أمد/
لم يبقى هناك ..
من وقتٍ لجيشِ الإنقاذ ..
قد ذهبَ الوقتُ مع الريح ..
قد اكتملَ بعدهُ الطُوفان ..
يستمرُ التهاوِي والإنحِدار ..
في زمنِ التراجعِ والإنكِسار ..
والجدارِ والحِصار ..
***
قد يأتي الجيشُ يوما ما ..
ليحرسَ حُقولَ القمحِ والزيتونِ ..
سنابل القمح ..
قد حان موسمُ حَصادها ..
لكنَ البيدرَ لا زالت تُغطيهِ الحشائشُ الصفراء ..
***
حيفا لازالت ..
تشربُ ماء البَحر ..
تغرسُ أقدامها ..
عميقاً في التراب ..
تُعلن نهايةَ عصرِ الإِنهيار ..
***
مآذنُ القدس ..
تصدحُ بِصوتها المبحُوح ..
حيَّ على الصَلاة ..
حيَّ على الفلاح ..
نواقيسُها ..
تدق في عالمِ النِسيان ..
صوتُ الاجراسِ، صَوتُ الآذانِ ..
جميعها تُشنفُ الآذان ..
صباحاً ومساء ..
تعلنُ زوالَّ الجِدارِ ..
وكَسرِ الحِصار ..
***
هكذا هيَ إذا صورةُ المكان ..
القدسُ تغرقُ ..
في بطنِ الحوتِ ..
لن تصمت طويلا ..
لن تسكت على الخزي والذلةِ ..
تصرخُ في وجهِ العارِ والعدوان ..
***
يونسُ مازالَ ..
يكمنُ في بطنِ الحُوتِ ..
يصلي تارةً، يسبحُ تارةً ..
يدقُ على الجدارِ تارة أخرى ..
القدس أمامها أكثرُ ..
من مليونِ اِختيار ..
ان تُجفِفَ البحرَ ..
تَنسفُ القِطارَ ..
تُفجرُ البُركان ..
في وجهِ الذُلِ والعار ..
والدَّمارِ والإندحارِ والعُدوان ..
***
هي جوهرةُ الأرضِ ..
هي مِحورُ الكونِ ..
هي هديةُ السماءِ ..
***
لم يَعد لديها وقتٌ للضَياع ..
هي زمنُ الماضي والحاضر ..
هي المستقبلُ والإِختصار ..
***
ليسَ هناك وقتاً ..
أكثرُ لِلصبرِ ولِلإنتظار ..
متى يُدركُ القومُ معنى الإِنتحار ..
هل أدرك القوم ضرورةَ الإِختيار ..
وأخذِ القَرارِ ..
والإختصار ..
***
هي القدسُ يا سادتِي ..
يا قومُ ..
تعرفُ معنى الصبرِ والصُمود ..
تعرفُ خطرَّ القرارِ والإختيار ..
يبقى هو المحكُ والإختبار ..!