منجد صالح
أمد/ يحمل نتنياهو بيد واحدة “خمس بطيخات”، بل قل خمسة قنابل، ينثرها امام العالم في جميع الاتجاهات،
القنبلة الاولى والاهم والاخطر والاشد فتكا هي قنبلة الصواريخ والمقذوفات والقتل والدمار التي يهطل بها على قطاع غزة منذ سبعة اشهر وما زالت مستمرّة،
القنبلة الثانية هي التي اوكلها للمستوطنين “وزعران” بن غفير في الضفة الغربية ، حيث يعيثون فسادا وقتلا وحرقا وتدميرا ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم وسير حياتهم،
هذه القنبلة تحوي صاعقين متفجرين جاهزين ابدا هما سموتريتش وبن غفير، حيث يُجابهانه بيافطة اسقاط حكومته كلما اعتقدا انه يرغب في التغريد خارج سربهما وسرب اتباعهما من غلاة المستوطنين المتعصبين الغاصبين،
القنبلة الثالثة هي في علاقته مع بايدن والادارة الامريكية، ومع انها تكتنز العديد من المسرحيات ومواقف “الشو”، الا انها تؤثّر عليه على المستوى الدولي والمستوى الداخلي وخاصة تناحره مع بعض اقطاب حكمه مثل بيني غانتس،
هذه القنبلة موجودة لكنها في حالة السبوت وربما انها غير مرشحة للانفجار، مع ان نتنياهو يُناور ويُشاغل بايدن مع قرب انتخابات نوفمبر الامريكية ويُشهر في وجهه “كرت ترامب الجوكر”،
القنبلة الرابعة هي اهالي الاسرى الاسرائيليين وتحركاتهم ومظاهراتهم شبه اليومية، مع ان نتنياهو اصبح خبيرا متمرّسا في المداهنة والكذب عليهم واطلاق الوعود والتعهدات المتلاحقة “بالشوالات”، من اجل “تخديرهم” “واتقاء شرّهم”!!!،
القنبلة الخامسة والاحدث والتي فجّرها نتنياهو بين يديه وفي نفسه برغبته وارادته تبعا لنزقه وغطرسته واعتقادا منه انه وحكومته ودولته ما زالوا فوق القانون وحتى فوق المشاعر الانسانية وصحوة الشباب العالمي، واخص بالتلميح والتصريح تحركات الطلبة في الجامعات الامريكية ومن بعدهم جامعات العالم،
نتنياهو، بكل استخفاف وخيلاء، وصف ما يقوم به الطلاب الامريكان في جامعاتهم بانه نسخة كربون مكررة عما كان يجري في المانيا عشية صعود النازية البغيضة، وان ما يفعلونه معاداة للسامية، مما استفز الطلاب ومن ورائهم المجتمع الامريكي والمجتمع العالمي، هذا إلى جانب تحريضه اجهزة الامن الامريكية على التعامل مع هذه الظاهرة، والذي حصل فعلا مع اقتحام الشرطة الامريكية لحرم الجامعات واعتقال الطلبة مما زاد الطين بلّة، وانتشرت الاحتجاجات وتمددت وهبّت كالنار في الهشيم،
معاداة السامية هو في الاصل تعبير اثني ضد اتباع سام وهم نسل ابراهيم الخليل امام قمع ابناء حام الاوروبيين للساميين ابان ظهور ما سميّت المسألة اليهودية في اوروبا،
يشترك العرب واليهود كونهم ساميّون، لكن الصهيونية احتكرت المصطلح لاهذاف سياسية استعمارية احتلالية، واصبحت تُشهره سيفا في وجه كل من ينتقد سياسة اسرائيل القمعية العنصرية وممارساتها الاجرامية،
المهم في موضوع الجامعات الامريكية ان هناك اعدادا لا بأس بها من اليهود الامريكيين المنضوين في خضم هذه الاحتجاجات المناهضة للابادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة،
من اهم هذه الحركات اليهودية الامريكية هم جماعة ناطوري كارتا الذين يُتادون بدولة فلسطينية ولا يعترفون بالصهيونية ولا بدولة اسرائيل ويعتبون الصهيونية الخطر الاكبر على اليهود والديانة اليهودية،
وان احد حاخاماتهم قال في مقابلة تلفزيونية: “ان اليهود قضوا افضل ايامهم في كنف الدولة العربية الاسلامية في الاندلس”.