بكر أبو بكر
أمد/ استعرض القرآن الكريم صفات قبيلة بني اسرائيل، (يمكن أن نكتبها إسرءيل بالرسم القرآني بدلًا من إسرائيل للتمييز بين تلك القبيلة العربية القديمة المندثرة، ومحتلي فلسطين الذين سرقوا نفس الإسم) القبيلة العربية القديمة المنتهية أو المندثرة عن مسرح التاريخ، ليحذرنا من هذه الصفات السيئة التي أدت لفسقهم ولكفرهم وجحودهم فلا نقتدي بها أو نسير علي خطاها.
ونشير للمؤمنين من المسلمين أو أتباع الديانات (المِلل) الأخرى أن نصوص التوراة (كتاب اليهود هو التناخ مشتملًا الأسفار الخمسة الأولى أي التوراة، والتناخ بإجمالي 39 سِفرًا) لاتصلح كدليل تاريخي أوجغرافي أوقومي لاثبات نسب جيني وراثي قَبَلي بتاتًا وإنما هي نصوص للعبرة أكانت حقيقية أم محرفة أو أسطورية.
ونعرض هنا لصفات بني اسرائيل القدماء في القرآن الكريم لنردع عمليات الاستشهاد بمروياتهم التوراتية التاريخية الأسطورية الفاسدة وخرافاتهم فيها، ما حفل بها عدد من التفاسير للقرآن الكريم والتي رفضها الكثير من العلماء والشيوخ الأجلاء أمثال د.محمد حسين الذهبي (أنظر كتابه الهام “الإسرائيليات في التفسير والحديث”)، وتفسير الإمام البغوي، وتفسير ابن عاشور وتفسير سيد قطب وتفسير محمد عبده ورشيد رضا، والكثير من العلماء الأفاضل. فلا يتوه المسلم بالربط بين قديم انقضى وبين حديث عن دولة تغتصب أرضنا ولا صلة وراثية جينية قومية لها بالقدماء من القبيلة المندثرة.
يذكر د.محفوظ ولد خيري في مقالته عن “القضية اليهودية في سورة البقرة” كما يسميها أنه : اشتمل حيز كبير من سورة البقرة على الحديث عن بني إسرائيل وعن سوابقهم وقضاياهم مع أنبيائهم، فقد تضمنت هذه السورة – التي اشتق اسمها من قصة بقرة بني إسرائيل – على أكثر من مائة وخمسة عشر (115) آية تحدثت عنهم، وهو ما يمثل نسبة 40.20 % من مجموع آيات هذه السورة المدنية التي يبلغ عددها 286 آية .
نقول نحن وبكلام آخر: كان الخطاب القرآني عن تلك القبيلة المنقرضة للعِظة والعِبرة والحكمة للجميع من المؤمنين، ونكرّر أن القبيلة شيء، وأن معتنقي الملّة اليهودية من القبيلة القديمة هذه والقبائل والشعوب الأخرى لاحقا شيء آخر، فالقبيلة قبيلة كغيرها أي مثل قبيلة قريش والأوس وبني قريظة وبني تميم وكنده وكنانة …الخ من قبائل العرب، أما الديانة أو الملة -باعتبار أن الدين كله الإسلام على تنويعاته بين الرسل- ومنها الملّة اليهودية فهي لكل معتنقيها من كافة جنسيات وقوميات العالم ولا تشكل “شعبًا” كما يدعى الصهاينة اليوم لا بالقديم ولا بالحديث.
وهنا نعرض بعضًا من هذه الصفات وهي تنطبق على كل من نفسه ظالمة من اتباع أي ملّة، ومنها الملّة اليهودية التي اعتنقتها غير قبيلة/جماعة بني اسرائيل قبائل أخرى كثيرة وقوميات لاحقة.
ويقول د.محفوظ ولد خيري في سبب تكرار ذكرهم بالقرآن-بني اسرائيل-، إن: “تخصيص بني إسرائيل بالذكر والتذكير لما أنهم أوفرُ الناس نعمةً وأكثرهم كفراً بها”.
