أمد/
العريش: قال سائقو الشاحنات العالقون على الحدود المصرية مع غزة إن المواد الغذائية التي ينقلونها إلى القطاع الفلسطيني قد تفسد خلال فترة الانتظار مما يفاقم أزمة الجوع التي يعاني منها السكان مع احتدام الحرب. في تقير لوكالة "رويترز".
وسيطرت القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي هذا الأسبوع وتستعد لهجوم متوقع على المدينة التي فر إليها نحو مليون نازح بسبب الحرب.
وقال السائق أحمد البيومي “قفلة المعبر غلط على العربيات دي كلها لأن ده تبريد (ثلاجة) يعني العطل مبيديش إنذار، ممكن المكنة تعطل البضاعة كلها باظت، لا هنا حد يصلحلك ولا حد يعملك حاجة”.
وحذر العاملون في مجال العمل الإنساني هذا الأسبوع من إغلاق معبر رفح على الحدود مع مصر ومعبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة أمام دخول المساعدات والأفراد.
ولا تعطي هذه التصريحات أي قدر يذكر من الشعور بالراحة لسائقي الشاحنات.
وقال السائق عبد الله نصار “إحنا واقفين هنا بقالنا حوالي 40 يوم، أو 35 يوم تقريبا، كان كل يوم بيدخلوا عجل (شاحنات) المعبر… والدنيا كانت ماشية، إنما إحنا دلوقتي المعبر اتقفل ومحنش عارفين ظروفنا إيه ولا وضعنا إيه دلوقتي”.
وأضاف “طبعا إحنا معانا مواد غذائية، وفي عربيات محملة مواد تموينية، طبعا كل الحاجات دي لها وقت صلاحية ممكن إن هي تبوظ (تفسد)”.
وجرى توصيل أغلب المساعدات إلى غزة من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم اللذين كانت آخر مرة عبرت فيها شاحنات المساعدات من خلالهما في الخامس من مايو أيار.
وقبل ذلك، كانت تعبر عشرات من شاحنات المساعدات من خلال معبر رفح في أغلب الأيام، بما في ذلك إمدادات الوقود الوحيدة التي تدخل القطاع.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن 1276 شاحنة دخلت من خلال معبر رفح و4395 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم في أبريل نيسان.
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
حذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة، من أن المساعدات لقطاع غزة قد تتوقف في غضون أيام مع شن القوات الإسرائيلية حربا برية ضد مقاتلين فلسطينيين في مدينة رفح المكتظة بالسكان، وهي ممر رئيسي لتوصيل المساعدات للقطاع المهدد بالمجاعة.
وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين القطاعين الشرقي والغربي لرفح، لتطوق بذلك الجانب الشرقي للمدينة في هجوم دفع واشنطن إلى تعليق بعض المساعدات العسكرية لحليفتها.
وتحدث سكان عن وقوع انفجارات وإطلاق نار بشكل متواصل تقريبا إلى الشرق والشمال الشرقي من المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة مع احتدام القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركتي المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والجهاد الإسلامي.
وقالت حماس إنها نصبت كمينا لدبابات إسرائيلية بالقرب من مسجد بشرق المدينة، مما يشير إلى توغل الإسرائيليين لعدة كيلومترات من الشرق إلى مشارف المنطقة المأهولة.
وأمرت إسرائيل المدنيين بالخروج من الجزء الشرقي لرفح مما أجبر عشرات الآلاف على البحث عن مأوى خارج المدينة، التي كانت في السابق الملاذ الأخير لأكثر من مليون شخص فروا من مناطق أخرى من القطاع خلال الحرب.
وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع الانتصار في الحرب بدون اجتياح رفح للقضاء على الآلاف من مقاتلي حماس الذين تعتقد أنهم يحتمون هناك. وتقول حماس إنها ستقاتل للدفاع عن المدينة.
وذكرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة أن الإمدادات بدأت تنفد بالفعل وأن عمليات الإغاثة قد تتوقف في غضون أيام مع نضوب مخزونات الوقود والغذاء.
وقال هاميش يونج كبير منسقي الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بقطاع غزة “لم يدخل أي وقود أو مساعدات إنسانية منذ خمسة أيام تقريبا إلى قطاع غزة”.
وتقول وكالات إغاثة إن الحرب عرضت بالفعل مئات الآلاف من المدنيين النازحين للخطر.
وقال أبو حسن (50 عاما)، أحد سكان منطقة تل السلطان غربي رفح، لرويترز عبر تطبيق مراسلات “ما فيش أمان، كل رفح مش آمنة والقذائف تسقط في كل مكان من إمبارح”.
وأضاف “أنا بحاول أطلع أنا وعائلتي بس ما فيش معي 2000 شيقل (540 دولار) ثمن الخيمة”. وتابع “حركة النزوح من رفح حتى من المناطق الغربية في رفح في ازدياد رغم أنه هاي مناطق مش مناطق حمرا أو جزء من تصنيف الاحتلال”.
وأردف “الجيش بيستهدف كل رفح مش بس المنطقة الشرقية سواء من الدبابات أو الطيارات”.
وقال جيمس سميث طبيب الطوارئ البريطاني المتطوع في رفح “على مدى الأيام الثلاثة الماضية أو نحو ذلك، تدهور الوضع بشكل مأساوي في رفح”.
وذكر في رسالة صوتية بعث بها أحد زملائه إلى رويترز “زاد عدد الغارات الجوية. زاد عدد هجمات المدفعية، وسمعنا أن معدات عسكرية ثقيلة ودبابات وما إلى ذلك موجودة في شوارع شرق رفح وأيضا في معبر رفح الحدودي مع مصر”.
وأضاف “لم تستطع جميع قوافل المساعدات الإنسانية العبور إلى غزة من الجنوب على مدى اليومين الماضيين. لم يدخل وقود وتخطط الأمم المتحدة بالفعل لأسوأ سيناريو متوقع، إذ يجري توزيع الوقود من أجل الأنشطة الأساسية فحسب”.
وقالت بريدجيت روتشيوس، وهي قابلة أمريكية متطوعة في مستشفى الولادة الرئيسي في رفح، في رسالة نصية إنها لا يزال بمقدورها تقديم الرعايا الطبية لبعض النساء الحوامل اللاتي يعانين من حالات طبية طارئة، ولكنها أوضحت أن نساء أخريات يتعين إرسالهن لأماكن أخرى للولادة. وتوقف نصف الموظفين تقريبا عن الحضور بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.