أمد/
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، اليوم الأربعاء، إن عملية جيش الاحتلال التي تستهدف مجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، وتتواصل لليوم الثالث على التوالي، تهدف إلى “ضرب قيادة حماس والضغط على الحركة في المفاوضات” الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بموجب اتفاق يتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار في القطاع المحاصر.
جاءت تصريحات هليفي خلال تقييم للوضع الأمني من داخل مجمع الشفاء الطبي شمالي قطاع غزة، في إطار جولة ميدانية أجراها بمشاركة قائد القيادة الجنوبية، يارون فينكلمان، وقائد الفرقة 162، إيتسيك كوهين، وقائد “شايطيت 13” (وحدة النخبة في الكوماندوز البحري الإسرائيلي)، العقيد (“أ”)، بحسب ما ذكر جيش الاحتلال، في بيان.
وبحسب البيان، أجرى هليفي لاحقا جولة ميدانية لتفقد قوات اللواء غولاني عند الحدود اللبنانية، برفقة قائد المنطقة الشمالية، أوري غوردين، وقائد الفرقة 91، شاي كلافار، وقائد الفرقة 36، دادو بار – خليفا، ثم أجرى أحاديث مع قادة ومقاتلي اللواء غولاني الذين أنهوا قتالهم في قطاع غزة وانتشروا في خطوط المواجهة في الجبهة الشمالية.
وقال هليفي إنه “حتى الآن النتائج جيدة، ولكن لاحظوا، نحن نستهدف كبار المسؤولين (في حركة حماس)؛ (اغتيال) مروان عيسى، اعتقال مسؤولين كبار، هذا مهم جدًا جدًا للضغط على حماس، والضغط على المفاوضات أيضًا، ونحن هنا نخدم هذين الغرضين”.
وتابع “توجيه ضربات شديدة لحركة حماس، تفكيك الحركة، قتل قيادتها العسكرية وضرب قيادتها المدنية وناشطيها؛ وعدم السماح لمثل هذا المكان بالسيطرة، كما أننا نعمل على الضغط على المفاوضات. لقد جئنا إلى هنا لاعتقال العديد من الناشطين، مع التركيز على كبار المسؤولين، وقتل من يقاوم”.
وأضاف “نفضل الاعتقالات، إنها تشكل ورقة ضغط مهمة وكرت مهم من خلال التحقيقات (التي تقود للتوصل إلى معلومات)، من يقاتل نقتله. حتى الآن الأداء والالتزام بالمهمة جيد جدا”، وعن طريقة عمل الاحتلال في الشفاء، قال: “لقد تحدثنا عن موضوع المداهمات المفاجئة، عمليات استدراج، منذ البداية، وربما هنا أفضل مثال على هذه العمليات”.
وتابع “نصل فجأة إلى المكان الذي عاد إليه مقاتلو حماس، وحولوه إلى مركز نشط، مركز قيادة وسيطرة، يعملون منه وبنشطون من خلاله لاستعادة الحكم والسيطرة على شمال قطاع غزة؛ ومن ثم نصل بشكل مفاجئ إلى المكان وخلال دقائق محدودة نعزله بشكل جيد ونقتحمه”.
وأضاف “الدخول للقتال في مستشفى ومجمع طبي بين الفرق والمرضى والحراس. كل هذه الأشياء معًا، في ظل إطلاق النار، ووجود حوالي 20 مخربا مقتولا عند المدخل؛ فرص نجاح القتال وإنجاز المهمة في المرحلة الأولى مرتفعة جدًا جدًا”.
وتتواصل في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، في ظل استمرار إسرائيل بشن حرب مدمرة على غزة منذ نحو 6 أشهر.
ومنذ فجر الاثنين، تواصل قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحام مجمع الشفاء الطبي، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله، في عملية خلفت حتى الأربعاء عشرات الشهداء ومئات المعتقلين الفلسطينيين.
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع منذ بداية الحرب على غزة إذ اقتحمته في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.