أمد/
رام الله: في كلمة مسجلة، وجهها الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. أحمد مجدلاني، الى سمير عادل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي، وأعضاء المؤتمر الوطني السابع للحزب، الذي انعقد في العراق، يوم الجمعة، وجه مجدلاني التحية والتقدير للشعب العراقي وقواه المناضلة.
وقال مجدلاني : يسعدنا أن نتوجه اليكم بأسمى تحياتنا النضالية، باسمي، وباسم أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكافة كوادر وأعضاء حزبنا – جبهة النضال الشعبي الفلسطيني – وأن نتقدم لكم بتحياتنا وتهانينا لكم وأنتم تعقدون مؤتمركم الوطني السابع.
وأكد مجدلاني أن انعقاد المؤتمر الوطني السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي، يشكل محطة هامة في مسيرة نضال حزبكم ودوره الطليعي في قيادة الطبقة العاملة وبناء الاشتراكية، حيث تابعنا باهتمام كافة التحضيرات التي بذلتموها لعقد المؤتمر، تعزيزاً لمكانة ومستقبل حزبكم الشقيق، واجراء المراجعة السياسية والفكرية والتنظيمية واشتقاق السياسات وصياغة الرؤية البرنامجية لحزبكم للمرحلة القادمة، الى جانب التجديد الديمقراطي الذي اعتاد عليه حزبكم كمنهج وتقليد حرص عليه في كل المؤتمرات السابقة.
وقال: يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي على خط المواجهة في نضال الإنسانية من أجل العدالة والكرامة والحرية والتقدم، في لحظات صعبة ومعقدة بالنسبة للعالم وللبشرية بشكل عام نتيجة للسياسات العدوانية والعسكرية للقوى الإمبريالية في أمريكا الشمالية وفي مختلف دول العالم وبالتعاون مع حلفائها في أوروبا والصهيونية العالمية، وبهذه المناسبة تؤكد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ثقتها بنهج ونضالات حزبكم ودعمها لجهودكم في مسيرة بناء حزب الطبقة العاملة.
وأضاف د. مجدلاني: ينعقد مؤتمركم أيها الرفاق بعزيمة ثابتة وإصرار على تشديد النضال في طريق الحرية والمساواة، ومن حق الشيوعين العماليين، حملة راية ماركس والبيان الشيوعي، راية النضال ضد عبودية العمل المأجور ورأس المال، وإرساء أسس مجتمع تسوده المساواة المطلقة بين البشر وانهاء كل أشكال التفرقة الطبقية والقومية والجنسية والعرقية والدينية والطائفية، أن يفخروا وأن يجددوا عهد النضال اليوم، وهم يعقدون المؤتمر العام السابع لحزبهم، الحزب الذي لم يساوم أبداً منذ اليوم الأول لإعلان وجوده أمام النظام الرأسمالي وأحزابه البرجوازية، لتقديم الطبقة العاملة وعموم الجماهير المحرومة قرابين على مذبحها، تحت عناوين اسقاط الدكتاتورية ومحاربة الامبريالية والدفاع عن الوطن، ولم يطأطأ رأسه للسياسات الأمريكية ولكل من حاول زرع الأوهام بإمكانية بناء العراق بدون النضال والوحدة والبرامج الوطنية الديمقراطية التقدمية.
وأكد قائلاً: لقد ناضلتكم بصمود وشموخ أيها الرفاق ضد كل محاولات تشويه ومحو الشيوعية، في ذهن الطبقة العاملة والبشرية التواقة للحرية والمساواة، ناضلتم بصلابة ضد الأوهام والأكاذيب والدعاية الأمريكية والامبريالية بموت الاشتراكية، وإعلان نظامها العالمي الجديد الذي طرز بالدم، وبزوغ شمس الديمقراطية الغربية والليبرالية على العالم وخاصة في منطقتنا، والذي سموه بمشروع الشرق الأوسط الجديد، حيث كان بلدكم العراق أحد مختبراها.
ينعقد مؤتمركم وشعبنا الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة جماعية وجريمة حرب إرهابية متواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من قبل الإدارة الأمريكية والقوى الغربية الامبريالية، وشعبنا يسطر أروع ملاحم الصمود ويتصدى بشجاعة لهذا الاحتلال الاجرامي، رغم كل التحديات والتضحيات، وكل ما يتعرض له من جرائم القتل والحصار والتجويع والتهديد بالتهجير وقتل آمال وتطلعات شعبنا بالحرية وتقرير المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصتها القدس.
