حمزة حماد
أمد/ ما زال الصحفي الفلسطيني الذي لم تحميه القوانين والمواثيق الدولية متمسكا في نشر روايته ومعاناة شعبه، حيث يتعرض لانتهاكات جسيمة في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم 225 على التوالي دون أن يسمع أصوات حرة من هذا العالم القبيح.
كلمات خجولة وتعبيرات يمكن وصفها بالساقطة من رعاة حقوق الإنسان ومبادئ الإنسانية في العالم حول ما يجري للصحفيين الفلسطينيين في غزة من عمليات قتل واغتيال واعتقالات وجرائم حرب كبرى تهدف لاخماد الصوت الفلسطيني ووقف التغطية الإعلامية التي بات يخشاها الاحتلال في ضوء عدوانه وهمجيته تجاه المدنيين والحياة الفلسطينية.
لم يكن رحيل 147 شهيدا واعتقال نحو 20 من الصحفيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي النازي أمرا مزعجا لمن يحملون سيف الدفاع عن حقوق الصحفيين في هذا العالم، أو على الأقل ما يجعلهم أن يتحركوا لوقف الجرائم بحقهم، الذين يتساقطون يوميا بسلاح الاحتلال الذي لم يميز بين مدني أو عسكري.
حث القانون الدولي الإنساني وقوانين عديدة تعنى بالصحفيين وواقع عملهم، على أن الصحفي في وقت الحرب يعامل معاملة المدني دون المساس بحياته أو أدواته التي يستخدمها خلال ممارسة مهنته، لكن هذا الاحتلال قد تجاوزها وأعلن تحديه الكامل للقانون الدولي وأشهر سيفه في وجه العالم.
هل بات الحديث في أمر الصحفيين خطيرا إلى هذا الحد، ولماذا، لأن الصحفيين يفضحون جرائم الاحتلال ويكشفون زيف روايته المخادعة والمضللة للسذج من هذا العالم! .. لذلك آن الأوان لمحاسبة الاحتلال على جرائمه وضمان عدم افلاته من العقاب.
من الضروري أن تأخذ المنظمات والمؤسسات الدولية موقفا حازما أمام العدوان السافر لهذا الاحتلال بحق الصحفيين والإعلان عن خطوات عملية تجعله تحت مقصلة الرأي العام الدولي لوقف استهداف الصحفيين، خاصة في ظل حالة الدعم والمساندة التي نلمسها من عدة دول أوروبية وعربية لدى نشطاء وصحفيين يطالبون بوقف حرب الإبادة الجماعية المتواصلة، وهذا ما يجب أن يُعجل تطبيق القرار الدولي (2222) الخاص بحماية الصحفيين.
رغم اتباع الاحتلال لأساليب إرهابية في محاربة الصحفيين، إلا أن الإرادة تبقى أقوى، فالنماذج عظيمة وكثيرة، ولعلي كصحفي أحد ضحايا هذه الحرب الطاحنة وقد أصبت بحروق في جسدي ومررت برحلة علاج شاقة، وهذا ما جعلني أن أبقى مصمما على مواصلة نقل الحقيقة التي يحاول الاحتلال طمسها.
فرسان الكلمة والصورة الذين يكتبون بالدم لفلسطين.. لم يكلوا أو يملوا.. فهم عنوان للتضحية، وبدمائهم رسموا لوحة مشرفة عن فلسطين.