أمد/
تل أبيب: رغم الدعوات التي يطلقها مسؤولون ووزراء إسرائيليون للرد بقوة على الهجوم الإيراني الذي تعرضت له إسرائيل، إلا أن التوقعات لا تشير إلى احتمال تنفيذ ذلك، وستظل خيارات الرد "محدودة" بما لا يؤدي إلى إشعال المنطقة وتوجيهها إلى حرب إقليمية، وفق ما يتحدث به صناع القرار في تل أبيب خلف الكواليس.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الأحد، أنها علمت من مصادر رفيعة ومطلعة، أنه من غير المتوقع أن يتضمن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق خطوة حربية في إيران نفسها، بل تحركات مشابهة لتلك التي سبق أن نُسِبت إلى إسرائيل في الماضي، وهي مرتبطة بالصراع غير المعلن في البرنامج النووي وتكثيفه في دول المنطقة، مثل عمليات الاغتيال المحدودة.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الضغوط الأميركية واضحة على إسرائيل لمنع جر المنطقة إلى حرب إقليمية.
وأضافت: "يُقدّر المسؤولون الإسرائيليون أن الرد الإسرائيلي لن يأتي على الفور".
وكان مسؤولون إسرائيليون دعوا إلى هجوم قوي على إيران. وقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، إن المطلوب هو تنفيذ هجوم ساحق على إيران.
سيناريوهات الرد الإسرائيلي
المحلل السياسي الإسرائيلي بن درور يميني، يذهب في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى توقُّع أن تستغل تل أبيب الفرصة للقضاء على التهديد الإيراني المعلن دوماً بالقضاء على إسرائيل.
وقال يميني: "إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعلن مراراً وتكراراً أن هدفها هو القضاء على دولة أخرى، إنها لا تتحدث فقط، هي تفعل ذلك أيضاً، ولعقود من الزمن ظلت طهران رأس الحربة في محور الشر".
وبحسب يميني، فإن إسرائيل فشلت في محاولتها منع إيران من حيازة الأسلحة النووية، وهو ما يعني أن التهديد سيتفاقم في الأعوام المقبلة، وستشعر إيران بأنها أقوى بكثير.
وتابع بقوله: "ليس هناك ضرورة لانتظار إيران النووية، حتى ندرك أن الضرر قد وقع بالفعل".
وحذَّر يميني من السيناريو الأسوأ وهو أن تلجأ إيران إلى استخدام كل قوتها العسكرية ضد إسرائيل.
وأضاف: "على الرغم من الدفاع الجوي الممتاز، سيكون من الصعب بعض الشيء التعامل مع 150 ألف صاروخ وقذيفة يتم إطلاقها، والضرر الذي سيلحق بإسرائيل سيكون من الصعب استيعابه".
ودعا المحلل الإسرائيلي إلى وضْع سيناريو آخر، يتمثل في توجيه ضربة قاتلة للاقتصاد الإيراني، من خلال شل حقول النفط.
اغتيال شخصيات
وقال موقع "واللا" العبري، إن إسرائيل تبحث "استهداف قيادات عسكرية إيرانية بضربات دقيقة"، وذلك ردا على الهجوم الصاروخي الذي وجهته طهران.
وذكر الموقع أن "إسرائيل تدرس الرد على إيران بعناية، من ناحيتي التوقيت وتداعياته".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يدرس خيارات عدة تتضمن إمكانية استهداف السفن الإيرانية أو ضرب هدف رمزي داخل إيران، مثل مؤسسة حكومية أو حقل نفطي، أو استهداف قواعد الحرس الثوري الإيراني".