د. عبد القادر فارس
أمد/ تتابع الأحداث الجارية على الساحة الدولية خلال الأيام القليلة الماضية ، ونجاح الدبلوماسية الفلسطينية في المحافل الدولية والمجتمع الدولي ، والتي بدأت بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة بغالبية عظمى ، ثم انضمام عدة دول عربية وأجنبية لدولة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية باتهام إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية في غزة ، ثم قرار محكمة الجنايات الدولية باتهام رئيس احكومة الاسرائيلية نتنياهو ووزير دفاعه جالانت ، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، واخيرا إلان ثلاث دول أوروبية ( إسبانيا والنرويج وإيرلندا ) الاعتراف بدولة فلسطين ، أصيبت اسرائيل بالجنون ، وصدرت عن وزرائها قرارات ، هي خطوات فعلية لتدمير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ، فقد أعلن وزير الحرب الاسرائيلي غالانت فك الارتباط شمال الضفة ، وهو ما يعني عودة الاستيطان لأربع مستوطنات كان تم إخلاؤها عام 2005 ، وضمها لإسرائيل بشكل فعلي ، ثم جاء قرار وزير المالية الاسرائيلي سموتريتش ، بوقف التعاون مع البنوك الفلسطينية ، ومنع تحويل أموال المقاصة للسلطة الوطنية ، وهي خطوة تعني تدمير النظام البنكي في الأراضي الفلسطينة ، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام ، وذلك ردا على المواقف الدولية المؤيدة للحق الفلسطيني ، حيث اعتبر المسؤولون الإسرائيليون ، أن السلطة الفلسطينية بتحركاتها السياسية ، تمارس الإرهاب السياسي ، بعد اتهامها بدعم الإرهاب ، من خلال صرف رواتب لأسر الشهداء والأسرى ، وذلك ردا على النجاحات السياسية في الساحة الدولية.
وللأسف أن هناك من يرى بعين واحدة ، ينكر هذا الدور للدبلوماسية الفلسطينية في منظمة التحرير والسلطة الوطنية ، ويرجع ذلك إلى تاريخ السابع من أكتوبر فقط ، في إنكار للنضال العسكري والسياسي لمنظمة التحرير الفلسطينة عبر أكثر من نصف قرن ضد العدو الإسرائيلي ، وإلغاء ما قامت به حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في ساحات القتال عسكريا ، في الأراضي الفلسطينية والأردن وسوريا ولبنان ,، وفي ساحات المحافل الدولية سياسيا ، ونحن هنا لا ننكر أن ما جرى بعد السابع من أكتوبر من ارتكاب المجازر ، ومشاهد قتل الأطفال والنساء ، وحرب التجويع ، وتدمير كل أشكال الحياة في قطاع غزة بحرب الإبادة المستمرة في شهرها الثامن ، قد جلب تعاطفيا دوليا مع ماساة الشعب الفلسطيني ، فما يجري من مكتسبات للقضية الفلسطينية ، هو تراكم نضال لسنين طويلة ، وليس نتيجة حدث يؤرخ بيوم واحد