رشيد شاهين
أمد/ من يستمع ويتابع كل هذا الضجيج الذي احدثه قرار الرئيس الأمريكي الشريك في العدوان على غزة، بوقف شحنة من القنابل ” الضخمة” إلى كيان الاحتلال قبل عدة أيام، يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أدارت ظهرها لكيان الإبادة أو على الاقل بدأت في ذلك، وأنها ربما قد بدأت في محاولة النأي بنفسها عن كل هذا الدمار والقتل الذي يجري منذ حوالي ثمانية أشهر.
الحقيقة ان هذا القرار لم يأت لان ” صحوة” ألَمّت فجأة بضمير بايدن، ولا أصبح قتل وجرح عشرات آلاف الغزيين او ارتكاب المجازر اليومية او تدمير المدارس والجامعات والمعاهد والمخابز وحتى المشافي يعكر صفو حياته.
بايدن هذا لا يختلف عن القاتل نتانياهو في صهيونته ولا في اجرامه، وهو لا يختلف معه في حرب الإبادة على غزة، ولعل آخر ما يمكن أن يفكر به هو حجم هذا القتل والدماء او الدمار.
اتخاذ قرار وقف شحنة القنابل تلك لا علاقة له بأية ” ملامح” إنسانية ” ألمت” بالرجل ولا بأية خلافات او انقلاب في العلاقة بين دولتي الإجرام في اميركا والكيان.
قرار بايدن وقف تلك الشحنة له علاقة فقط بالانتخابات الأمريكية التي ستجري بعد عدة أشهر، والا ماذا يعني هذه الشحنة فقط فيما لا يزال الجسر الجوي على حاله في نقل باقي أنواع الأسلحة.
وكما قال السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز وهو يهودي بالمناسبة” لا يمكن للولايات المتحدة ان تطلب من نتانياهو ان يوقف قصف المدنيين في يوم من الأيام ثم ترسل له في اليوم التالي آلافا أخرى من القنابل في اليوم التالي، هذا أمر غير مقبول، يجب أن ننهي تواطؤنا”.
وبحسب شبكة ان بي سي الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهما ” إدارة الرئيس بايدن واصلت ارسال المساعدات العسكرية إلى إسرائيل في الأيام التي تلت قرار تعليق شحنة القنابل الثقيلة”.
قرار بايدن في الحقيقة له علاقة بتحسين صورته أمام ناخببه كما اسلفنا، وليس لان هناك تحول قد يتطور إلى موقف دراماتيكي في العلاقة مع دولة الإبادة، فهذه العلاقة لا يمكن لعراها ان تنفصم.
العلاقة بينهما يمكن أن تتزعزع فقط في حال انتفاء او انتهاء الدور الذي من أجله تم إقامة هذا الكيان اللقيط وهو الدور الذي لا زال قائما حتى الآن، وأي حديث سوى ذلك يعتبر من قبيل الرغبات او التمنيات ولا يمت للواقع بصلة.