أمد/
رام الله: بدعوة من اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية، وعلى هامش الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض المجيد، عقد اليوم لقاء حواري موسع في قاعة فؤاد نصار في مدينة رام الله، بعنوان "الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال والإبادة الصامتة".
افتتح اللقاء ورحب بالحضور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ورئيسة اتحاد لجان المرأة العاملة، عفاف غطاشة، حيث استعرضت في كلمتها الهدف من هذا اللقاء واهميته في ظل الانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها الأسرى الأسيرات في معتقلات وسجون الاحتلال الفاشي، على مدار العقود الماضي والتي تفاقمت وأصبحت أكثر شراسة بعد السابع من أكتوبر الماضي أي منذ بدأ الحرب العدوانية على قطاع غزة.
وشددت غطاشة على أهمية الحفاظ على وحدة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بعيداَ عن أي تباينات كانت، وخلق وتوسيع الحاضنة الشعبية لهذه الحركة.
تناول المتحدثون في اللقاء الأوضاع المأساوية التي تعيشها الحركة الأسيرة، والتي تمثل أصعب مرحلة في تاريخ الاحتلال، حيث يتعرض الأسرى والأسيرات إلى إبادة جماعية على نظير ما يجري في قطاع غزة، من خلال حرمانهم من الأكل والعلاج والدفأ، والعديد من الاحتياجات الانسانية، مما أفقدهم الكثير من الوزن والحق بهم اضرار صحية، وهذا ما أكدت عليه العديد من المصادر القانونية وعائلات الأسرى والأسيرات. وهذا عدا عن أساليب التعذيب التي يتعرض لها الكثير منهم، إضافة للعزل الانفرادي عما يجري داخل وخارج السجن.
كما أكد المتحدثون على ضرورة أن تكون قضية الأسرى جزء من الأولويات الوطنية لشعبنا وقيادته.
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومدير مركز حريات، حلمي الأعرج، على دعم صمود الأسرى والأسيرات عبر الالتفاف الشعبي الكبير، وضرورة انعقاد مجلس حقوق الانسان لبحث قضية الأسرى الفلسطينيين بالذات. كما طالب السلطة الوطنية بدعوة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للاضطلاع بدورها ومسؤولياتها تجاه الشعب المحتل وأبناءه وبناته الأسرى في سجون الاحتلال. وكذلك التحرك لرفع شكوى لمحكمة الجنايات الدولية بعد اعتراف الاحتلال بقتل 27 أسير من غزة.
كما شدد الأعرج على رفع قضية إبادة جماعية ليس لما يقوم به جيش الاحتلال في غزة فحسب، وإنما أيضاَ للإبادة التي يمارسها في السجون بحق الأسرى والأسيرات.
بدورها، قالت أماني خندقجي، شقيقة الأسير باسم والمحكوم بثلاث مؤبدات، أن لا تواصل مع الأسرى من فترة طويلة، لأنه لا يوجد زيارات للأهالي ولا للمحامين ولا للصليب الأحمر.
واشارت إلى أن شقيقها الأسير باسم خندقجي يتواجد الآن في سجن "ريمون" الصحراوي، وهو كغيره من الأسرى الذين يتعرضون لحملة شرسة داخل سجون الاحتلال، عدا عن سحب كافة المقتنيات منه، سواء أوراق أو أقلام، أو مفارش.. إلخ.
وقالت عبلة سعدات، زوجة الأسير حمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، أن الأسرى يعيشون أسوء الظروف، حيث جرى تجريدهم من مقتنياتهم واحتياجاتهم الانسانية، ويتعرضون لسوء المعاملة والتنكيل الدائم، فيما يجري عزل العديد من قادة الحركة الأسيرة، الأمر الذي يتطلب تحرك فاعل على كل المستويات.
من جانبها قالت مديرة مركز الدراسات النسوية في القدس، سامة عويضة، يجب التركيز وتسليط الضوء على ما يجري داخل السجون من تجويع وتعذيب وإقصاء للأسرى.
وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله، عصام بكر، أن الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى لم تكن وليدة السابع من أكتوبر، بل منذ الاحتلال وتاريخها طويل، من جرائم التعذيب والتنكيل والاغتيال بحق الأسرى، مشيراَ إلى العديد من الأمثلة على ذلك منذ العام 1967.
وشدد بكر على أهمية ابتداع أساليب جديدة لدعم الحركة الأسيرة وتفعيل دور المؤسسات الأهلية والحكومية، بما في ذلك دور السفارات في فضح ممارسات الاحتلال.
وبعد نقاش معمق للمشاركين والمشاركات، جرى الخروج بالتوصيات التالية:
– الدعوة لمؤتمر كبير لكافة المؤسسات الحقوقية والإعلامية والنسوية المهتمة بقضايا الأسرى والأسيرات، لتعزيز وتطوير دورها في ابراز ودعم هذه القضية.
– إقامة خيمة في مكان مناسب للتذكير الدائم بقضايا الأسرى والأسيرات، ضمن برنامج وفعاليات ذات علاقة.
– تشكيل لجنة متابعة مصغرة وصولا للجنة موسعة للمتابعة، لتنفيذ ما اتفق عليه وطرح برنامج فعاليات داعمة للحركة الأسيرة.
وفي ختام اللقاء وبناء على توصياته، جرى تشكيل لجنة مصغرة، تكون نواة للجنة موسعة ينبثق عنها لجان فرعية لتنظيم هذه الفعاليات، ضمت كل من: عفاف غطاشة، عبلة سعادات، ساما عويضة، د. نبيل، والمحامية ليندا.