أمد/
حماس: أكدت حركة حماس ظهر يوم الخميس، أنّه في اليوم 181 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة، تتواصل فصول أكبر وأفظع وأطول جريمة بشعة عبر التاريخ الحديث، وتستمر أحداثها اليومية المروّعة؛ بين مجزرة وإبادة جماعية وإعدام ميداني وقصف همجي واعتقال وتهجير، ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال.
وقالت حماس في مؤتمر صحفي عقده القيادي في الحركة أسامة حمدان، إنّه في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء، أبلغنا الوسطاء في مصر وقطر بموقف الحركة، وأننا متمسكون بموقفنا الذي تم إبلاغه لهم وتسليمه يوم 14 مارس، بشكل رسمي.
ونوه حمدان، أنّ عناصر موقفنا متمثلة بضرورة وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم خاصة في الشمال، وتكثيف وصول الإغاثة إلى كل أماكن قطاع غزَّة والبدء في إعادة الإعمار، وعملية تبادل أسرى حقيقية وجادة، مؤكداً أنه لا تقدم في المفاوضات حتى الآن، بل هي تراوح مكانها .. رغم كل جهودنا، مع الأسف.
وتابع، أنّه رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات، لأجل تسهيل الوصول لاتفاق، لازال موقف الاحتلال النازي متعنتاً و رافضاً الاستجابة والقبول بمطالب شعبنا الوطنية.
واستدرك بالقول، إنّه بعد جولة القاهرة الأخيرة، لا تزال حكومة الاحتلال تراوغ، فصارت المفاوضات تدور في حلقة مفرغة، حيث لازال الاحتلال يرفض مطالب شعبنا ومقاومتنا المشروعة بوقف شامل لإطلاق النار، أو الانسحاب من القطاع أو عودة النازحين ، وتبادل حقيقي للأسرى.
وحول تطورات العدوان الاسرائيلي المتواصل ضد قطاع غزة: أكدت حماس أنّ شعبنا أثبت خلال نصف عام من العدوان الصهيوني المستمر، أنَّه (جبلُ المحامل) الذي يكتنز في ذاكرته الحيّة ومسيرته النضالية كل مقوّمات القوَّة والإرادة والصمود، والذي ستتحطّم على عظمة رباطه وصبره ومقاومته كلّ مخططات العدو وداعميه على أرض غزَّة.
وحذرت حماس على لسان القيادي حمدان، من كل المخططات المشبوهة والدنيئة التي تتساوق مع مشاريع الاحتلال الخبيثة في بث البلبلة وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، ونشيد بمدى الوعي واليقظة والمسؤولية الوطنية لدى كل مكوّنات العمل الوطني والفصائلي والعشائري في تعزيز الوحدة والتلاحم في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وتابعت، أنَّ ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية عن انتهاكات مُمنهجة مروّعة وأساليب تعذيب قاسية ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزَّة، وهو ما أكدّته شهادات لأسرى تمَّ الإفراج عنهم، يمثل جريمة حرب تضاف إلى سلسلة الجرائم السادية التي ينفذها جيش الاحتلال النازي.
وحملت، جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة آلاف المختطفين والمعتقلين الذين يتعرّض لأبشع صنوف التعذيب والتنكيل الانتقامي، ونستهجن الصمت الدولي أمام استمرار جرائم الإعدام والقتل تحت التعذيب الذي يتعرّضون له، وندعو للتدخل لإنقاذهم والإفراج الفوري عنهم.
ونوهت، أنّ الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن يتحملون شخصياً المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن جرائم الحرب، فهذه الإدارة لن تكون بمعزل عن المحاسبة لدعمها وشراكتها الكاملة لهذا الاحتلال في جريمة حرب الإبادة الجماعية، من خلال دعمه سياسياً ودبلوماسياً وتمدّه بجسور لا تنقطع من السلاح والقنابل والعتاد والذخائر الحربية.وشددت، أنه
وأضافت، أنّ نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، وغير معني بالإفراج عن الأسرى الاسرائيليين، بات واضحاً للقاصي والداني أن نتنياهو وحكومته النازية يحاولان كسب الوقت وامتصاص غضب أهالي الأسرى، وإظهار اهتمام زائف بمتابعة التفاوض.
