د. محمد الموسوي
أمد/ محادثاتٌ سرية!! تُرى لماذا خرجت إلى العلن في هذه الظروف؟
ماذا بين كهنة المعبد في إيران وأمريكا والغرب؛ رأس الأفعى في إيران؟
ما تجري وجرت بين كهنة المعبد في إيران وأمريكا والغرب من تفاهمات وتوافقات في العلن نعني في جانب أنه لم تعد هناك حاجة لإضفاء السرية عليها فقد بات اللعب على المكشوف، وبعد عام 2003 لم تعد سويسرا تضطلع بمجمل رعاية المصالح والتنسيق الكامل بين كهنة معبد ولي الفقيه في إيران ومن جهة والإدارة الأمريكية من جهة أخرى خاصة في مراحل بدأت منذ عهد الرئيس الديمقراطي كلينتون وإلى الإدارة الديمقراطية الحالية، وهذا لا يعني أن حقبة كحقبة الرئيس الجمهوري جورج بوش الإبن لم يكن فيها تنسيق بين الطرفين بل كان التنسيق في أوجه وشمل أكبر عملية تعاون بينهما.. نعم كان هناك وسطاء عراقيين بالموضوع في بعض الأحيان ولكن العلاقة وصلت إلى حد التحالف فيما بينهما على اجتياح واحتلال العراق مقابل ضرب المقاومة الإيرانية ونزع أسلحتها والتمهيد للقضاء عليها وصياغة تفاهم مشترك حول مستقبل العراق السياسي وهو ما أفضى إلى تسيد الموالين لكهنة ولاية الفقيه في إيران من الإسلاميين المحسوبين على الشيعة والأكراد وترويض بعد المسميات المحسوبة على السُنة في العراق لتكتمل بذلك صورة المشهد السياسي العراقي المطلوب كي يُعلن المحتل أنه حمل المسؤولية الأممية في العراق على أتم وجه وصولاً إلى إقامة عملية سياسية سيُطلق عليها لاحقاً بالديمقراطية، وتشارك الغرب (القوى المهيمنة على سلطة الاحتلال) مع كهنة المعبد في إيران في صياغة دستور مسموم للعراق ورفضوا مقترحات دستورية أخرى كانت أكثر رشداً وملائمة للعراق بجميع أطيافه، وفرضوا ذلك الدستور المسموم على العراق من خلال فتوى السامري ومزيدا من الضغوط الأخرى، وها هو العراق كما ترونه اليوم.
هذه التوافقات والتفاهمات من خلال وسيط يُقصد بها في جانب آخر إيصال رسالة مفادها بأنه لا يزال هناك خلافٌ وعداءٌ قائم بين الطرفين والدليل عدم وجود تنسيق مباشر بينهما، في حين كان التنسيق مباشرا بين البلجيكيين في صفقات تبادل مجرمين مُدانين في بلجيكا برهائن مختطفين في طهران، وكذلك مع الفرنسيين عندما طلب الكهنة من الفرنسيين فرض ضغوط أوروبية على المقاومة الإيرانية، وفي حين رغب الفرنسيين والأوروبيين إبقاء الأمر سراً قام الكهنة بإفشاء السر قائلين “بتنا اليوم بالقوة والقدرة التي تمكننا من فرض إرادتنا على القوى الإستعمارية”، ووصل الأمر لدى الفرنسيين إلى حد اتخاذ قرارات غير دستورية نقضها القضاء الفرنسي فيما بعد.
رعى أشقائنا في سلطنة عُمان مع الأسف الكثير من التفاهمات التي ساهمت في إنقاذ نظام الكهنة وإبقائهم على قيد الحياة من جهة، وإدامة حالة الدمار والخراب والبؤس القائم في المنطقة على أيدي هذا النظام من جهة أخرى وكان بالأحرى النظر إلى حال 5 دولٍ عربية وما أحدثه ملالي السوء فيها وكذلك مأساة غزة والدولة السادسة تحولت إلى ممر للمخدرات لإغراق ما تبقى من الدول التي لم تُهدم بعد بالمخدرات لهدمها والقضاء على مجتمعاتها، وعلى ما يبدو أن هذه الدول لا تأبه بحال غيرها متناسية المثل القائل “أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض” وسيأتي اليوم الذي ستلحق فيه بالثور الأبيض.
المفاوضات الأخيرة التي جرت بين جند الكهنة ومسؤولين أمريكان برعاية عُمانية رغم سريتها خرجت إلى العلن، ورغم الضربات التي وُجِهت إلى الحوثيين وإلى ميليشيات عراقية، والحقيقة أنها امتداد لاستمرار سيناريو تقاسم أدوار الهيمنة على المنطقة ورسالة إلى كل العرب بأن نظام الكهنة في إيران سيستمر في وجوده كصانع أزمات وتوتر بالمنطقة وطرف من أطراف الهيمنة التي مناطٌ بها ترويض المنطقة العربية لإعادة تقسيم المُقسم ونزع القدرات وسلب الإرادة، ووفقاً لهذه المفاوضات وتلك التفاهمات ومئات مليارات الدولارات التي ضختها الإدارة الأمريكية ومئات مليارات الدولارات المنهوبة من الاقتصاد العراقي لإحياء نظام ولاية الفقيه الآيل للزوال فمن لا يرى الحقيقة المتجلية أمامنا كالشمس من الغربال فهو أعمى ومن لا يعمل على أن نظام الكهنة في إيران ونسخته في العراق والمنطقة وباءا واجب إزالته فهو قاصرٌ في رؤيته أو متخاذل.. هذا وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.