منجد صالح
أمد/ يبدو ان الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس قد شرب فعلا “بقلولتين ” من حليب السباع، ورفض الاجتماع مع بلينكين، وزير خارجية امريكا، مرّتين، مرّة في الرياض والثانية في رام الله،
وذلك تنفيذا وتطبيقا “لتهديده” بمراجعة السلطة الوطنية الفلسطينية علاقاتها مع واشنطن على اثر استخدام الفيتو الامريكي في مجلس الامن، الشهر الماضي، ضد مشروع قرار جزائري عربي للاعتراف الكامل بدولة فلسطين، في المنظمة الدولية،
بلينكين يلف ويدور على الدول العربية ويعمل دلّالا يُسوّق “البضاعة” الاسرائيلية لدى الحكام والمسؤولين العرب،
لكن في مرات عديدة يبدو “الشاطر” بلينكين وكأنه “يبيع الميّة في حارة السقّايين!!!!”، لان بضاعته الاسرائيلية منها والامريكية بضاعة مكشوفة مُغلّفة بقشرة من الوعود الكاذبة والكلام المعسول الذي لم يعد ينطلي إلا على القليلين الراغبين في استمرار تبعيّتهم لواشنطن والذين يُصرون على انها “عنزة ولو طارت!!!”
امريكا وخاصة بلينكين بالتحديد يُجاهر بتبعيّته لمصالح اسرائيل ونزواتها ونزقها، ولسان حاله يقول: “اسرائيل وبس والباقي خس”،
دون شك ولا مواربة وبكل تأكيد بأن الرئيس الفلسطيني “المُجرّب” لا تنطلي عليه ببساطة ألاعيب بلينكين، ووعود رئيسه بايدن المليئة بالشقوق والفجوات “والخندزات” والألغام،
فامريكا بايدن تقول الشيء وتفعل نقيضه في نفس الوقت،
تُنادي بحل الدولتين وبدولة فلسطينية، وتستخدم الفيتو ضدها قبل أن تجف ثرثرات امريكا ووعودها،
لقد لدغنا الامريكان شعبا وقيادة عشرين مرّة من نفس الجُحر،
وهذا مناف لتعاليم نبيّنا الاكرم في وصف المؤمن، “لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين”،
ابو مازن يعرف وضعنا ويعرف امكاناتنا، والتوازنات المحلية والاقليمية والدولية، “ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه”،
لكن ابو مازن يعرف ايضا، كآخر فرسان منظمة التحرير، أن يقول لا،
كما يقول شاعرنا الكبير محمود درويش في رائعته “مديح الظل العالي”:
“ظهري امام البحر اسوار و .. لا، قد اخسر الدنيا نعم!!، قد اخسر الكلمات، لكنّي أقول الآن: لا، هي آخر “الطلقات”- لا…
وقال ابو مازن لبلينكين:
“لا الاجتماع مش ممكن”.