أمد/
غزة- صافيناز اللوح: لعدة ساعات في مراكز الإيواء وخيام النازحين وما تبقى من منازل، حاولنا أن نجد شيئاً واحداً سيحاول الغزيون من خلاله الاحتفال بعيد الفطر ولم نجد، ما وجدناه هو حزن وبكاء وخيام تفتقد للعديد من أصحابها ذهبوا شهداء وآخرين مفقودين لا يعرف أحد أين هم!، إن كانوا أحياء أو دفنت جثامينهم تحت ركام المنازل المدمرة.
معتز الحطاب كان يعمل محاسب في شركة الغفري قبل الحرب واليوم يعمل في صناعة المعمول والكعك ويبيعها للنازحين.
يقول معتز في حديثه مع "أمد للإعلام"، إنّ "الحرب أوقفت عملنا ودمرتنا ودمرت منازلنا، لذلك نحاول البحث عن لقمة عيش لنستطيع تدبير أمور عوائلنا، فنقوم الكعك مثل أبي الذي عمل لدى محلات ساق الله للحلويات وهي مهنته ونحن تعلمناها منه".
أسعار مرتفعة وحرب عدوانية أرهقت أرواح الغزيين..
ويضيف الحطاب عبر "أمد"،" الأسعار قبل هذا العيد كانت أرخص بكثير، حتى الكعك سابقاً الكيلو كان بـ20 شيكل واليوم بـ40 شيكل، وأيضاً تعبئة جرة الغاز بـ60 شيكل قبل الحرب وفي الحرب ثمنها 200 شيكل، واالسميد الذي يتم صناعة الكعك منه كان قبل الحرب بـ3 شواكل واليوم بـ20 و25 شيكل".
أمّا حازم محمود مزيد، من منطقة شرق المحطة في مدينة دير البلح، نزح برفقة عائلته إلى كلية الدعوة الإسلامية من منطقة شرق المحطة بعد اقتراب جيش الاحتلال إلى المنطقة وقصفها بالقذائف المدفعية، وبعد وصول الجيش إلى الكلية نزح إلى مخيم "أرض شراب" غرب مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة.
يقول حازم في حديثه مع "أمد" وهو مرهق، "العيد الماضي كان كل شئ متوفر وقمنا بصناعة الكعك والمعمول، واشترينا الحلويات واستقبلنا الناس والأهل والأحبة، لكن حالياً نحن نعيش في خيمة لا نجد أكل ولا شرب و"يادوب نعيش على المساعدات" ويوم نجدها ويوم لأ".
وأوضح مزيد: "لا أستطيع شراء أواعي العيد لأطفالي ولدى فتى مريض يبلغ من العمر 14 عاماً، ولا أستطيع توفير مستلزمات صحية له مثل "البامبرز".
وشدد الأب الذي لم يستطع الحديث من شدة القهر: "يمر علينا العيد ولن نستطيع أن نفرح به في ظل أعداد الشهداء الذي ارتقوا خلال هذه الحرب والمصابين ومشاكل الناس التي تزداد، وأنا لدي أخت استشهدت في هذا الحرب".
أباء لا يستطيعون رسم البسمة على وجوه أطفالهم: "عيد حزين"..
ويكمل مزيد حديثه عبر "أمد"، "أطفالي يطلبون مني أن أشتري لهم ملابس العيد وأنا لا استطيع ذلك، ولكن بناتي يشعرون بالناس ويقولون لي نحن لا نريد أن نفرح بهذا العيد ولا نريد أن نشتري شئ"..
ونوه: "لا يوجد فرحة كما فرحة العيد الماضي، أزور أخواتي وعائلتي وأقاربي ولاكن، اختلف هذا العيد كلياً عن سابقه".
أما سوزان أبو حلوب نازحة من بيت لاهيا شمال القطاع، إلى جنوب قطاع غزة تقول لـ"أمد"، "بسبب الحرب لا أستطيع شراء الملابس لأبنائي، ففي كل عيد أشتري ملابس وأقوم بشراء أدوات مطبخ ولكن اليوم لا أستطيع شراء شئ".
وتابعت: "الواقع حزين على الشهداء الذين ارتقوا بهذه الحرب، ولكنني أتيت على السوق لأشاهد ماذا يوجد به، وهنا كل شئ غالي وبأسعار مرتفعة ولا أستطيع شراء شئ لأبنائي".