عمران الخطيب
أمد/ كثير كانت وما تزال التكهنات والتوقعات حول كالرد الإيراني على القصف الصاروخي الجوي على مقر القنصلية الإيرانية بضواحي العاصمة السورية دمشق، وهناك شبه إجماع على أن إيران سوف ترد ولكن وفقا لحسابات طهران، إيران لا تتعامل مع الاستهداف الإسرائيلي على المنشئات والمصالح الإيرانية في الداخل والساحات الخارجية بردات الفعل ولن تغامر إيران وفقا للحسابات الإسرائيلية، كما هو معروف بأن أدوات إيران في لبنان والعراق واليمن وفي الداخل الفلسطيني، إضافة إلى انتشار النفوذ الإيراني في مختلف دول العالم وبذلك تستطيع أن توجعي “إسرائيل”
والسياسية الإيرانية لا تقوم على ردود الفعل والمغامرات غير المحسوبة، وتدرك إيران بأن أي عملية بردة فعل كيف تكون النتائج وسيتم إستغلال ذلك من قبل “إسرائيل” وحلفائهم وفي مقدمة ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، على غرار ردت الفعل العراقي على نشوب الخلافات والتباينات بين العراق والكويت وتحالف 33 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في تدمير ومحاصرة وإحتلال العراق، وكذلك فإن تورط روسيا الاتحاديه في أوكرانيا واستمراريتها والتحالف الدولي الأمريكي والدعم المفتوح لإستمرار الحرب في أوكرانيا حتى اليوم وفي نهاية الأمر إيران ليست فصيل على غرار حماس وتقع في هذا الجحيم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وخلال اليوم الأول اجتمعت كل دول العالم بدعم وإسناد “إسرائيل” في حين بأن “إسرائيل دولة” إحتلال ولا تلتزم في القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بل يتم تقديم المساعدات العسكرية والأمنية والإقتصادية رغم العدوان الإسرائيلي الشامل وتدمير 75% من قطاع غزة 32 الف شهيد 70 الف جريح وألاف المعتقلين ونزوح 2مليون من منازلهم وبيوتهم المدمرة واجبارهم على النزوح ومحاولات التهجير، والانتهاكات التي طالت العاملين مع المؤسسات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، لكل تلك الأسباب لن يكون هناك رد إيراني بطريقة إنتقامية ومباشرة
ولكن سوف تكون أفعال ملموسة
للمصالح الإسرائيلية وستبقى “إسرائيل” تعيش حاله إستثنائية من القلق والتوتر والمخاوف، لذلك فإن عملية الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري الوكيل الحصري للإدارة الأمريكية وحلفائهم يجب أن يكون عملية ردود أفعال بل يجب أن تتحول آلية وشكل الصراع مختلف الأدوات والوسائل ، الجميع يشاهد حجم الدمار والمجازر الوحشية والارهابية للإحتلال الإسرائيلي الفاشي ودول العالم تقف إلى جانب “إسرائيل” لا يعني بذلك رفع الراية البيضاء بل على العكس من ذلك يجب أن نستمر في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل والإمكانيات، ولقد شاهدنا رغم المواقف والمعايير المزدوجة في عدم محاسبة “إسرائيل” فإن هناك تحول إيجابي على مستوى ليس فقط التضامن من شعوب دول العالم بل هناك وجهة نظر تتبلور خلال العدوان الإسرائيلي الشامل بقطاع غزة، حيث المجازر الوحشية وحجم الدمار والخسائر البشرية ولكل هذه الضحايا المدنيين بقطاع غزة قد طرء تحول للكيان الصهيوني العنصري، لكل تلك التداعيات والأسباب فإن إيران لن تغامر بعملية الرد وفقا للحسابات الإسرائيلية.