الطبيعية.
الكرة في ملعب حركة فتح، بل في يد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فهل يفعلها ويُقدم على خطوة، بل خطوات ترتقي لمستوى الوريث التقليدي التاريخي للرئيس الراحل ياسر عرفات، ويفرض اسمه في سجل الخالدين، قبل رحيله عن عمر مديد؟؟.