ويضيف قائلا : “لقد استنقذهم الله مما كانوا فيه من بلاء فرعون وقومه وأبدلهم من ذلك بتمكينهم في الأرض، وجعلهم أنبياء وملوكًا (ملوك بمعنى يملكون أمرهم بالحرية والمنّة عليهم، وفي تفسير قرآني آخر من يملك الجارية والبيت والركوبة فهو الملك) وأورثهم الأرض (أورثهم بمعنى كلّفهم باعمارها والدعوة للتوحيد فيها وليس بالمعنى القاصر أنها لهم أبنا عن أب وعن جد كملك عقاري حاشا لله) والديار والأموال، وأنزل عليهم الكتب العظيمة التي ما أنزلها على أمة سواهم؛ كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 20[
وقد تنوّع أسلوب الخطاب معهم فتارة واجههم الله تعالى بالملاطفة وذكر الإنعام عليهم وعلى آبائهم، وتارة بالتخويف، وتارة بإقامة الحجة وتوبيخهم على سوء أعمالهم، وذكر العقوبات التي عاقبهم بها.”
دعنا نرسم صورة لكفر وفسق وطغيان بني إسرائيل كما أشارت سورة البقرة بالتالي مما قرأناه بالتنزيل الكريم:
في سورة البقرة وحيث وجدت الإشارة الربانية لقبيلة بني إسرائيل في ذات الزمان المنقضي يتم الإشارة والتذكير باللطف حينًا، والشدة والتهديد حينًا-أنظر كل الآيات اللاحقة بين قوسين- (أخذنا ميثاقكم)، (لعلكم تتقون)، (ثم توليتم) (اعتدوا في السبت) ولمن اعتدوا (كونوا قردة خاسئين) (نكالًا) وفي إطار التذكير في معضلة البقرة الإسرائيلية والغلَبة والمماطلة ليتضح تهربهم ومماطلتهم المقصودة ومحاولة تعجيز النبي، وكانت النتيجة أنهم (فذبحوها وماكادوا يفعلون) كما يقول النص المقدس.
إن الإشارات عن القبيلة المندثرة أي بني إسرائيل واضحة بما اكتسبوه من سلبيات وظلم وفساد وجحود مثالي! على ما يبدو أنهم توارثوها أو عبر التربية، فهم تعلموا أو توارثوا رذيلة الكتمان، كتمان الحق (ما كنتم تكتمون) وابتعدوا عن مسار العقل السويّ لذا كان التقريع المتواصل (لعلكم تعقلون) (أفلا تعقلون)، (ثم قست قلوبكم) (فهي كالحجارة او أشد قسوة) رغم أن الله ما هو بغافل عما يفعلون.
وفي سياق التهديد أو لنقل الردع الرباني يأتي التذكير بقساوتهم، وفسادهم في قصة البقرة والمماطلة والرفض كما في قصة مهنة التحريف التي أتقنها بعض كهنتهم (يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).
وفي إطار التذكير لعلهم يعقلون، وما هم بعاقلين. ورغم أن الخالق كما يقول بالذكر الحكيم (يعلم ما يسرون وما يعلنون) إلا أن التذكير والتهديد ومحاولة الردع لا يعطي أُكُله مع هذه الفئة العاصية من بني إسرائيل لذا فلهم الويل والثبور وعظائم الأمور، والى ذلك كما بالذكر الحكيم (ويل للذين يكتبون الكتاب بأيدهم) (ليشتروا به ثمنًا قليلًا) حيث المال عندهم أولوية قصوى على كلام الله، لذا فإن العقاب جزاؤهم (فويل لهم مما كتبت أيدهم) وأيضًا لكسبهم الحرام من التحريف والمماطلة، ومن بيع كلام الله المحرف، فعليه أيضًا (ويل لهم ما يكسبون).
لم يستقر طغيان وعمى ظُلّام وفُسّاد القبيلة المندثرة عند هذا الحد بل نازعوا الله سبحانه وتعالى في الجنة والنار؟! وهذا ظلم وبهتان ما بعده بهتان فهم قالوا وخاب قولهم (لن تمسنّا النار…)؟! إلا أنهم يقولون ما لا يعلمون ولربما هذا الأمر نتيجة طويتهم وتربيتهم الفاسدة.
وهم الى كل ما سبق متولّون ومبتعدون عن أمر الله ومعرضون عنه، فاستحقوا العذاب، فهم (يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض) ويدعون الى (الإثم والعدوان) وليس لكل ما سبق عند الله الا (خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يرون أشد العذاب)، وعلى عكس ما يدّعون ويكذبون فإن الله ليس بغافل عنهم (وما الله بغافل عما يعلمون).
