سنا كجك
أمد/ سأتوجه بالكلام في هذا المقام الذي ينصر الأوفياء في فلسطين الحرة وينتقم من عدونا كأروع ما يكون الانتقام لأهلنا الكرام في غزة الصمود الذين تعطروا بالعزة والنزاهة ويتنفسون شرف وكرامة وحرية…
لن أكتب عن الضربة الإيرانية “المُؤدبة” لكيان العدو الغاصب كما كتبت الأقلام وحللت الصحف و عرضت الشاشات من أقاويل وحوارات وبرامج تحليلية وعسكرية للهجوم الذي سيسجل للتاريخ …
إذ أن أهل فلسطين وغزة “بيت القصيد” في كل مقال وبرنامج…وجلسة .. وهمسة..
لقد ملوا لشهور عدة من الكلام العسكري البحت والتحليلي عن أوضاعهم وعن غدر وأذية العدو الإسرائيلي الفاشي!
هم يحتاجون منا إلى جرعات كلامية عاطفية حنونة تُضمد الجراح وتشفي غليل الصدور الموجوعة من القهر والألم …
يريدون منا أن نبكي على “دموعهم” التي تُذرف بخجل ولكن بكبرياء…
يريدون أن نعبر عن وجعنا تجاه صور الأطفال الجياع والنساء المفجوعات إلا إنهن قويات!
دعوني أخاطب عاطفة كل فرد منهم ومن أفراد عائلاتهم …وكل مقاوم نتشرف أن نوجه له عطر كلماتنا…
أعذروني لقد قصرت في الكتابه عنكم وعن أوجاعكم لفترة…
لذا سامحوني والله فوق طاقتي…
وقلمي ما زال الوفي والداعم والمناصر لكم حتى آخر نقطة من حبره وآخر نفس من أنفاسي..
والحمد لله على هذه النعمة اختارني الله لانتصر لعباده الاتقياء بالقلم والكلمة والصوت.
يا أمي الفلسطينية- الغزاوية…
ها أنا أتيت لأواسيكِ في وجعكِ… اسمحي لي أن أناديكِ ب “أمي “..
فتاريخ اليوم يُصادف الذكرى الثالثة على رحيل أمي الحنونة…
كانت من النساء المقاومات مثلكِ..
أيقونة للشجاعة والتحدي…
واجهت عدونا بالموقف وبدعم رجال المقاومة وأحبت فلسطين كثيرا”…
يوم دفنت أمي …
دفنت قطعة من روحي معها..
أو تدرين يا أمي الفلسطينية-
أن القطعة الثانية من روحي هي منكم ومن أرضكم …ولحمكم… ودمكم؟
مُقاوم برتبة سياسي من أرض فلسطين الأبية ادعي الله أن يحفظه يا أمي فدعاء الأم مُستجاب….
اخبريني يا حبيبة قلبي هل تنهد قلبكِ الجريح عندما شاهدتي أسراب الطائرات المسيرة أمس تحط لتقصف” تل أبيب” وقواعدها العسكرية التي انطلقت منها طائراتهم الشرسة ومزقت أجساد الأطفال الأبرياء ؟
ولكأن هذه الطائرات التي انقضت عليهم شفت غليل قلوبكم من الذين قتلوا ابنك أو ابنتك …حفيدكِ “-وشو بدي عد” –
يا أمي الغزاوية فلربما فقدتِ كل أفراد عائلتك!
عدونا مجرم أشرس من الوحوش المفترسة في الغابات!
امسحي دموعكِ يا غالية وكرري مشاهد الصواريخ التي أرعبت قلوب الصهاينة وابشري النصر اقترب …
وسنصلي في القدس ونقبل جبينكِ الطاهر وجبين كل امرأة فلسطينية…
يا أختي الغزاوية الشريفة..
أخاطبكِ بقلب مجروح كجرح قلبكِ… وأعلم أن فؤادكِ مكسور لفقدان الأهل وليس من جبروت العدو …
ورغم جراحكِ فأنتِ قوية وأنا أشبهكِ بهذه القوة..
أدرك أن الألم يعتصركِ فأعداء الدين والانسانية مسوا بشرف الفتيات والنساء وهذا ما عز علينا في زمن تتفرج عليكم أشباه الرجال من أمتنا!!
والله ..والله ..تألمنا وبكت قلوبنا من القهر!
” دمروا “أرواحنا لدى سماعنا بتلك الأخبار …
يا أختي الفلسطينية لو استطعت أن أصل لذاك الجندي الخنزير الذي اغتصب عرض أختنا الحامل في شهرها الخامس لقدمت له الموت بعدة ألوان وتناولت لحمه قطعة قطعة!!
صدقيني أنا أشعر
بخوفكِ كفتاة.. وكأم ..
فأولئك الوحوش أرادوا ايصال رسالة أننا سنقوم باغتصاب النساء لنذلكم!
