أمد/ واشنطن: كشفت النسخة التجريبية المتوافرة للمطورين من إصدار iOS 9 الجديد عن إضافة أبل لمجموعة أعلام دول جديدة ضمن رموز Emoji التعبيرية الأساسية في النظام، من بينها علم فلسطين.
وكانت Emoji قد أعلنت، في أبريل الماضي، عزمها توفير رموز 198 بلدا جديدة إلى قائمة رموزها التعبيرية في نظام iOS 8.3، من بينها أعلام مجموعة كبيرة من الدول العربية ومنها فلسطين، إلا أنها لم تصل للمستخدمين عند التحديث.
ولا تعد تلك الخطوة هي الأولى من أبل المتعلقة بفلسطين، فعلى الرغم من محاولتها الابتعاد عن المواقف السياسية، إلا أنها قامت في 2012، وفي إطار تحديث للإصدار iOS 6، بإزالة وصف القدس كعاصمة لإسرائيل، وذلك عند عرض خدمتها للخرائط لأسماء العواصم على الدول.
وتراجعت أبل عن عدم ربط القدس بإسرائيل، عقب فترة قليلة من إطلاق الإصدار iOS 6، في خطوة بررتها الصحافة العالمية بالضغط الكبير الذي تم ممارسته على الشركة من مسؤولين إسرائيليين.
وتعتبر تلك المرة الأولى التي يظهر فيها علم فلسطين ضمن قائمة الأعلام الأساسية المتاحة في رموز Emoji التعبيرية لمستخدمي أجهزة أبل الذكية على نظام تشغيل iOS.
غضب الإسرائيليين
وأثارت شركة “أبل” غضب وسائل إعلام عبرية، بعد أن أضافت تحديثًا في لوحة الكتابة لمستخدمي “آيفون”، تظهر العلم الفلسطيني لدى كتابة كلمة “القدس” بالإنجليزية.
وتظهر في الغالب إعلام الدول كصورة رمزية “إيموجي” حال تدوين اسم الدولة، إلا أن التحديث الأخير الذي أثار غضب الإسرائيليين يظهر العلم الفلسطيني حين يبدأ المستخدم في تدوين اسم مدينة القدس.
ووصفت هيئة البث العبرية التحديث الجديد للشركة، والتي تعد أكبر شركات تكنولوجيا المعلومات من حيث الإيرادات، بأنه “عار عليها”.
ونقلت عن مصادر في “أبل” أن التحديث الجديد الذي يظهر العلم الفلسطيني ليس متعمدًا، وأن الشركة تعهدت بمعالجة الموضوع.
وتابعت أن الشركة العملاقة تواجه انتقادات حادة في إسرائيل على هذه الخلفية، بعد أن لاحظ مستخدمون أنه في اللحظة التي تبدأ بكتابة كلمة القدس يظهر الرمز التعبيري لعلم فلسطين.
وأردفت: “بداية الضجة حدثت حين كتبت مذيعة بريطانية يهودية، هي راشيل رايلي، عبر حسابها على (إكس) أنها لاحظت ظهور “إيموجي” العلم الفلسطيني، حين كتبت كلمة القدس”.
وأوضحت أنه حين تكتب اسم أية مدينة أخرى لا يتكرر الأمر؛ إذ لا تظهر أعلام الدول إلا حين يُدون المستخدم حروفا باسم دولة وليست مدينة؛ ما أثار لديها شعورًا بأن هناك معايير مزدوجة تنتهجها “أبل” ضد إسرائيل.
وذكرت القناة العبرية أيضًا، أن رايلي توجهت للشركة وطالبتها بتقديم تفسير لهذا الأمر، وأبلغتها أن هناك نوعا من معاداة السامية.
من جهتها، تساءلت صحيفة “معاريف” ما إذا كان الأمر ينم عن “معاداة للسامية” من جانب “أبل”، وقالت إن “الإيموجي” أثار عاصفة من الانتقادات بين مستخدمي هواتفها الذكية.
ولفتت إلى أن تلك لم تكن المرة الأولى التي تواجه فيها شركة تكنولوجية كبرى موقفا من هذا النوع، على صلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن شركة “ميتا” سبقت “أبل” إلى خطأ مماثل.
وذكَّرت أن “ميتا” اضطرت للاعتذار في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بعد أن صنَّفت حسابات مستخدمين على إنستغرام، بأنهم “إرهابيون”.
وجاء هذا التنصيف؛ لأن الملفات الشخصية لهؤلاء المستخدمين تضمنت كلمة “فلسطيني” بالإنجليزية، أو رموزًا تعبيرية للعلم الفلسطيني.