أمد/
الدوحة: قال القيادي في حركة "حماس" خليل الحية إن الحركة لا تمانع، خلال المرحلة الراهنة، إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في إشارة على ما يبدو إلى حدود عام 1967.
وأضاف الحية في مقابلة خاصة مع "الشرق" تبث لاحقاً: "حقنا التاريخي في فلسطين كل (أراضي) فلسطين، لكن في هذه المرحلة توافقنا مع الكل الوطني على أننا نرغب ونريد، ولا مانع دائماً من إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعودة اللاجئين"، مؤكداً: "جاهزون لذلك".
وتحدَّث الحية عن أن "حماس" أبدت مرونة كبيرة فيما يتعلق بمطالبها في مفاوضات الحرب على غزة، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي أدخل تعديلاً طفيفاً في موضوع عودة النازحين (إلى شمال غزة)، فبعدما كان الاحتلال الإسرائيلي يقول إن الخروج من شارع الرشيد قليلاً، قالت أميركا إن الخروج سيكون لـ500 متر".
وأردف: "أكدنا ضرورة وقف إطلاق النار والإعلان عنه وبدء سريانه، لكن ورقة (المفاوضات الحالية) لم تتضمن هذا الأمر"، مشيراً إلى أنها ذكرت "الوصول إلى انتهاء مفاوضات الهدوء المستدام، وقف إطلاق النار، ولم تتكلم (الورقة) عن خروج الاحتلال من قطاع غزة لا من الوسط ولا على الجوانب".
وقال الحية: "قيل لنا إذا أنتم (حماس) أبديتم مرونة في مفاتيح التبادل، فإن الاحتلال الإسرائيلي جاهز لأن يعطي مرونة إيجابية عالية في مطالبكم بما يفضي إلى الاتفاق. هنا استجبنا لهذا الوعد ولهذا المطلب، فنزلنا من 500 أسير (فلسطيني) مقابل كل جندي أو مجندة إسرائيلية إلى 50 أسيراً".
وتابع: "نلمس الضغوط على قطر بهدف الضغط على حماس منذ بداية المفاوضات"، لافتاً إلى أنه "لم يُطلب منّا مغادرة قطر، وأعتقد أن من مصلحة الجميع أن تبقى حماس في أماكن تواجدها، بل وأن تعززها".
وتساءل قائلاً: "لطالما أبلَغَنا الإخوة المصريون أنهم ضد أن يدخل الاحتلال (الإسرائيلي) إلى رفح، وهم ضد تهجير (الفلسطينيين)، لكن هل يستطيع (الجانب) المصري أن يمنع دخول الاحتلال؟".
"حماس" تنفي تعطيل مفاوضات غزة
قال القيادي بحركة حماس خليل الحية، إن الحركة عرضت مرات عدة التوافق على هدنة ووقف لإطلاق النار لمدة 5 سنوات وأكثر.
وأضاف الحية في مقابلة مع أسوشتيد برس أن حماس عرضت أكثر من مرة إنشاء دولة فلسطينية في الضفة وغزة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
وتابع “القوى المقاتلة تحولت إلى أحزاب سياسية وجيوش وطنية في تجارب شعوب سابقة بعد خروج الاحتلال”.
وأردف “إذا نلنا حقوقنا الوطنية وأقيمت الدولة الفلسطينية فكل ما نملكه سيتحول إلى بنيان أساسي لها”.
وأكد على أن حماس تريد استمرار قطر في دورها كوسيط، ولا يوجد تحرك لنقل دائم للمكتب السياسي للحركة.
وشدد “لن نتراجع عن مطالبنا بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة”.
وتساءل”لماذا نسلم الأسرى إذا لم نكن متأكدين من أن الحرب ستنتهي”.
وعبر عن رفض حماس أي وجود غير فلسطيني بغزة برا وبحرا مؤكداً أنها ستتعامل مع أي قوة عسكرية بهذه الأماكن كقوة احتلال.
وفي وقت سابق، أدانت "حماس" تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حمّل خلالها الحركة مسؤولية "تعطيل" التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف القتال في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.
وجاء في بيان الحركة، أن "تصريحات بلينكن لا تمت للواقع بصلة، وتتناقض مع الحقيقة التي تؤكد أن حماس قدمت مرونة أكثر من مرة، لتسهيل التوصل لاتفاق يوقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا، وكانت تصطدم بتعنت ومماطلة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وحكومته، الذين يضعون العراقيل والعقبات أمام الاتفاق، ويسعون لإطالة أمد حربهم المسعورة، وقضية أسرى الاحتلال ليست ضمن أولوياتهم".
وأضاف البيان، أن "مطالب حماس والمقاومة واضحة منذ اليوم الأول، وهي نفسها التي قدمتها خلال شهر مارس الماضي، وكانت موضع ترحيب من كل الأطراف والوسطاء، وهي تمثل الموقف الوطني لشعبنا ومصالحه بضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم في كل مناطق القطاع، وتكثيف الإغاثة والبدء بالإعمار".