وللعلم نختم مؤكدين أن الله (لعنهم بكفرهم) وكما قال لاحقًا في البقرة (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
التذكير باللطف أوالتهديد لعلهم يصلحون لم ينفع حتى عندما أخذ المولى عز وجل ميثاقهم، فحق عليهم العذاب واللعنة بالدنيا والآخرة كما توضح الآيات بكل جلاء. وهو ما ينطبق على أي قوم اليوم أو قبيلة أو جماعة أودولة تمارس الإثم والعدوان والظلم والبهتان والكفر والاحتلال والطغيان ولنا في دولة الكيان الصهيوني خير مثال.
إن كبراء قبيلة بني إسرائيل المندثرين، وخاصة العصاة استكبروا (ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) من الأنبياء الكرام، وجاءت هنا كلمة تقتلون بالآية للمستقبل وليست بصيغة الماضي قتلتم كما يقول الزمخشري للإشارة لمن ساروا على دربهم من الملة اليهودية المنشقة على بني إسرائيل، والذين حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لاحقًا.
أنهم أيضًا استكبروا لأنه بألسنتهم يعلنون بكل بجاحة ويمارسون قلة الأدب مع الناس، وحتى مع الرب حين يقولون قلوبنا مغلقة بأقفال وبإحكام تجاهكم (قالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم، فقليلا ما يؤمنون) وبما أنهم حملوا إشارة الكفر في خلاصة ما فعلوه من ظلم وقتل وتحوير وجحود، بالإضافة الى التقوّل والكذب على الله …الخ (فلعنة الله على الكافرين) كما أشارت الآيات، وباءوا (بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين) كما تشير الآيات الكريمة أيضًا.
ولننظر أيضًا في الآيات اللاحقة في سورة البقرة أي الآية 90 آية الغضب السابقة -وإشرنا فيها لأي آية بين قوسين- فهم مازالوا يمارسون الجحود ولا يستجيبون للتقريع الإلهي ولا يحترمون نعمة الله عليهم ولا يرهبوه ويصرون على أن يشتروا بالآيات ثمنا قليلًا، كما يزوّرون، ويُلبِسون ويخلطون الحق بالباطل، ويكتمون الحق ولا يعتبرون أبدًا، ولا يعقلون.
مع القوم العصاة والظالمين -والكفار هم الظالمين- كما قال المولى لا ينفع معهم التقريع والتهديد لأنهم (يكفرون بما وراءه وهو الحق) ولا فائدة منهم ولن يجيبوا عن تساؤل المولى (فلم تقتلون أنبياء الله) كما الآية 91 فهم كما اللاحق من الآيات قد أشربوا العجل و(أنتم ظالمون) فلا فاد فيهم الميثاق ولا رفع الطور (الجبل) فوقهم.
لماذا؟ لا تنفع معهم العِظة والعبرة والتذكير؟
لأنهم هم الكفرة والفسقة وقتلة الأنبياء، إضافة بما تجيب به الآيات الكريمة لاحقًا لأنهم (قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم)، وليس لهم الا الله الذي طالبهم للتكفير أن يتمنوا الموت (إن كنتم صادقين) وبالطبع كما أخبر عنهم بالآيات (لن يتمنوه أبدًا بما قدمت أيديهم) فكيف يتمنوه وهم يعرفون أن جهنم مستقرهم! إضافة الى أنهم (أحرص الناس على حياة)؟! وهم الى ذلك ناقضو العهود أبدًا (كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم).
يذكرهم المولى في أكثر من موضع في سورة البقرة، وفي مجمل القرآن الكريم بمكرمة أخرى وخاصية اختصهم بها وهي بتفضيله لهم على القبائل الأخرى في منطقتهم المحددة آنذاك، وعلى قبائل زمانهم وفي زمانهم المنقضي، حيث فضّلهم بمعنى خصهم بالرسالة الملقاة عليهم ليحملوها، والدعوة بها وأنهم حملتها ويجب أن يكونوا دعاتها، فتخاذلوا وكفروا وفسقوا كالعادة ولم يتّقوا واتخذوا العجل من دون الله (وأنتم ظالمون) وهو يفسقون ولا يشكرون ولا يهتدون بل (كانوا أنفسهم يظلمون) والكافرون كما قال المولى هم الظالمون.
