أمد/
تل أبيب: قال الصحفي الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي إنه عرف العديد من الاحتلالات في العالم لكنه لم ير احتلالا مثل إسرائيل التي تدعي أنها ليست دولة احتلال إنما اضطرت إلى ذلك، وأنها ترى نفسها الضحية الوحيدة في العالم.
واقتبس قولا لغولدا مئير "نحن لن نغفر للفلسطينيين أنهم أجبرونا على قتل أطفالهم"
وقال ليفي في حوار تلفزيوني أجراه معه الإعلامي الفلسطيني محمد أبو عبيد على قناة المشهد إنه كان صهيونيا، لكن ما غير قناعاته وأيقظ ضميره هو عندما بدأ الذهاب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أواخر الثمانينيات -كانت انتفاضة الحجارة مشتعلة آنذاك- لتغطية ما يحدث، مضيفا أنه فوجئ بالحقيقة على الأرض؛ لأن إسرائيل لا تخبر المجتمع الإسرائيلي بشيء عن الاحتلال.
وقال إن وجود صحيفة مثل هآرتس ساعده على نقل الواقع، وأن النسخة المترجمة عنها إلى الإنجليزية أوصلت صوته إلى العالم لينقل له الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أنه يتحرى الدقة في كل تغطيته الصحافية والقصص التي يكتبها من داخل الأراضي المحتلة، ويتحدى أي إسرائيلي أو غيره أن يثبت له عدم صحة ما يكتب.
وردا على سؤال عن الدور الأمريكي في الحرب على غزة والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل قال ليفي إن واشنطن تشجب وتستنكر فقط، أو تقدم النصائح لا أكثر من دون أن تتخذ أي قرار ضد تل أبيب، وفي الوقت نفسه تقدم كل الدعم لإسرائيل، ولو أرادت أن تنهي الاحتلال لانصاعت إسرائيل لذلك لأنها -أي إسرائيل- تعتمد كليا على الولايات المتحدة.
وعن الأوضاع في الضفة الغربية قال ليفي إن الجيش يتعاون مع المستوطنين في الاعتداءات على الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم وذلك من أجل تهجير الفلسطينيين من أرضهم، "وهذه حالة لها تبعات خطيرة".
ونظرا لهذه الأوضاع في الضفة الغربية استبعد ليفي حل الدولتين واصفا إياه "بالحل الكاذب"، وقال لو أقيمت دولة فلسطينية سأكون أول شخص سعيد بهذا القرار، ولكن لأن الأمر بات شبه مستحيل فإن الحل الأنسب هو "الدولة الواحدة مع تساوي الحقوق للجميع".
وفي جواب عن إمكانية تفجر انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية استبعد الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي ذلك، عازيا الأمر إلى أن سكان الضفة ما زالوا منهكين من تبعات الانتفاضة الثانية -انتفاضة الأقصى- عام 2000.
وعن إمكانية إصدار محكمة الجنايات الدولية أمرا بالقبض على نتنياهو قال ليفي إنه لا يتوقع حصول ذلك لأنه لو حصل فهذا قد يعني أنه من الممكن إصدار أمر ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه بسبب دعمه إسرائيل، لذلك لن تسمح واشنطن بهذا الأمر، لكن لو فعلا صدر قرار باعتقال نتنياهو سأكون "اسعد الناس بذلك".
ليفي قال في جوابه عن سؤال بخصوص الموقف الألماني المساند بقوة لإسرائيل إن الأمور وصلت في ألمانيا إلى حد أنه لا يمكنك التضامن مع الفلسطينيين، وأحيانا لا يمكنك الحصول على مكان لعقد فعالية تضامنية معهم، وأضاف أن الألمان كانوا أكبر مجرمي الحرب في التاريخ، لذلك حري بهم منع حدوث أي جرائم حرب في أي مكان.