د. طلال الشريف
أمد/ لن نعيد الحديث عما جرى ويجري في الحرب على قطاع غزة فالصورة منقولة بتفاصيلها عبر الشاشات والاعلام المنظور لكل الشعوب والجماعات والاحزاب والمؤسسات حتى آخر بقعة في هذا العالم المتفاعل بعضا منه إيجابياً والغالبية منه سلبياً مع مشاهد القتل والدمار والقسوة القصوى على اهل غزة.
هؤلاء أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم تاريخياً والذي عجز العالم منذ خمسة وسبعين عاما عن إنصافهم وصولاً إلى ثمانية أشهر من فشل كل دعوات ومحاولات وقف الحرب لإنقاذ هذه الارواح البريئة التي تذهب كل يوم إلى مثواها الأخير معلنة للعالم عن أرقام وإحصائيات الشهداء والجرحى ونسب الدمار كأرقام تحتوي في طياتها قصص وحكايات وتفاصيل لكل إنسان عاش او مات في هذه الحرب الملعونة التي تفوق الخيال والسينمائيات والروايات التي لم يحن الوقت لسردها لإنشغال المهمومين والنازحين من مكان إلى مكان بغية النجاة من غربان السماء القاتلة والمدمرة للحياة فمن أفلت من الموت بالامس وأمس الأمس يصبح في أعداد الموتى في اليوم التالي حتى اصبحت كل الأماكن غير آمنة في قطاع غزة وأصبح من يعيش لليوم التالي معجزة وإن عاش فليس في الأفق يوما تاليا لوقف الحرب.
المظاهرات والمواقف الرافضة لم تحسم بعد وقف هذه الحرب فما هذا الذي يجري من تكرار اعداد الموتى وشلالات الدماء اليومية وتضخم ح٠م الدمار وكأن ليس هناك من يستطيع إيقاف هذه الحرب.
إنها اللعنة التي تجتاح هذا العالم وكيف يستطيع النوم وهو يرى الغزي للفلسطيني يتنقل من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع من قصف الطائرات او قصف المدافع العمياء التي تحول الإنسان إلى أشلاء أملا في النجاة.
ما هذا العالم الذي يتفرج على ذبحنا كل يوم وكل ليلة وكل دقيقة؟ وماذا يريدون منا كفلسطينيين أرادوا الحياة كباقي البشر وأرادوا الإنصاف مرة واحدة من هذا العالم الظالم؟
هل نحن مخلوقات غريبة تختلف عن بني البشر ليفعلوا بنا هذا الإجرام؟ نتوقف لنحاول التاكد من اشكالنا فلا نجد بنا ما هو مختلف عن باقي البشر فنحن نشبههم لنا مثلهم ايادي وارجل وعيون ووجوه وافواه عادية مثل باقي البشر، ليس لنا راسين ولا أربعين من الارجل ولا اشكالنا تبعث على الاشمئزاز والخوف منا، فنحن مخلوقات عادية، حتى بها مسحات جمال كما شاهدتموها لرجالنا ونسائنا واطفالنا، فلماذا يقتلوننا كل يوم والعالم يتفرج؟ نلاحظ من هذا العالم من يحاول انصافنا، نعم، لكن الحقيقة، أننا نقتل دون ان يستطيع العالم وقف هذه الحرب الدامية، ولم يعد مفه ما لدينا هذا الذي يحدث لنا!!!
لماذا تركنا العرب والمسلمون والمسيحيون واليهود والهندوس والبوذيون والشيوعيون واللادينيون والعالم اجمع نواجه فناءنا دون تدخل ودون قرار ودون عمل ينقذ بقية الأحياء منا؟؟!!!!
كل تعاليم الارض والسماء التي تعتقدون بها تدعو للرحمة والرفق بالإنسان واحترامه كمخلوق له كرامة العيش وله الأمان وله الحق في الحياة وله حتى كرامة الدفن عند الموت، فما هذا الذي تركنا فيه العالم من مأساة وإبادة واشلاء وجوع وعطش ودماء؟؟!!!
نحن شعب لنا وطن ولنا ارض ولنا حق التحرر والعيش بكرامة، فماذا تريدون منا بعد كل هذا الذي يحدث؟؟!!
إنها قضيتنا الفلسطينية هي القضية الوحيدة التي لم تحل حتى الآن، إنها الحرب الغريبة غير المسبوقة حتى الآن التي يباد فيها شعبنا والعالم يتفرج، لا لا تكفي الوقفات والتظاهرات والاعتصامات والمساعدات ولا تكفي القصائد والروايات ولا الدمعات التي تنطلق قهرا من عيوننا كل صباح مع أعداد الموتى والدمار والجوع والعطش والهروب من الموت الذي يلاحقنا ..
أوقفوا هذه الحرب الملعونة ولا تكونوا شهادا على إبادتنا ويكفينا من يشاركون في قتلنا فنحن الفلسطينيون نباد وانتم تتفرجون فماذا تنتظرون؟؟!!