بكر أبو بكر
أمد/ فلسطين تنتصر بالشباب في كل مكان. فلسطين تنتصر بقضيتها العادلة وحجم الظلم والكارثة والجريمة وافتقاد العقاب.
فلسطين تنتصر بشعبها الصابر المرابط البطل منذ نشأت الخليقة على الحب والسلام لا الحرب والخصام.
فلسطين لا تكل ولا تمل أن تتحدى العالم حين يخون مبادئه أو ينزلق تحت ضغط غطرسة العتاة الزنادقة المعتوهين.
فلسطين بشعبها المنزرع منذ فجر الخليقة بذات المكان، هو نفسه شعبها المنكوب في غزة بالتخلي والابادة الجماعية لكنه بكل اصقاع الأرض المؤمن بالله وحقيقة التغيير بالوعي والفكر وادوات النضال.
فلسطين تنتصر بحبل الوصال النضالي من شبيبتها وشبيبة العالم في نيويورك الى الشبيبة موحدة النداء في كل الجامعات الامريكية -الى جامعات العالم-التي لم تنظر للدين ولا للقومية ولا للمذهب وانما جعلت مبادئ الحق والعدالة ورفض الظلم والظلامية والهيمنة والاحتلال والعنصرية والابادة هدفها السامي.
شبيبة فلسطين والأمة وشبيبة نيويورك وكولومبيا وكل الجامعات الامريكية التي صنعت الصحوة، وشبيبة أوربا كما تلك المتأهبة في متاهات الأمة العربية والاسلامية جعلت من نور فلسطين هداية لطريقها نحو الحرية والابداع والسلام.
فلسطين لاتنتصر بالمغامرات ولا بالدعوات الخاوية ولا بالمقامرات على أنظمة بالية وحكام باهتين ومصفقيهم المنافقين.
فلسطين وبوعي الشبيبة العالمية وفكرها التقدمي لاتنتصر بتضليلات الاعلام المكروب والموبوء بمرض الكذب والتدليس والتجاهل بل والتضليل.
فلسطين تنتصر بالوعي الحارق وبوحدة الفكرة وتأثير المبادرات وعظيم العمل الرسالي المثابر باتجاه فلسطين أولا.
فلسطين ارض وشعب نعم. وهي رمز لمكان وقضية فليست دبوسًا يُعلق على الصدر أو كوفية الختيار السمراء فقط وإنما هي أيقونة الحرية والثورة والانتصار للعالم.
تخسر الفكرة “المقَدِسة لفئويتها” الحصرية لجماعة دون غيرها حين تتنازعها الاحزاب المتصارعة مهما رأت بنفسها منفردة أنها “الكل بالكل” لان فلسطين أكبر من هؤلاء “الكل” اجمعين.
فلسطين وشعب فلسطين العربي العظيم هو الذي صنع أولئك “الكل” أي كانوا. فإما يتواءموا مع ثورة الشبيبة الحرة والشعب فيدفنوا أفكارهم البالية وأوهام العظمة والكِبر وأما لامحالة سيندثرون.
إن الشعب البطل بمجمله، بمجمل نضالاته وبكل أنواع كفاحه وجهاده، هو الذي يكتشف قوانين الصراع ويخوضه بطليعته الوضاءة المبتهجة الواعية المثقفة الناهضة العاملة بلا كلل.
الشعب وبطليعته الوضاءة ممثلة اليوم بجيشها العشريني والثلاثيني النابت من بين ضلوع الثوار الأوائل الكبار أزهارًا نديّة وورودًا عفيّة هو مفتاح النصر القادم باذن الله.
فلسطين لاتفهم لغة الفرقةُ والاختلاف والحزبية والاقصاء والارتجاف، كما لا تفهم لغة التكفير والتشهير والتخوين لأن جيش فلسطين العشريني قد شبّ عن الطوق وفهِم المعادلة فلم يعد أمام هدف فلسطين يحتاج “لمرشد” هنا او زعيم هناك ففلسطين هي المرشد وفيها الرمزية وتاريخها الجليل.
فلسطين التي ما تزحزحت عن مكانها في أرض العرب منذ آلاف السنين تعرف أسماء قادتها القادمين يحملون باقات الياسمين وعقل الحكمة وفضيلة المبادرة والابداع.
فلسطين التي كانت مركز الأمة العربية والاسلامية إبان نهضة الامة الاولى في القرن العشرين عادت اليوم في القرن ٢١ لتنهض العالم وتعلمه معنى الرفض للظلم ومعنى الحياة والحرية ومعنى الحب واقتناص النور مهما كان خافتًا في آخر النفق.
هنيئا لفلسطين وشبيبة الحقيقة حين يفتحون الأبواب فيجعلون من وعي الثورة العالمية وحقيقة الفعل مفتاح النصر وطريق النجاة.