مأمون هارون رشيد
أمد/ احتل الفرس في مثل هذا اليوم العشرين من ابريل نيسان من العام 1925 دولة الأحواز العربية ، فقد تواطأت بريطانيا الدولة المستعمرة ، تواطأت مع الفرس على إعتقال أمير الأحواز المرحوم الشهيد الشيخ خزعل الكعبي ، ومنذ ذلك التاريخ أي منذ تسع وتسعين عاماً ولازلت إيران الفارسية وبرعاية غربية تحتل دولة الأحواز العربية وتمارس شتى أصناف القمر والقهر والإبادة ضد الشعب العربي الاحوازي بهدف كسره واخضاعه ، لقد مارست ما يسمى بدولة إيران على مدار سنوات الاحتلال كل من يمكن أن يدعم ويثبت دعائم احتلالها هذا ، إلا أنها فشلت أمام صمود وثبات الشعب العربي الاحوازي وتمسكه بأرضه وبانتمائه العروبي الاصيل ، وقف الشعب الاحوازي مدافعاً عن حقه في أرضه دولته وعن حقه في حريته وتقرير مصيرة ، دفع الآلاف الشهداء في رحلة نضال مازالت مستمرة منذ تلك المؤامرة الاستعمارية المشؤومة التي حاكتها بريطانيا الاستعمارية لتورثها لواشنطن وريثها الاستعماري.
مع بداية أفول حقب الاستعمار فكرت بريطانيا أنه لا بد أن يبقى لها أنظمة وقواعد في بعض المناطق والبلدان ذات الأهمية الاستراتيجية كي تحافظ على مصالحها في تلك البلاد ، فعملت على خلق وإقامة أنظمة عميلة موالية لها في بعض البلاد المستهدفة ، أو تقسيم بعض البلاد وإلحاق أجزاء منها إلى بلاد أخرى ، و خلق صراعات بين أقوام تلك البلاد واعراقها ليسهل لها إستمرار السيطرة وإمكانية التواجد والتدخل عبر سياسية فرق تسد ، والتي برعت في ممارستها من أجل بقاء نفوذها واحتلالها المبطن لتلك الدول .
كانت الأحواز وفلسطين نموذجا لتطبيق هذا السياسة الاستعمارية التي مارستها بريطانيا واورثتها لأمريكا القوة الاستعمارية الغاشمة ، فبريطانيا التي أعطت اليهود وعدا باقة وطن قومي لهم في فلسطين في العام 1917 والذي عرف بوعد بلفور ، هى نفسها التي سهلت احتلال الأحواز من قبل الفرس في أكبر عملية ظلم تاريخي تتعرض له شعوب صاحبه حق بأن ينتزع حقها في أرضها ووطنها ويعطى لاناس غرباء يدعون حقا تاريخياً مزورا لهم في هذة الأرض ، كان ذلك في الأحواز وفلسطين عبر الاحتلال وطرد السكان الأصليين وإحلال غرباء بدلاً منهم .
كان الاحتلال الفارسي في العشرين من العام 1925 بداية تنفيذ المؤامرة البريطانية على المنطقة العربية والتي أنتجتها اتفاقيات سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم لليهود بوطن في فلسطين والذي بدأ تنفيذه في العام 1947 حين أصدرت الأمم المتحدة قرار التقسيم وما تبعه بإقامة دولة الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1948 ، أنها نفس المؤامرة ونفس الأدوات ونفس اللاعبين ونفس الأهداف ، بريطانيا والاستعمار الغربي من خطط وساعد ونفذ على احتلال دولة الأحواز العربية من قبل الفرس ، هى ذاتها من خطط وساعد ونفذ على احتلال فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني ، الكيانان صناعة بريطانية استعمارية لخدمة مصالح الاستعمار ونهب ثروات المنطقة وحماية طرق المواصلات وجعل شعوب المنطقة شعوب تابعة للاستعمار وسوقا لمنتجاته ومسرحا لحروبه ونفوذة وصراعاته مع القوى الأخرى .
لا يختلف النظام الحاكم في طهران عن التظام الحاكم في تل أبيب في دورهم في حماية تلك المصالح ، حتى وإن اختلف أسماء ومسميات من يحكم في طهران أو في تل أبيب ، فالدور واحد ، والهدف واحد ، والمشغل واحد ، وما تباين الأدوار وا ادعاء الخلاف والصراع بين النظامين إلا ادوار مرسومه لهما كي ينطلي دورهما على الشعوب وبعض المغيبين والمستفيدين ، من يحتل الأحواز العربية ذات ال372 كيلومتر مربع ، والممتدة من رأس الخليج العربي شمالاً حتى بحر عمان جنوباً بعد مضيق باب السلام ، هو من يحتل الجزر الإماراتية ، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ، هو نفسه من يعمل على إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، هو نفسه من عذر ويغذي الانقسام في فلسطين وجعل دم شهداء أبناء غزة ثمناً وقربانا لدم سليماني ، لا يختلف هذا عن من يحتل فلسطين ويمارس محرقة في حق شعبها وينكر عليهم حقهم ووطنهم ، نظامان اقيما لنفس الهدف ويمارسان نفس السياسة التي يخطها لهما الغرب المتوحش.
في الأحواز وفلسطين سنبقى رأس الحربة في مقاومة الاحتلال ، مناضلين من أجل التحرر والحرية وحقنا في تقرير المصير ، الحقوق لا تموت بالتقادم ، نضالنا مستمر وحقنا عائد لا محالة .