وأوضح أنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، وشعبنا يواجه حرباً دموية واجرامية من قبل الاحتلال تنفيذاً لمخططات وسياسات الحكومة العنصرية والفاشية في إسرائيل، التي تعمل من أجل حسم ما يسمى بالمشروع الصهيوني على أرض فلسطين وانكار وشطب حقوق شعبنا وحقه في تقرير مصيره، في تجاوز لكل القوانين والقرارات الدولية، حيث تقف الولايات المتحدة داعماً ومسانداً وراعياً لإرهاب الاحتلال ضد شعبنا الأعزل في قطاع غزة وفي القدس والضفة الغربية، وتستخدم الولايات المتحدة الفيتو لإفشال أي قرار دولي لوقف اطلاق النار ووقف الحرب الظالمة وانهاء الحصار والانسحاب من قطاع غزة، وتعطل كل الجهود الدولية للوصول الى تهدئة، حتى التهدئة لم تسلم من النفوذ الأمريكي الذي تمارسه إدارة بايدن والتي تدعي بأن هناك حق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها .. فهل هناك حق لأي احتلال بالدفاع عن نفسه؟؟
وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اننا نؤكد اليوم، وأمام مؤتمركم بأن القضية الفلسطينية، قضية مركزية وهي قضية الشعوب العربية كلها، وقضية أساسية لحركة التحرر العالمية بأسرها، لأن الصراع مع الصهيونية لم يعد أمراً فلسطينياً أو عربياً فقط، بل عالمياً كذلك، اذ تلعب الصهيونية دوراً متزايداً ضمن شبكة الأدوار والمصالح الامبريالية، وان الاحتلال الاسرائيلي الذي ينفذ المشاريع الامبريالية عبر تنفيذه مشروعه الخاص يشكل الخطر الأكبر على حركة التحرر الوطني العربية والعالمية المناهضة للإمبريالية ومشاريعها التخريبية.
وأشار أنه وفي ظل انعدام التوازن الدولي وتنامي العدوانية الامبريالية والاسرائيلية وتعميق مخططات التحالف الامبريالي الإسرائيلي، وبسط الهيمنة والسيطرة على المنطقة بأسرها، تتجه المخططات كلها باتجاه تصفية القضية الفلسطينية ووأد أحلام الشعب الفلسطيني بالتحرر واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها.
وأكد مجدلاني، اننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ونحن نشاطركم أهدافكم ونضالكم المستمر، فإننا نعتقد أن تحقيق المهام والقواسم المشتركة تحتاج الى نضال دؤوب ومستمر، وعملية التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع طابعها المتدرج تفترض بناء تحالف مناهض للتحالفات الطبقية الحاكمة يضم القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة وذات المصلحة في عملية التطور من جهة والقادرة على تحويل التبدلات الكمية الى تحولات كيفية من جهة ثانية، ونرى أن القوى صاحبة المصلحة في هذا التطور تتكون من طيف سياسي واجتماعي واسع يشمل جميع الكادحين من عمال وفلاحين وكسبة والبرجوازية الصغيرة والوطنية خاصة التي تعمل في الانتاج المادي وجميع ممثلي رأس المال الوطني غير المرتبط تبعياً برأس المال الأجنبي، ويتكون التحالف المطلوب من ممثلي هذه الفئات والشرائح والطبقات الاجتماعية، كما يضم أوسع شريحة من المثقفين والباحثين والكتّاب والمبدعين في مجالات الفن والأدب وغيرها، فالنضال من أجل تشكيل هذه التحالفات وبناء جبهة قوية على مختلف المستويات يتطلب بالضرورة تكثيف أشكال النضال السياسي والفكري والطبقي في مواجهة قواعد التبعية، وكلما كانت قاعدة التحالف أوسع وأطول مدى، كلما كانت فرص النضال ضد التبعية أكبر، ويقيناً أن تحالف الأحزاب اليسارية والاشتراكية والديمقراطية والشيوعية العمالية سيشكل قاعدة هامة لمجمل النضال العربي والدولي في هذه المرحلة.
وأضاف: وفي هذا السياق علينا نحن واياكم وكل القوى الحيّة، وخاصة رفاقنا في الحزبين الشيوعيين العماليين الكردستاني والايراني أن نولي الأهمية القصوى لتطوير وتعميق النضال المشترك بين أحزابنا، ومع إدراكنا لحجم الصعوبات والعقبات التي تعرقل قيام مثل هذا التحالف الا أن العمل لبناء التحالفات الضرورية وصيانتها وتطويرها يبقى مطلباً ملحاً، يتطلب حكمة وصبراً كبيرين، فالإنجاز المتدرج لمهام المرحلة يؤدي الى تعزيز وتثبيت قواعد النضال المشترك وتحفيز التوجه نحو العدالة الاجتماعية وتعزيز النضال الاشتراكي العمالي التقدمي والديمقراطي وبناء أسس حياة أفضل على طريق بناء الاشتراكية، باعتبارها التجسيد الحي للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية الأكثر عدلاً وإنسانية .
واختتم كلمته متمنياً التوفيق والنجاح للمؤتمر، وأن يتكلل بتحقيق كل الأهداف المتوقعة منه، وأن يمهد الطريق نحو تكريس الحضور السياسي والجماهيري والمستقبلي لحزبكم المناضل، ونجدد حرصنا المشترك على تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين حزبينا الشقيقين، وتعميق شكل ومضمون العمل المشترك وتعزيز النضال المشترك ببناء جبهة أممية في مواجهة الامبريالية وبناء الاشتراكية وتحقيق أهدافها ببناء مستقبل المصير المشترك للبشرية.