أمد/
عمان: قال رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، إن الأردن هو الأقرب إلى فلسطين، ويقف دوما إلى جانب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الفايز في تصريحات صحافية لقناة العربية، إن الأردنيين وقيادتهم الهاشمية، ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1936، كانوا إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، حيث شارك المتطوعون من أبناء العشائر الأردنية في هذه الثورة ودعمها، كما أن جلالة المرحوم الملك عبدالله الأول والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ومعهم المتطوعون من أبناء العشائر الأردنية، تمكنوا في حرب 1948 من الحفاظ على الضفة الغربية وإنقاذها من براثن الصهيونية.
وأكد "أن الأردنيين ليسوا بحاجة إلى تصريحات قادة حماس، التي تدعو الأردنيين إلى التحشيد والنزول للشوارع دعما للقضية الفلسطينية".
وأضاف الفايز "أن الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كان المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، واليوم فإن جلالة الملك عبدالله الثاني، يضع القضية الفلسطينية في مقدمة الأولويات، لهذا كان الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية موقفا مشرفا، وهو متقدم عن مواقف مختلف الدول".
وأكد الفايز أن مختلف أطياف الشعب الأردني من كافة المنابت والأصول، عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، خرجوا بعشرات الآلاف مناصرة للقضية الفلسطينية وللأهل في غزه، وكانت المظاهرات سلمية، وكان هناك توافق تام ما بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي، لكن ما حدث مؤخرا أصبحت هذه التظاهرات تخرج عن إطار القانون والنظام العام، وأصبح هناك إساءات واعتداء على الممتلكات العامة واتهامات للدولة، والبعض من المتظاهرين استخدموا كلمات وعبارات مسيئة، لا يجوز إطلاقها على رجال الأمن الأردنيين الذين يسهرون على أمنهم واستقرارهم، وهناك أيضا محاولات لتسييس المظاهرات، إضافة إلى وجود يافطات تخدم أجندات خارجية.
وحول أكبر تحد ماثل الآن أمام الأردن، في ظل هذه المحاولات لتسييس ما يجري الآن في الشارع الأردني، أوضح الفايز أن هناك فئة تريد زرع الفوضى والفتنة، ونشر الأكاذيب عن الموقف الأردني، ولكن أطمئن الجميع بأن الدولة الأردنية دولة قوية، دولة منيعة، دولة عميقة ولا يمكن أن ينجحوا بأهدافهم.
وقال إن على الذين يطالبون بالتحشيد وتحويل الأردن إلى ساحة حرب أن يدركوا أن المجتمع الأردني مبني على توازنات، وأي عبث بالنسيج الاجتماعي الأردني، ليس لصالح القضية الفلسطينية أو صالح أي أحد، وأشار الفايز إلى أنه سبق أن وجه نصائح لبعض قادة حماس والإخوان المسلمين بأن لا يتدخلوا في الشؤون الداخلية الأردنية.
وقال الفايز صحيح أن الأردن الأقرب إلى القضية الفلسطينية، والأقرب إلى فلسطين والشعب الفلسطيني، لكن لن نسمح أن يكون الأردن ساحة حرب، الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، بغض النظر عن المشاعر القوية التي يشعر بها كل الشعب الأردني تجاه القضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بما يجري الآن في الشارع الأردني، وكيف يمكن أن ينعكس على الحرب على الحدود مع الميليشيات، حيث هنالك حرب لتهريب السلاح والمخدرات، بمعنى كيف يمكن الفصل بين ما يحدث من مظاهرات والحرب على تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود الأردنية، وحتى لا تستفيد هذه الميليشيات من هذا الوضع في الشارع الأردني؟ أكد الفايز أن الأردن دولة قوية والجيش الأردني قادر على حماية الحدود، وأجهزتنا الأمنية قوية وتحمي أمننا الداخلي، لكن يجب أن نضع حدا لكل من يريد أن يتدخل في الشؤون الداخلية الأردنية كائنا من كان.
إنني أقول لحماس وقادتها الذين يوجهون الرسائل للشارع الأردني، إنه يجب عليهم بدلا من التدخل في الشؤون الداخلية الأردنية أن يسعوا إلى المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أفضل لهم، فهناك الآن خلاف عميق ما بين فصائل المقاومة الفلسطينية وهذا يخدم إسرائيل، لذلك الأجدى لحماس هو المصالحة الفلسطينية خدمة للقضية الفلسطينية.
وردا على السؤال المتعلق بدعوات فتح الحدود وإعلان الحرب في المظاهرات، قال الفايز إنني أذكر هنا بحرب عام 1967 وأقول هل الحروب تخاض بواسطة العواطف؟ وماذا أدت العواطف في عام 1967؟ عندما لم يكن هناك تخطيط لهذه الحرب، لقد أدت العواطف التي كانت مسيطرة على الشارع العربي وعلى الأنظمة العربية حينها إلى خسارة الجولان والضفة الغربية وسيناء، والآن يدعوننا إلى فتح الحدود، لذلك أقول إن الحروب بحاجة إلى تخطيط ومعرفة حقيقية بقدرات وإمكانيات كل طرف في الحرب، ولهذا فإن فتح الحدود وتجييش العواطف لن يؤدي إلى شيء، إلا إلى المزيد من الفوضى، فهذه رسالة يجب أن تصل لكافة المعنيين. إننا يجب أن نتصرف بحكمة وعقلانية بعيدا عن العواطف.