معاذ خلف
أمد/ فشلت السياسة و القوانين و المؤسسات الدولية في ايقاف حرب اسرائيل الظالمة على أبناء غزة ، فقد تقدمت جنوب افريقيا بشكوى الى الجنائية الدولية في الخامس عشر من نوفمبر 2023 حول جرائم حرب ارتكبت في غزة و أقرت المحكمة مجموعة من الإجراءات غير ان إسرائيل لم تكترث، كما تقدمت جنوب افريقيا في 29 ديسمبر 2023 بدعوى الى محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة و اتخذت المحكمة مجموعة من الإجراءات منها حث إسرائيل على اتخاذ التدابير العاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين غير ان إسرائيل لم تكترث ايضا،
و أخيرا و ليس آخرا استطاع مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرارا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة في 25 مارس 2024 و إسرائيل لم تنفذه أيضا .
و هذا دليل واضح على صلف و غرور الكيان المحتل ، و عدم اكتراثه بالأرواح و لا الدماء التي تراق على مدار 174 يوما ، اغلبهم من الأطفال و النساء ، فسياسة اسرائيل في الحرب تجعلها قادرة على احراق مربع سكني كامل بمن فيه من اجل قتل عنصر واحد من حماس ، و هي سياسة الأرض المحروقة .
بدأت حرب غزة في السابع من أكتوبر بحدث غير عادي وهو هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة ، كرد من المقاومة على الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ، وعمليات التصفية اليومية لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ، و حصار ظالم فرض و دام لأكثر من عقد وطمس و قتل القضية الفلسطينية ، كل ما سبق يمنح هجوم السابع من أكتوبر شيئا من الشرعية ، فالقوانين الدولية تكفل للشعوب المحتلة حق المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال غير ان الرد الإسرائيلي كان غير متكافئ تماما مع الهجوم ، وهو التصميم على تصفية كل عناصر حركة حماس في غزة في عدم اكتراث واضح للضحايا المدنيين في هذه الحرب .
إسرائيل لن يوقفها عن هذه الحرب سوى القوة و في حدث غير عادي ، و كان أول من تجاوز المعنى النمطي المتعارف عليه في مواجهة إسرائيل هي اليمن و قد نجحت الى حد كبير في احداث أزمة عالمية في مجال النقل البحري، اما لبنان فقد انخرطت في الحرب على استحياء في مواجهة ليست مفتوحة خوفا من ان تعود بلبنان لعقود الى الوراء ان توسعت المواجهة مع الاحتلال ووصلت الى حرب مفتوحة ، و لكن جهود اليمن ولبنان وحدها لا تكفي !
ماذا قدمنا نحن الفلسطينيين لإيقاف هذه الحرب ، و ماذا نستطيع ان نقدم ، لماذا لم تشتعل انتفاضة في كافة أراضي فلسطين ضد الصهاينة ؟ حتى تحدث ربكا وضغطا على حكومة التطرف الصهيونية لوقف الحرب ؟ لا اعلم متى سنتحرك ‘ فشبابنا يقتل كل يوم في الضفة وغيرها ، وشعبنا في غزة أبيد و نساؤنا اغتصبت و أطفالنا على شفا مجاعة ، ماذا ننتظر لننفجر !
من المعيب ان نطالب بوحدة الساحات و نحن بالأساس غير متحدين مع بعضنا البعض ، ان لم تشتعل فلسطين بأكملها في وجه الاحتلال لن يتعاطف معنا العالم ولن يتضامن معنا العرب ولن تحارب معنا قوى المقاومة في المنطقة .
“تصفية شبابنا في الضفة الغربية بشكل يومي أصبحت تحصيل حاصل ، ان يستشهدوا في اطار مواجهة مفتوحة مع الاحتلال أفضل من يقتلوا وهم نائمون على فراشهم .”
اذا إسرائيل لن توقف الحرب و هي تتجه نحو التصعيد ومقدمة على محو حماس من الخارطة السياسية و غزة من على خارطة فلسطين و العالم ، لو كان التصعيد بالتصعيد لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم ولكننا امة لا تملك خياراتها !