أمد/
رام الله: قال حزب الشعب في بيان له في ذكرى النكبة: تطل علينا هذه الأيام، الذكرى الـ76 لجريمة النكبة التاريخية التي حلت بشعبنا في العام 1948 على يد العصابات الصهيونية الفاشية، بغطاء ودعم من القوى الاستعمارية وفي المقدمة منها بريطانيا وامريكا، وهي الجريمة التي ما زالت مستمرة بحق شعبنا بدعم وشراكة أمريكية – غربية في ظل استمرار احتلال أراضيه والتنكر لحقوقه الانسانية والوطنية، والحرب الدموية المفتوحة التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني عليه وخاصة الابادة الجماعية في قطاع غزة التي طالت البشر والشجر والحجر، وذلك ضمن مساعي تصفية وجوده وحقوقه وقضيته الوطنية بالكامل.
إن شعبنا ورغم حجم وقسوة المأساة والآلام التي يعيشها في هذه الأيام جراء الحرب الدموية التي يتعرض لها وتداعياتها على حياته، كان وسيبقى بوعيه وانتمائه وطاقاته الكفاحية، قادراَ على إفشال أهداف عدوان الاحتلال الحربي، وحرق مخططاته الاستعمارية ولجم عنجهيته وعنصريته، إذا ما تم فعلاَ من قبل الكل الفلسطيني الإرتقاء إلى مستوى المصالح العليا لشعبنا وصون واحترام تضحياته الجسام، والحيلولة دون هدر تلك التضحيات والطاقات، من جهة، والعمل على استثمارها السياسي لصالح أهدافه الوطنية، وتعزيز وحدته على كل المستويات، من جهة أخرى.
إن الصمود الذي يبديه شعبنا في مجابهة حرب الاحتلال الصهيوني، والملاحم البطولية التي يسطرها في مقاومة عدوانه وإرهابه على قطاع غزة الباسل، وفي تصديه لممارسات الاحتلال الفاشية وعصابات مستوطنيه في القدس وكل أرجاء الوطن والشتات، تستدعي أكثر من أي وقت مضى، إلى الوحدة الوطنية والتوحد في مواجهة ما يتعرض له شعبنا من عدوان فاشي وعملية تهجير قسري وتطهير عرقي، ومخاطر جدية على حاضره ومستقبله وحقوقه وقضيته.
وعليه فإن حزبنا يدعو القيادة الفلسطينية وكل قوى وفعاليات شعبنا، إلى ما يلي:
أولاَ: مواصلة وتكثيف الجهود على كل المستويات وفي الميادين كافة، من أجل الوقف الفوري للعدوان والإبادة الجماعية ضد شعبنا وخاصة في قطاع غزة، وكسر الحصار عنه، وبذل كل الجهود لتحقيق ذلك عبر كل الأدوات الممكنة.
ثانياَ: التأكيد على ان جوهر حل الصراع يستند إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مركزها القرار 181 و194 و242 338 والقرار 19/67 للعام 2012 وغيرها من القرارات، والاعتراف بدولة فلسطين، وعلى أساس وحدة أراضي هذه الدولة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ووحدة الولاية السياسية والجغرافية عليها، وبإعتبار ان إنهاء الاحتلال عنها، هو المهمة المركزية أمام شعبنا من أجل تجسيد سيادة دولته على أرضه.
ثالثاَ: التمسك بحقوق شعبنا الثابتة وغير القابلة للتصرف، وفي المقدمة منها، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على أراضيها المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، من خلال الإنهاء الفوري للاحتلال عنها، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194.
رابعاَ: مقاومة كل المساعي المبيتة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والعمل على التزام إدارتها بالتفويض الممنوح لها من المجتمع الدولي، وتحمل مسؤولياتها في تقديم كل الخدمات لأبناء شعبنا في كل مكان.
خامساَ: سرعة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في جميع المجالات، وتوحيد كل طاقات شعبنا وتسخيرها على المستويين الرسمي والشعبي، بإعتبار ذلك قضية مركزية وإلزامية لمجابهة ووقف عدوان وإرهاب الاحتلال، وفك الحصار عن قطاع غزة، وإفشال مؤامرة تهجير سكانه، وتأمين إمداده بكل الاحتياجات، وعودة النازحين إلى منازلهم التي أجبروا على النزوح منها، وإفشال مؤامرة ما يسمى بـ"اليوم التالي" الصهيونية – الأمريكية، كون هذه المهمة ذات أولوية وطنية عاجلة في الوضع الراهن.
إن حزب الشعب يؤكد مجدداَ في هذه الذكرى، أن مرور ستة وسبعون عاماَ على بدء نكبة شعبنا المستمرة، لا ولن تنال من عزيمته وإصراره على مقاومة أطماع وعدوانية الاحتلال وعصابات مستوطنيه، وسيبقى عصي على الانكسار ويواصل نضاله لتحقيق أهدافه في التحرر والعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.