أمد/
تل أبيب: قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، يوم الاثنين، إن بلاده لا تملك خيارا سوى الرد على إيران، لأن صمت إسرائيل يعني تحولها هدفا مستباحا للصواريخ الإيرانية.
وكشف غالانت، عن أن دوافع تل أبيب "قوية للغاية"، لتوجيه رد عسكري على الهجوم الإيراني.
ووضع هجوم إيران، الذي نفذته الليلة قبل الماضية، إسرائيل أمام جملة من المخاطر المستحدثة، التي تأخذها تل أبيب بعين الاعتبار، مدركة أن امتناعها عن الرد يحمل آثارًا استراتيجية بعيدة المدى.
وقال موقع "واللا" الإخباري العبري، إن وزير الدفاع الإسرائيلي وضع أمام نظيره الأمريكي خلال الاتصال، المبررات التي توضح إلى أي مدى لم تعد إسرائيل تمتلك خيارا آخر سوى الرد.
دوافع قوية
واستند الموقع العبري إلى مصادر مطلعة، فضَّلت عدم كشف هويتها، أخبرته أن غالانت أبلغ نظيره الأمريكي أن صمت إسرائيل "سيعني أنها ستصبح هدفًا دوريًا للصواريخ الباليستية الإيرانية من الآن فصاعدًا".
وأخبره أيضًا أن تل أبيب "لن تقبل بواقع جديد، تُستهدف فيه بالصواريخ الباليستية دون أن ترد".
وأعرب عن قناعة المؤسسة العسكرية أن تعرض إسرائيل لهجوم بأسراب من المُسيَّرات الانتحارية بشكل غير مسبوق، إضافة إلى الصواريخ الباليستية "يحتم ردًا قويًا".
كما اعتبر الوزير غالانت أن المبرر الثاني يرتبط بساحة أقرب، هي سوريا، حيث إن الصمت الإسرائيلي يعني أنه في كل مرة ستشن عملية اغتيال أو قصف في سوريا ضد أهداف أو شخصيات إيرانية، فإن طهران سترد بقصفها من داخل أراضيها.
جدل حاد
وتحمل كلمات غالانت لنظيره الأمريكي مخاوف حادة في تل أبيب من تحول استراتيجي مستحدث، حيث ستجد إسرائيل نفسها في انتظار هجوم صاروخي من داخل الأراضي الإيرانية ردًا على كل عملية تنفذها في سوريا أو لبنان.
ويأتي هذا التحول في وقت بُنيت فيه التقديرات الإسرائيلية على أساس أن إيران تعمل فقط عبر أذرعها بالمنطقة، وأنها من المستبعد أن تنخرط بشكل مباشر في هجوم من داخل أراضيها.
وتعد النقطة السابقة من بين أسباب الجدل الدائر في إسرائيل عقب الهجوم الإيراني، وسط انتقادات لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي رجحت استحالة الرد من داخل إيران بشكل مباشر حال اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي، وجاءت التطورات على عكس رؤية الاستخبارات الإسرائيلية.
ماذا تريد واشنطن
في المقابل يسعى الموقف الأمريكي إلى عدم التصعيد وعدم تحويل التوتر إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، تؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وتطالب إسرائيل بالتنسيق معها قبل اتخاذ أي قرار في هذا الصدد.
وأوضح الموقع الإسرائيلي نقلًا عن مسؤولين أمريكيين على صلة باتصال آخر أجراه الرئيس جو بايدن برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عقب الهجوم الإيراني، أن عليه بحث الرد بـ "حذر استراتيجي".
وبايدن أبلغ نتنياهو، وفق الموقع، أن من بين أوجه الرد الإسرائيلي هو "الاكتفاء حتى بالنصر الذي تحقق في صد الهجوم الإيراني"، كإنجاز في حد ذاته.
وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن كان قد ذكر بدوره، أن الهجوم الإيراني غير المسبوق يأتي في وقت تعلن فيه واشنطن التزامها الكامل تجاه أمن إسرائيل، وأن الأخيرة ليست في حاجة للدفاع عن نفسها بمفردها.
وذكر، بحسب الموقع، أن بلاده تعمل مع تل أبيب لتنسيق "رد دبلوماسي" على الهجوم الإيراني، وتحاول منع حدوث تصعيد جديد.
وبين الموقع العبري أن وزير الدفاع الأمريكي أبلغ نظيره الإسرائيلي بردود مماثلة لتلك التي وردت على لسان بايدن، وأخبره بأنه يتعين الامتناع عن التصعيد بالمنطقة.