وفي السياق ذاته، أكد حمادن: لا يزال المجرم نتنياهو وحكومة حربه النازية وجيشهم الجبان غارقين في رمال غزَّة، متخبطين في المستنقع الآسن الذي ورّطوا أنفسهم فيه، فلم يفلحوا في تحقيق أهدافهم، ولن يستطيعوا، بإذن الله قوّته.
ونوه، تواصل حركة حماس سعيها الدؤوب لإنهاء هذه الحرب العدوانية على شعبنا، وتعمل بكل مسؤولية وطنية من أجل تكثيف إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، وتضميد جراح أهلنا الصَّابرين المرابطين وتعزيز صمودهم على أرض غزَّة العزَّة.
وأكمل حمدان حديثه في المؤتمر الصحفي، سنبقى الأوفياء الأمناء على دماء الشهداء وتضحيات شعبنا في قطاع غزَّة، فما عجز الاحتلال عن نيله عبر القتل والإجرام وحرب الإبادة الجماعية، لن يفلح في إحرازه عبر إطالة أمد المفاوضات.
وأعرب، عن تضامننا مع قناة الجزيرة التي تتعرّض لهجمة صهيونية للتشويش على دورها المهني ورسالتها الإعلامية في تغطية حرب الإبادة، ونؤكّد أنَّ سياسة الاحتلال المُمنهجة في استهداف الصحفيين والإعلاميين، بشكل مباشر وعبر الترهيب والملاحقة، لن تفلح في طمس حقيقة إرهابه.
وترحمت، على أرواح 138 صحفياً شهيداً من أبناء شعبنا، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والحريّة للمعتقلين.
وشددت، أنَّ استمرار الاحتلال في منع دخول ووصول الوسائل الإعلامية العالمية إلى قطاع غزَّة هو محاولة صهيونية لمنع التغطية الإعلامية لجرائمه ومجازره التي يتعرّض له شعبنا على مدار 6 أشهر، وندعو إلى كسر الصمت الدولي والضغط على الاحتلال لدخول الوسائل الإعلامية لمنع الاحتلال من ارتكاب المزيد من الجرائم بعيداً عن عيون الإعلام والشهود على حرب الإبادة الجماعية.
كما باركت، العمليات البطولية لأبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ونعدّها رداً طبيعياً على جرائم العدو الصهيوني وإسناداً لأهلنا ومقاومتنا في قطاع غزَّة، وتأكيداً على تلاحم شعبنا ووحدته حول خيار المقاومة سبيلاً للتحرير والعودة، وندعو إلى استمرارها وتصعيدها.
وأوضحت، إنَّ الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني ضدّ مجمع الشفاء الطبّي والأطقم الطبية والمدنيين العزّل والمرضى والنازحين فيه وفي محيطه، ستبقى شاهدة على وحشية هذا الاحتلال وساديته، ووصمة عار على جبين كل المتخاذلين والمتقاعسين عن إدانة هذه الجرائم ووقفها ومحاكمة مرتكبيها.
وتحدثت، استمرار الصمت والعجز الدولي تجاه هذه المجازر، يشكّل ضوءا أخضر لارتكاب المزيد من المجازر، وما استهداف قافلة للعاملين في منظمة المطبخ المركزي العالمي، جنوب دير البلح، إلا ترسيخ بأنَّ هذا الكيان مارق منفلت من كل القيم الإنسانية، ما يتطلّب اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لردع وكبح جماح إرهابه ومحاكمته بعد ذلك.
واستهجنت الصمت الدولي الرسمي المطبق، الذي رافق هذه جريمة اقتحام وتدمير مشفى الشفاء وهذا الصمت المثير للاستغراب، يجعلنا نتساءل كيف يتعايش هذا العالم بكل قوانينه ومعاهداته، ومنظومة العدالة فيه؛ مع كيان مارقٍ مفسِدٍ، يدوس على كافة القوانين، ويتصرّف وكأنه فوق المساءلة والمحاسبة.
وأشارت، إلى أنّ سياسة الإرهاب والتخويف والقتل التي يمارسها الاحتلال ضد الفرق الإغاثية، تتطلّب موقفاً دولياً حازماً، يتجاوز إطار التصريحات الخجولة التي صدرت كرد فعل على هذا الاستهداف البشع، ويتجاوز أيضاَ مطالِب إجراء تحقيق في الجريمة من قِبَل جيش الاحتلال، في أسباب وظروف حدوثها، فالأسباب واضحة، والمجرم يُعلِن عن نفسه، ولا يكتَرِث لكل هذه التصريحات والمطالب.