منجد صالح
أمد/ ينصبّ الاهتمام على معبر رفح منذ مدّة طويلة، ربما منذ سنوات، وليس فقط الآن ومع دخول الدبابات الاسرائيلية “تتمختر” في الجانب الفلسطيني من المعبر، وفي مجال الامن القومي المصري، وتستعرض عضلاتها الفولاذية المصفّحة المُدرّعة، الممهورة بنجمة داوود السداسية، يعلوها العلم الاسرائيلي الازرق ابيض،
هل ستكون رفح “قصة ترح ام فرح”؟؟!! من يدري،
لكن تاريخ المدينة بشقيها الفلسطيني والمصري “مدبوز” بالبطولة والفداء والصمود، منذ عُهود، فهل ستتوقف عجلة التاريخ عن الدوران؟! أم ستسير وتدور وتلفّ وتعود وتجلب معها كل جديد في وجه العدوان والنار والحمم والفولاذ والحديد،
هل اجتياح رفح سيكون الدافع والمحرك لشعب ارض الكنانة كي يتحرّك ويُحرّك قواه دفاعا عن امنه القومي وخاصة ان سكاكين الميركافا الاسرائيلية قد وصلت إلى رقبة مصر،
هل ستتحرّك حضارة ال سبعة آلاف سنة أم ان هناك ما زال مُتّسعا من الوقت للتمحيص والتفكير والتحميص على نار هادئة والتشاور مع فراشات الحديقة والجنّيات المُستدعاة من عمق قصص وحكايات شهرزاد في “ألف ليلة وليلة”،
اسرائيل تقول وقبل ان تُنهي كلامها تُحرّك دباباتها نحو ممر فيلاديلفيا (صلاح الدين) ومعبر رفح الفلسطيني وبالتالي المصري، أما الشركاء في “الحاكورة” فقد اكتفوا حتى اللحظة بالادانة ولكن باشدّ العبارات، “يا عين يا ليل!! وينك يا “محمد طه”، عازف اليرغول وفرقتك الصعيدية، تعزف لحنا صاخبا، موّال “يا ليل يا عين” إلى جانب الادانة شديدة اللهجة!!!
رفح محسوبة على مصر، شئنا أم ابينا محسوبة على مصر، ومصر لا تستطيع ان “تنفض يديها وتغمض عينيها وتقول النار عند بيت جاري وبيتي سليم،
نتنياهو اصر على اقتحام دبابات جيشه معبر رفح الفلسطيني حتى يرفع العلم الاسرائيلي عليه “ون مان شو” (عرض منفرد)، والموضوع في رفخ بالذات موضوع فلسطيني نعم، وسيقاوم الشعب الفلسطيني ويصمد كما يفعل حتى اللحظة، لكن موضوع رفح بالذات ايضا موضوع مصري وربما مصري بحت وبدرجة كبيرة، فهل ستتحرّك مياه النيل الراكدة حتى الآن، أم ان النيل لم يعد فيه من الماء كفاية حتى يفيض ويعبر عن غضبه،
الموضوع حسّاس ومعقد والوضع مركّب لكن وبما ان الفأس وقعت في الرأس فلا مجال لحك الرأس والتفكير وعزف مزيد من الالحان والمواويل على اليرغول، فالدبابات الاسرائيلية على حدود مصر لا يُمكن “ترقيصها” بالعزف على الربابة ولا على الغيتار،
وان لم تجدوا جوابا على هذه “الفزورة” فابحثوا عن ” الجنرال الحافي” الذي رقّص الميركافا على طريقته على رمال غزة، وخذوا العبرة يا أولي الالباب،
معبر رفح سيبقى فلسطينيا حتى لو رفرف على ساريته العلم الاسرائيلي، إلى حين،
الكيل طفح في معبر رفح فهل ستنتهي الحكاية بترح أم بفرح؟؟!!