أمد/
مانشستر: أكدت د.منى الفرا مديرة برامج مؤسسة "تحالف أطفال الشرق الأوسط" ا الإمدادات والمساعدات التي تصل قطاع غزة "شحيحة للغاية" حيث يعيش الناس فعليًا تحت "الإقامة الجبرية".
وقالت الدكتورة الفرا في لقاء أجرته صحيفة بريطانية معها: إن الأولوية الأكثر إلحاحا هي إرسال الإمدادات الطبية والأطباء إلى المنطقة. وقالت إن هناك حاجة إلى الغذاء أيضا، حيث أن 29 طفلا ماتوا من الجوع حتى الآن..
وتابعت د. الفرا بنوع من الحزن والألم قائلو :" لقد فقدت كل شيء منزلي و منزل عائلتي وذكريات طفولتي…كما فقدت العديد من أصدقائي وزملائي في العمل وأبناء عمومتي "
واضافت لقد غادرت غزة إلى مانشستر في بريطانيا بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، لكني لم أفقد الأمل. و ارغب بقوة في العودة إلى المنطقة التي مزقتها الحرب عندما ينتهي القتال…
وقالت الدكتورة منى الفرا لصحيفة "مانشستر إيفيننج نيوز": "سأعود وسأعيش في خيمة بجوار منزلي المدمر".
وأشارت د. الفرا إلى أن أطفالي، الذين كانوا يعيشون في مانشستر، يقومون بزيارة لي بغزة و عندما بدأت الحرب الأخيره و اتخذت "القرار الأصعب" بالمغادرة مع ابنتي التي تعاني من حالة صحية تستلزم عودتها الي بريطانيا… بينما عاد ابني إلى المملكة المتحدة بعد شهرين عندما "كان الجنود قريبين جدًا من منزلنا في خانيونس وقالت الدكتورة الفرا M.E.N: "كل يوم أنتظر سماع أخبار سيئة. كل يوم أسمع عن عائلة أخرى تم محوها من السجل المدني. كان الأمر صعبًا للغاية إذ لا أشعر أنني أعيش حياة طبيعية، لكني أواصل العمل لأن هذا واجبي…
الدكتورة الفرا، التي شاركت في تأسيس مستشفى العودة في مخيم جباليا للاجئين، فقدت العديد من الأصدقاء والزملاء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول ،وكان من بينهم أطباء في مستشفى العودة، وهو أحد المستشفيات العديدة التي أمرت إسرائيل بإخلائها العام الماضي كجزء من خططها لاستهداف البنية التحتية في قطاع غزة… حيث تزعم إسرائيل أن مقاتلي حما… كانوا يعملون من داخل المستشفيات – لكن الدكتورة الفرا مصرة على أنه "لا توجد أية أنشطة لعناصر حما…" في المستشفى الذي عملت فيه حيث قُتل بعض الموظفين والاطباء ، واصفة ادعاءات الإسرائيليين بأنها "مجرد أكاذيب".
الدكتورة الفرا متخصصة في الأمراض الجلدية، وهي مديرة برامج مؤسسة "تحالف أطفال الشرق الأوسط" التي تعمل على حماية حقوق الأطفال وتحسين حياتهم من خلال المساعدات.
وتصف المستشفى التي ساعدت في إنشائها بأنها "منظومة تقدمية تقدم الخدمة الصحية لفقراء شعبها في شمال القطاع".
وفي الأسبوع الماضي سلمت د، منى شخصياً عمدة مانشستر الكبرى آندي بورنهام رسالة من نظيره في مدينة غزة د.يحي السراج. يطلب فيها مساعدة عمدة المدينه. تصف الرسالة، الموجهة إلى " عمدة مانشستر الكبرى"، الوضع المزري الذي يعيشه الناس في مدينة غزة وتدمير البنية التحتية .
لقد غادر الآن الالاف من الأشخاص المدينة الفلسطينية الأكثر اكتظاظًا بالسكان بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية. لكن بحسب الدكتورة الفرا، بقي بعض السكان في المدينة والمنطقة المحيطة بها، على الرغم من أوامر إسرائيل بإخلاء الجزء الشمالي من قطاع غزة.
وفي هذا العام، اتُهمت إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، لكن حكومتها رفضت هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة".
وتعتقد الدكتورة الفرا أن وعي و ادراك العالم بدأ بتغير و بات الكل يعتقد أن إسرائيل "ذهبت بعيداً جداً الآن". وفي الأسبوع الماضي، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن – لكن القتال لم يتوقف.
وقال الدكتورة الفرا: "على الرغم من كل ما حدث وما يحدث مؤخرًا، سأواصل العمل والحلم بالسلام والعدالة للأطفال في كل مكان و اينما وجدوا بغض النظر عن قومياتهم او ديانتهم او جنسياتهم"..