واليكم بعضا من هذه الصفات السلبية بالقرآن الكريم رغم الكثير من الاختصاص والمنّ الالهي عليهم:
1-قتل الأنبياء والرسل: (فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ) ]المائدة: 70[، (ويَقْتُلُونَ الَذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ(21) ) آل عمران
2-تحريف كلام الله والتزييف ونسج الخرافات: يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ]البقرة[ ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ ]آل عمران: 75[، ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ ]النساء: 46[
3- الكفر والشرك والسفاهة: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) ]الأعراف: 138[، وقلة حياءهم مع الله
(ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُون)َ ]البقرة: 51[
4-نشْر الفِتنة والفَساد: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا) ]المائدة: 64[
5- نقض المواثيق: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ﴾ ]المائدة: 13[
6-الجبن وحب الدنيا: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) ]المائدة: 24،[والقتال من وراء جدر.
7-الاختلاف: (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)]الحشر:14[
8-الذلة والغضب من الله: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ ]لبقرة: 61[
9-كتمان الحق والتزوير:( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(76) ). البقرة
10- أكل الأموال والعدوان: (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(62) ) المائدة.
11-خيانة العهود: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(100) ) البقرة.
12- قولهم: سمعنا وعصينا، واتخاذهم العجل إلها [البقرة: 93[
13-قسوة القلب فيهم حيث يقول تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم ، ثم يقول أيضا وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً.
وعن اليهود أي أتباع الملّة اليهودية عامة أنهم كما وصفهم الله في رفضهم للإسلام أنهم:”أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ”، وعنهم أيضا: أنه من شدة عداوتهم للمؤمنين: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)التوبة32، و(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)الصف8.
ويقول د.محفوظ ولد خيري عن سورة البقرة في خلاصته التالي: “وخلاصة القول أن هذه السورة العظيمة – والتي هي أطول سورة في القرآن الكريم – يدور قطب رحاها في فلك واحد؛ وهو الكتاب المنزل، والمرسل به صلوات ربي وسلامه عليه، وحاله مع المرسل إليهم؛ وتحذير الأمة المحمدية من المزالق التي أهلكت الأمم قبلهم والتي تمثلت في سوء الأدب مع وحي الله وأنبيائه، والمراوغة ولانشغال بالجدل العقيم، وعدم المسارعة في طاعة الله، وعدم الانقياد للحق.”
وللاشارة هنا نقول نحن أنه لا علاقة قَبَليّة (من القبيلة) أو قومية او وراثية جينية بين سكان بلدنا فلسطين اليوم من الغزاة المحتلين المنتمين للملة اليهودية (تحت اسم دولة اسرائيل) وبين قبيلة بني اسرائيل المنقرضة.
فهم (الإسرائيليون اليهود محتلو فلسطين اليوم) عبارة عن أقوام وشعوب من جنسيات متعددة اعتنقوا الديانة اليهودية عبر مئات السنين في كل مكان، وفي غالبهم من يهود وسط آسيا=الخزر، وآخرين.
وفي ذلك لمن يرغب الرجوع لكتب وأبحاث ومقالات ولأسفار كل من فرج الله صالح ديب وزياد منى وفاضل الربيعي واحمد الدبش، ود.إبراهيم عباس، ود.عصام سخنيني ود.علاء أبوعامر وبكر أبوبكر، وكذلك لأبحاث أرثر كوستلر، وإسرائيل فنكلستاين وسبيلبرغ، وشلومو ساند وزئيف هرتزوغ، وطوماس طومسون وكيث وايتلام…الخ، ليكتشف حجم التزوير بالتاريخ التوراتي وفي الجغرافيا وفي الادعاء للانتساب للقبيلة القديمة المندثرة، ما لا تصدقه حبّة رمل أو هبة ريح في فلسطين، أو أي دراسة علمية.
حاشية
للنظر في كتاب الكاتب اليهودي التقدمي “شلومو ساند” المعنون اختراع “الشعب” اليهودي، والآخر اختراع “أرض” إسرائيل. وللنظر في كتب البحاثة العرب على اختلاف طرق عرضهم لمسرح الاحداث، وتفسيرها أمثال د.علاء أبوعامر ود.ابراهيم عباس ود.عصام سخنيني، وفي مقابل أحمد الدبش وزياد منى وفراس السواح وأيضا بمواجهة فاضل الربيعي وفرج الله صالح ديب ود.كمال الصليبي.
2 أنظر كتاب مملكة الخزر القبيلة 13 للكاتب اليهودي أرثر كوستلر.