أمد/
إليك يا من تتلمذتُ الحبَّ على يديه… يا من أقرب من نفسي إليّ.. يا سرَّ بسمتي ومنبع صفائِها…
أعلمُ أنَّ حروفَ اللغةِ الثماني وعشرين لن تكفي لأعبر عن حبّ تنطوي تحتهُ كلّ أشكال الحبِّ والعشق والغرام ،
عن حبّ معجز يقلب موازيني ويرفع مزاجي بلحظةٍ من سابع إحباط وحزن إلى سابع فرح بعد الألف.
عن حبّ يلقف كلَّ همومي وأحزاني، ونارهُ تنزلُ بردا وسلاما على قلبي.
حبّ يبرئُ كمهَ السَّعادة عنّي، ويشفي برصَ حروفي المبعثرة إذا صارت عنك ولك.
فوجهكَ كُلَّما رأيتهُ ترتدُّ أحلامي مبصرةً، وتحيى آمالي بعد موتِها.
يا من استصلحت صحراء قلبي وحوَّلتها لجنة دائمة الخضرة، كيف لا يصبح حبّك وجهتي وأهمّ مبادئي؟!
و أنتَ الذي زرعتَ جنينه بينَ أحشائي فنما بداخلي، ومنحني الحياة بعد الموت، وخرجَ لدنيا الحبّ نورا وهديا بعد ظلامٍ دامس، رأيته يكبر أمام عيني كفلذةِ كبدي، لكن هو من كان يُعلِّمني.
أحطتهُ بكلّ اهتمامي ووسعي وحذري؛ لأنّني أدركتُ مدى حظي بك وجمال قدري، وأنَّهُ فرضُ واجب عليَّ شكرُ نعمي.
مذ عرفتكَ كفرتُ بكلِّ الأطباء وعلومهم، فمهما بلغ علمهم لن يقدروا على فهم سحرِ عيونك الذي يشفي كل قلقي ومخاوفي وبؤسي ونوبات كآبتي ومزاجيَّتي، لن يقدروا على فكّ لغز جاذبيتك وتفسيرها، وسيعجز علماء اللّغة بكلِّ ما أوتوا من مفردات عقيمة عن بلاغة عيونك والإبحارِ في محيطها.
خارجون عن كلّ القواعدِ اللغوية والنّحوية فيحقّ للعاشق ما لا يحقُّ لغيره، فمن يعشق يرى في الدّنيا ما لم ترهُ عينٌ سواه.
في حبّك كلّ الأحزان ممنوعة من العبور عبر بوّاباتِ الزّمن فكلّها قابلةٌ للذّوبان، ولا شيء يعلقُ منها بالذاكرة.
إنّي إليك وحدك أنتمي فأنت قضيَّّتي، كفلسطين لا تقبل التجزئة، موطني أنت ومسقطُ رأسِ حبّي.
ولِأنّنا رضعنا حبَّ الوطن منذُ أبصرنا نور الحياة، فنعلمُ كم هي خيانةُ الوطن جريمةٌ وعار.
ورسالتي هذه ليست إلا ألف من أبجدية حبّ تفوق لغات العالم مجتمعة؛ لأجدِّد عهدي لك مع أَوّل أَيام فصل الرَّبيعِ المفضَّل لديّ لأنّك ربيعُ أيّامي السَّرمديّ.