أمد/
تل أبيب: كشف تحقيق للقناة " 12" العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستيعاب آلاف المُسيَّرات الصينية، في ظل عجز يواجهه في هذا المجال، مشيرة إلى أن الصفقة أبرمت بالفعل، وأن المُسيَّرات في طريقها لإسرائيل.
ولم يغفل التحقيق أن الصفقة مع الشركات الصينية تأتي رغم موقف بكين المؤيد لحركة حماس وإيران، وعدم إدانتها لهجوم الـ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر على المستوطنات، واستخدامها "الفيتو" ضد قرارات تدين حماس في مجلس الأمن.
المُسيَّرات التي يجري الحديث عنها تعود لشركتين صينيتين، مقرهما مدينة شينزين، جنوبي الصين، وسوف تُدمج في مهمات الذراع البرية للجيش الإسرائيلي.
الشركة الأولى هي (DJI) والتي تعد من الشركات الرائدة في السوق العالمية للمُسيرات، والشركة الثانية هي (Autel Robotics)، والتي تنتج طرازًا شهيرًا من المُسيَّرات هو (EVO).
وحول سبب اللجوء إلى المُسيَّرات من هذين الطرازين، فقد أكدت القناة أن السبب هو الكفاءة والدقة التي ظهرت خلال حرب "السيوف الحديدية" في جمع المعلومات الاستخبارية، بفضل قوة ودقة الكاميرات التي تحملها وبسبب سعرها المنخفض.
غزة والمُسيَّرات الصينية
ووفق التحقيق الذي نشرته القناة وكذلك صحيفة "غلوبس" العبرية، ستُستخدم المسيَّرات الصينية للتصوير داخل البنايات وخارجها ولجمع المعلومات الاستخبارية؛ ما يعني أن بمقدور مشغليها إرسالها للتسلل عبر النوافذ إلى داخل البنايات، ومن ثم يفترض أن تُستخدم في مدى قريب تتواجد فيه القوات البرية، وبالتحديد داخل قطاع غزة.
وتعتبر الطائرات الصينية بدون طيار سهلة التشغيل، وبالتالي فهي مناسبة بشكل خاص لجنود الاحتياط الذين يخدمون في الجيش لفترات قصيرة.
بعد ستة أشهر من امتلاء الجيش بطائرات بدون طيار صينية من صنع DJI وAutel وشركة Skydio الأمريكية، والتي تم الحصول عليها طوعًا من قبل أطراف خارجية، قرر الجيش الإسرائيلي شراء طائرات بدون طيار من الشركات الصينية ولكن مع "تعقيمها" لقطع إنتاجها.
القدرة على التواصل مع الشركة المصدر. يتم الاحتفاظ بالطائرات بدون طيار الإسرائيلية الأكثر تعقيدًا في جيش الدفاع الإسرائيلي للقوات النظامية.
ولفت التحقيق إلى أن من الصعب استخدام هذه المُسيَّرات على مسافات أبعد، ولا سيما في العمليات ضد "حزب الله"، كما إن الأخير يمتلك قدرات تكنولوجية لكشف واعتراض المُسيَّرات صينية الصنع، باستخدام نظام "الإيروسكوب".
وخلال الأشهر الستة الماضية، تزوَّد الجيش الإسرائيلي بكميات كبيرة من المُسيَّرات الصينية من إنتاج الشركتين المشار إليهما، إضافة إلى مُسيَّرات أمريكية أنتجتها شركة "Skydio"، والأخيرة تنتج المُسيَّرة الانتحارية "سويتش بليد 600"، والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
إلا أن المُسيَّرات التي وصلت الجيش الإسرائيلي من الصين والولايات المتحدة جاءت عبر منظومة تبرعات خارجية وعمليات شراء بالوكالة لصالح الجيش الإسرائيلي، وبعدها قرر الجيش التعاقد مع الشركتين الصينيتين بشكل مباشر.
المُسيَّرات الأخرى التي تنتجها شركات إسرائيلية، ولديها خطوط تصدير أيضًا، تُخصَص فقط للقوات النظامية، وهي مُسيَّرات تُستخدَم في مهمات أكثر تعقيدًا، فيما تُخصص المسيَّرات الصينية للمهمات الخاصة بقوات الاحتياط.
تجسس صيني
وحول المخاوف من وصول أسرار ومعلومات استخبارية حساسة للصينيين جراء استخدام هذه التكنولوجية، أكدت القناة أن الجيش الإسرائيلي "لا يَستخدم هذه المُسيَّرات سوى بعد عمل تعديلات محددة، تمنع بشكل كلي نقل نسخة من المعلومات إلى الشركة الأم".
واستغربت القناة الاستعانة بمنتجات شركة (DJI) في إسرائيل، حيث تنتج تلك الشركة مُسيَّرات للاستخدامات المدنية يستعين بها الكثير من دول العالم، إلا أن لديها خط إنتاج لصالح قوات الأمن الصينية، ومن ثم تحظر الجيوش الغربية استخدام منتجاتها.
وأدخلت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" شركة (DJI) إلى قائمتها السوداء منذ 2022، وهي قائمة تضم شركات صينية يحظر التعامل معها أمريكيًّا، وسط مخاوف من أن نسخة من المواد والبيانات التي تلتقطها المُسيَّرات الصينية ترسل إلى أجهزة الأمن في بكين.