منجد صالح
أمد/ شلال دافق مُتدفّق من الدوائر المُتداخلة والزوايا المُتقابلة والتوقعات والتخمينات والمطالعات وقراءة الكف وقراءة الفنجان والضرب بالنرد وبالودع والتبصير والتنجيم وقراءة الكف وقراءة حركة الكواكب والنجوم وسبر اغوار الابراج الفلكية لمدة اسبوع، اسبوعين او يزيد، من تاريخ ضرب اسرائيل لسفارة وقنصلية ايران في دمشق واغتيال قادة في الحرس الثوري الايراني على ارض ايرانية خارج حدود بلادهم، حسب المواثيق الدبلوماسية الدولية،
“لا تفعليها يا ايران”، حذّر بايدن الجمهورية الاسلامية من مغبّة الردِّ،
لكن ايران فعلتها اخيرا، وردّت،
ربما لا توازي ضربتها لاسرائيل، في التفاصيل وحسابات الربح والخسارة، ضربة اسرائيل لقنصليّتها في دمشق،
لكن مجرّد هذا الرد الايراني المنضبط والمعلن عنه وعن حجمه مسبقا ربما يعتبر سابقة سيكون لها ابعادها وتأثيراتها في المستقبل القريب والبعيد، والله اعلم،
الولايات المتحدة وحليفتيها بريطانيا وفرنسا وقفت “بالباع والذراع” إلى جانب اسرائيل لصدّ المُسيّرات والصواريخ الايرانية التي قطعت جبال ووديان وفيافي وبحار ودول وحدود حتى وصلت إلى فلسطين المحتلّة،
وصل بعضٌ منها بسبب السدود على الطريق، من الفرنجة وبعض العرب،
ربما ضربة ايران لاسرائيل تندرج في اطار القيمة المعنوية وردّ الاعتبار، “ويا دار ما دخلك شر”!!
دون شكٍ ان ايران ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي عملت جاهدة على تطوير ترسانة من الاسلحة بما فيها الصواريخ ومؤخرا المسيّرات، مما جعلها في مرتبة ومصاف دول مصنّعة للسلاح تاريخيا، روسيا واوروبا والولايات المتحدة والصين واسرائيل طبعا،
واصبحت ايران قوّة اقليمية في منطقة الشرق يُحسب حسابها، ولها في الوقت ذاته مصالح تتقاطع وتتوافق مع دول اقليمية وعالمية وفي نفس الوقت تتنافر وتتنافس مع دول اخرى اقليمية وعالمية،
اعتقد ان من اهم نتائج ضربة ايران لاسرائيل هو “السقوط النهائي لما سُمّي بالخطر الايراني على دول الخليج”، والذي مهّد الطريق وفتح اوتوسترادا لتقارب وتطبيع دوله مع اسرائيل كي “تحميها” من هذا الخطر المزعوم!!
اذا كانت ايران قد وصلت إلى اسرائيل نفسها فكيف يُمكن ان تحمي اسرائيل البعيدة دول الخليج القريبة خبط العصا عن ايران، حسب كذب وترويج امريكا الغارقة حتى اذنيها في حُبّ اسرائيل والهرولة لنجدتها حتى من “الهواء الطاير”،
مفاهيم ونظريات وحسابات يبدو انها يجب ان تتغيّر وتتبدّل منذ اكتوبر إلى اكتوبر، ومن المياه إلى المياه،
لا وجود لبعابع ولا فزّاعات بعد اليوم،
السيف اصدق انباء من الكتب،
وقبضة الكفّ تُكافح الميركافا ونسمة الغرب الشفافة الرقيقة المدبوزة بعطر الليمون والبرتقال تخترق الرياح الصرصر وتُظلّل روابي القمح وقت الحصاد بضوء نجمات درب التبّنات،
بلابل الدوح اخذت مواقعها على افنان اشجار الزيتون واللوزوالتفاح، والغربان السود تُلملم حضورها وتبدأ بالافول،
فيتنام الجزائر فلسطين، حلقات التاريخ تتشابك وتترابط وتتعاضد وتطرد الجراد عن ثرى الاوطان،
المجد للفارس الذي يمتطي الحصان، ويُعيد مجد عدنان وكنعان، من رأس الناقورة حتى ام الرشراش ومن رفح حتى ايران،