حافظ البرغوثي
أمد/ دأبت بعض المصادر والمواقع المرتبطة بآلة حماس الخارجية الاعلامية الممولة قطريا وسيدتها قناة الحقيرة على الترويج لأنباء كاذبة تسوق للجهلة الاغبياء من عامة الناس غير الانقياء . فالمتابع لتلك المواقع يجدها تروج الاشاعات ضد الامن الفلسطيني وضد كل ماهو خارج المحور الفارسي العنصري الذي يستخدم العرب كوقود في معركة تقاسم النفوذ بين الاحتلال الصهيوني وبين الاحتلال الفارسي للارض العربية ، وكثيرا ما أعجب لماذا لا ترد وسائل فتح وناطقوها على كل باعق وناعق وناهق من هؤلاء فلا اجد جوابا . وآخر الاكاذيب هو ان السلطة طلبت من اسرائيل واميركا معا عدم الافراج عن القائد مروان البرغوثي وكأن اميركا التي تقود وتمول المعركة ضد غزة وتدعم الاحتلال في سياسة الإبادة وتسلح كتائب المستوطنين وتدعمهم ولا تحرك ساكنا امام المسلخ البشري في المعتقلات وحرب الاذلال والتجويع حتى بات الاسرى مجرد هياكل عظمية في السجون ستتجاوب مع اي مطلب فلسطيني ،بينما الواقع يفند كل ذلك . فالرئيس ابو مازن هو الوحيد الذي رفض مقابلة بايدن في جولته في المنطقة وكان منذ اربع سنوات يكرر ان من يناصبنا العداء هي الولايات المتحدة ولم تقل حماس ذلك مطلقا لأنها كانت اداة اميركية في البدء وفقا لكلام ابو مرزوق والقطريون انفسهم ، ورفض الرئيس لقاء بلينكن مرتين في الاسابيع الاخيرة لمواقفه المنحطة والسافلة. من الحرب على اهلنا في غزة وفي مجلس الامن . وبالنسبة للقائد ابو القسام فقد حاول الرئيس ان يفك اسره في سنوات سابقة بجهوده التفاوضية مع الاسرائيليين والاميركيين والاوروبيين ،واذكر هنا بعض الوقائع التي رواها لي سابقا القائد الشهيد صائب عريقات رحمه الله وهو عضو اللجنة المركزية الذي كان يتحدث عنه في مداخلاته وورقته في المجلس الثوري ويتحدث عنه في الأروقة الدولية ويكن له الاحترام دوما واكدها لي رفيقه في الوفد المفاوض الاخ نبيل ابو ردينة. ففي فترة حكم اولمرت كانت هناك جلسة شبه اسبوعية في منزله في القدس مع الرئيس لبحث الحل السلمي والنهائي وكانت التصريحات الصادرة بعدها تكون متشائمة لأسباب دبلوماسية ، وكنا نتساءل في حينه عن جدواها اذا لم تسفر عن شيء وظلت الجلسات مستمرة رغم ذلك. وروى الراحل عريقات وابو ردينة ان الرئيس كان يفتتح كلامه في كل جلسة بالمطالبة باطلاق سراح البرغوثي واحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وعدما اعتقل عبد الرحيم ملوح رحمه الله اضيف اسمه للقائمة وفي احدى الجلسات بدأ ابو مازن كلمته ونسي المطالبة بالبرغوثي فقاطعه اولمرت مبتسما بقوله لقد نسيت البرغوثي.وفي أواخر الجلسات انتحى اولمرت وابو مازن في حجرة مجاورة وقال اولمرت اما ملوح فقد تقرر الافراج عنه بينما هناك تحفظات على سعدات والبرغوثي من جهاز الأمن وسأواصل العمل لاطلاق سراحهم. لم تكن تلك المفاوضات عبثية بل استمحي الرئيس عذرا واكشف ما روى لي بلسانه ايام كنت استطيع الوصول اليه قبل السياج الحديدي المفروض حوله حاليا بأنه واولمرت انجزا حلا متكاملا ونهائيا مع اضافة اربعين كيلومتر مربع الى مساحة الضفة هي المنطقة الحرام حول خط الهدنة وتبادل اراضي بنسبة لا تتعدى ما بين ثلاثة وخمسة بالمئة بشرط ان تكون الارض بالقيمة والمساحة نفسها اي ان تكون في شمال الضفة وليس في صحراء النقب . بالطبع انهارت حكومة اولمرت فور التوصل لهذا الحل بفعل فاعل اسرائيلي لاحباطه واتهام اولمرت بالفساد وكان اوباما تواقا للاعلان عنه في احتفال في البيت الابيض لكن نائبة اولمرت تسيفي ليفني عارضت ذلك وقالت انها هي من ستحتفل به بعد سقوط اولمرت.
عودة الى ملف القيادات الأسرى فان الرئيس سبق واثار ذلك مع جون كيري المبعوث الاميركي الذي كان يجوب المنطقة للتوصل الى اتفاق ، ففي احدى زيارات الرئيس للولايات المتحدة دعاه كيري الى عشاء في منزله واثناء الحديث ناوله الرئيس ورقة مطالبا بالإفراج عن الأسماء التي وردت فيها فقرأها كيري وتوقف عند اسم الشوبكي وسأل من هذا !فشرح له الرئيس وضعه. بالطبع لم يستطع كيري ان يفعل شيئا لاحقا بعد فشل مهمته او افشالها من قبل اسرائيل .وأود هنا ان اذكر انه في اواخر سنوات حكم الرئيس الراحل ابو عمار وافقت اسرائيل على الافراج عن البرغوثي وابلغه المصريون انه سيتم الافراج عنه خلال 48 ساعة وهو ما نشرناه في حينه على الصفحات الاولى وفجأة لم تتم الصفقة . وظل سبب احباطها مجهولا الى ان زرت القاهرة ذات سنة بعد رحيل ابو عمار رحمه الله والتقيت باللواءالمسؤول في المخابرات المصرية بعد تقاعده في مناسبة عامة ولا اريد ذكر اسمه دون استشارته وكنت تعرفت عليه لكثرة تردده مع وفد المخابرات الى رام الله وسألته عن سبب تراجع الاحتلال عن الافراج عن ابي القسام فقال بالحرف الواحد ان واشنطن عارضت ذلك وطلبت من اسرائيل عدم اطلاق سراحه بحجة انها لا تريد ان ترى شخصية كاريزمية جديدة في العالم العربي بعد وفاة كثير من الرموز الشعبية. هذا باختصار ما حدث واظن ومنذ بداية الحرب ان اسرائيل غير جادة بشأن تبادل حقيقي للاسرى رغم ان السنوار وهو القيادي الذي كان اسيرا ايضا مهتم شخصيا بأبي القسام شخصيا ووضع اسمه على راس قائمته مع غيره من قدامى الاسرى والقادة ، ففي الايام الأولى من الحرب قال سموتريتش حليف نتنياهو في جلسة مجلس الحرب علينا ان نكون قساة مع اسرانا ولا نهتم بهم فالإنتصار في الحرب اهم منهم. وهو ما يحدث حاليا .