أمد/
رام الله: أعرب جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح وعضو المجلس الثوري للحركة، عن أمله في وجود "توجه جدي" من جانب حركة "حماس" في اللقاء الذي سيعقد بين الحركتين في بكين يوم الجمعة من أجل بحث إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقال نزال لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الخميس إن اللقاء المنتظر "هو جزء من ثقافة الحوار لدى فتح التي تهدف إلى استكشاف صيغة مناسبة للانطلاق منها بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة".
لكنه أبدى عدم تفاؤله بموقف حماس بناء على الحوارات السابقة بين الطرفين، آملا أن يكون هناك "توجها جديا" في هذا اللقاء.
واجتمع الطرفان في موسكو الشهر الماضي حيث اتفقا على الخطوط العامة لاستئناف الحوار بينهما.
وأضاف نزال متحدثا عن اجتماع بكين يوم الجمعة الذي تقرر عقده بعد دعوة صينية للحركتين الفلسطينيتين "هو لقاء يأتي نتيجة أن حركة فتح تشارك في مناسبة دعت إليها الصين ومتواجدة فيها أيضا حماس، فيُستغل الوقت للحوار.
"في الحقيقة أن الحوار مع حماس هو جزء من الثقافة الموجودة عندنا كحركة فتح، ولم يتوقف الحوار معها. ولكن له مستلزمات يفضل أن تنتهي الحرب حتى يصار إلى استكشاف الصيغة المناسبة للانطلاق منها".
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي إن الاجتماع سيشارك فيه عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وسمير الرفاعي، والقياديان في حماس موسى أبو مرزوق وحسام بدران، وسيكون الملف الرئيسي هو إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
لكن نزال أكد صعوبة التوصل إلى صيغة مناسبة في ظل الحرب على قطاع غزة.
ومضى قائلا "لا ننسى أنه في عام 2019 كنا على وشك توقيع اتفاق مع حماس، ثم جاءت الحرب على غزة، وبعدها قال (زعيم حماس في قطاع غزة يحيى) السنوار بالحرف الواحد 'ما قبلنا به بسياق المصالحة قبل الحرب، لا نقبل به بعد الحرب'، وبالتالي يفضل الانتظار لاكتشاف الصيغة الصحيحة".
وأضاف "تنازلت حركة فتح مؤخرا عن الحكومة، وتم تسليم الحكم لشخصية مستقلة لأننا رأينا الظروف الآن مناسبة كي لا يكون هناك فصائل في الحكومة، وهذه هي فكرة حكومة الخبراء او التكنوقراط، وبالتالي من المتوقع أنه أيضا بعد الحرب لن يكون الجو جاهزا لحكومة وحدة وطنية، بل لحكومة تكنوقراط".
وتابع "من عادة حماس أنه كلما عرضنا عليها تشكيل حكومة وفاق وطني رفضت، ثم بعد أن يتم تشكيلها تعود وتقترح حكومة جديدة".
وسئل نزال حول مدى تفاؤله باللقاء بين فتح وحماس، فقال "لا أستطيع أن أكون على هذه الدرجة من التفاؤل بأخذ الماضي بعين الاعتبار. لا ننسى أن الحوار الفلسطيني من جانب حركة فتح بدأ مع حماس عام 1990 دون أن يفضي حتى اليوم إلى نتيجة لأن حماس ظلت على رفضها الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى قبل توقيع اتفاق أوسلو.
"مع أن فتح ما زالت مستعدة وفق صيغة معينة، هي القبول بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية واحترام التزامات الحكومات الفلسطينية، والاتفاقات الموقعة مع دول العالم، هذا هو الأساس. والشروع إلى حل الدولتين، وتكريس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني".
وأضاف "هذه هي مستلزمات نجاح الحوار لكي يؤسس عليها حكومة واحدة ببرنامج واحد بسلاح واحد وقرار واحد".
وشدد على أن فتح تريد مبادرة جدية قابلة للتحقيق.
واستطرد قائلا "نريد توجها جديا يفضي إلى الاحتكام إلى أسس معينة، وهي التي ذكرتها (سابقا) أن منظمة التحرير (تعتبر) ممثلا شرعيا وحيدا واحترام التزاماتها والتزامات الحكومات السابقة والاتفاقات الدولية التي وقعتها دولة فلسطين".
وأضاف "خرجنا من موسكو متفقين، وبعد أن خرجنا من هناك قالت حماس نحن لا نوافق على برنامج منظمة التحرير الذي يستند على دولة فلسطينية على حدود عام 1967، ولذلك هم يعلنون قبولهم بشيء، ثم يتنصلون بعد ذلك".
* سلطة وطنية
وردا على سؤال حول إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، قال نزال "نحن بالنسبة لنا كحركة فتح هناك رئيس منتخب وهو صاحب الحق في أن يقدم الرعاية والخدمة لكل المواطنين، وليس لأحد الحق أن يكون عائقا أمام ممارسة الرئيس صلاحياته في كل رقعة من أرجاء الوطن.
"من الذي ينبري في تحجيم دور السلطة الوطنية في غزة؟ أولا حماس، ثانيا إسرائيل، واشترك كلاهما في السنوات الماضية في تعزيز قبضة حماس على الحكم في غزة وإضعاف كيان وأفق ومستقبل ومستند وجود السلطة الوطنية الفلسطينية".
وأشاد المتحدث باسم فتح بالدور الذي تقوم به مصر في الوساطة واعتبره الدور الأهم.
ومضى يقول "فتح ترى أن راعي المصالحة هي مصر، هذا بقرار من جامعة الدول العربية وموافقة من حركة فتح، حيثما ذهبنا حتى لو وصلنا إلى القمر سنعود في موضوع المصالحة لنوقع في مصر ونتفق في مصر ونطبق في مصر، لأن مصر هي راعية هذا الملف.
"هي بالنسبة لحركة فتح محل ثقة، وسيظل الأمر كذلك بغض النظر عن أي دولة قد نتحاور فيها".