لذا تحرشوا بالبطلات الأسيرات في المعتقلات الإسرائيلية …
والله سنثأر لكل آهة فتاة!
سنذيقهم كل كؤوس الذل من أصغر جندي لأعلى رتبة ضابط صهيوني حقير!
يا أختي الأسيرة ..والغزاوية…
أنا أشعر بوجعكن ربما أكثر من سائر النساء العربيات لأن عدونا اللئيم مارس عليٓ هذه الحرب النفسية القذرة كفتاة
أي لغة التهديد والوعيد بهتك العرض!
أجل تلقيت العديد من الرسائل وخصوصا” من جنودهم على مواقع التواصل “أرانب الجيش الإسرائيلي” لأن قلمي أوجعهم إلى درجة التهديد بالنيل من الشرف!
” لهيك” اصابتني القشعريرة يا اختي الفلسطينية لدى سماعي عن حوادث الاغتصاب والتحرش…
يا ربي …استر اعراضهن…
ولكل امرأة غزاوية
أقول:
اصبري وتصبري يا عزيزتنا الأسود الأبطال سيقتصون من الأوغاد!
وهدئي من وجع روحكِ وتمتعي مجددا” بمشاهد الصواريخ التي “أمطرت” على رؤوسهم فهربوا كالفئران إلى الملاجئ!
وتأملي” بكمية” الخوف والذعر على وجوههم الكالحة لقتلة الأنبياء واستمعي إلى صراخهم الذي غطى “صراخ” صافرات الانذار !!
وما لم يُعرض بعد على جمهورهم من مشاهد الذل واختباء جنودهم افظع!
هل تشعرين الآن بالسكينة والطمأنينة يا أختي الحبيبة؟؟
يا أبي الفلسطيني ….
“أبونا” أحدثك من لبنان المساند لكم ولمقاومتكم البطلة…
وحيث رائحة عطر احبابكم من ابناء بلدكم الذين زينوا “لبناننا” فزادوه عزة وفخر وعلموه ما معنى المقاومة في سبيل الأوطان …
ابناء فلسطين العزيزة في عيوننا يا “أبونا “…
إن مررت على مقالي أبشرك بالنصر الموعود…
وكيف لن تنتصروا ولديكم قادة اشداء كالجبال في الشموخ والصمود مثل السنوار والضيف وأبا الشهداء القائد هنية؟
يا أبي الفلسطيني…
أشعر بغصتك على أحفادك وحزنك العميق فلا بد أنك فقدت ابنتك أو رفيقة دربك …
أو ولدك وهو يدافع عن عزتكم…
وأدرك أنك فرح لأنهم في جنان الخلد – “والله بعرف”-
يا أبي أنكم تزفون الشهداء بكل صبر وايمان ولكن الظلم الذي لحق بكم والعالم بأجمعه يشهد هذا ما يؤلمكم ولعل الله أراد أن يخفف عنكم الآلام فنزلت
الصواريخ على فلسطين المحتلة لتعمي أبصار الصهاينة المرتزقة وتنتقم لكم وللأطفال وللشيوخ
وللفتية الذين يجوبون شواطئ غزة ليبحثوا عن لقمة “حياة” مُغمسة بمياه البحر المالحة وأعني المساعدات الغذائية
التي تُرمى اليكم من الجو “-وما تزعل”-
لخذلانهم يا” أبونا “فمن يرمونها لكم هم الضعفاء وأنتم السادة الأقوياء!
يا طفلي الفلسطيني ..
كيف حالك يا ابني
المدلل؟
أنا لست بغريبة عنك فلقد امتزج دمي مع دمكم…
وسآتي لأعيش بينكم ما أن تتحرر فلسطين…
أخبرني …هل شاهدت الصواريخ وهي” تزغرد” من فوق المسجد الأقصى الشريف؟
ولكأنها تُلقي عليه التحية والسلام….
إنها ليست بمفرقعات نارية يا طفلي
بل الصواريخ التي زينت سماء فلسطين حطمت رأس كل مستوطن يهودي قتل أمك وأختك وأخوك وحرمك من ألعابك ومن لذة الطعام والشراب….
هل فرحت بها يا عمري؟؟
كانت ليلة الانتقام لجوعك وعطشك وتشريدك من منزل طفولتك…
أراقت لك يا صغيري؟
أما لغزة الجبارة…
ولترابها… ولبحرها… ولشمسها …ودفئها… ولمساجدها …وكنائسها.. فلهم مني السلام..
ولمقاوميها الأطهار النبلاء يا صناع النصر ينحني قلمي لكم بكل تقدير واحترام مزين بكرامتكم…
نُقبل ذاك التراب الذي داسته اقدامكم الشريفة ..
تُرى يا أهلي ويا “عزوتي” هل أثلجت قلوبكم بكتابتي بنبض قلبي عن الليله التي قُصفت فيها “تل أبيب” واهتز عرشها؟؟؟