أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 231 يوميا، خلفت أكثر من 116 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء الحرب العدوانية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 35 ألفا و800 شهيد، إضافة إلى 80 ألفا و200 مصاب.
اغلاق المعابر..
ولا تدخل مساعدات إنسانية أو وقود أو أدوية ومستلزمات طبية إلى القطاع، سوى كميات محدودة جدا، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية، حسب تحذيرات أممية ورسمية فلسطينية.
حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبري رفح الحدودي، وكرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، لليوم الثامن عشر على التوالي، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني، بسبب عدم تدفق الامدادات المنقذة للحياة للمواطنين في أنحاء متفرقة.
وفي 5 من شهر أيار/ مايو الجاري أغلقت قوات الاحتلال بشكل كامل معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية، والطبية، وفي السابع من الشهر ذاته، احتلت قوات الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع، وما زالت تغلق المعبرين حتى اليوم، ما ينذر بتفاقم الكارثة الصحية والبيئية، بسبب عدم إدخال الوقود لجمع وترحيل النفايات.
وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير في غزة، إذا لم تبدأ المساعدات في دخول القطاع بكميات كبيرة.
يوميات
اُستشهد وأُصيب عشرات المواطنين، غالبيتهم أطفال ونساء، في قصف الاحتلال المكثف والمتواصل على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، مع تفاقم الوضع الإنساني، وتردى الأوضاع الصحية.
ارتقى 10 شهداء وأصيب عدد آخر من المواطنين، جراء استهداف قوات الاحتلال شقة سكنية في مدينة غزة.
وأكدت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال استهدفت شقة سكنية مأهولة تعود لعائلة الأيوبي في منطقة الشعبية بمدينة غزة، ما أدى لارتقاء 10 موطنين، بينهم أطفال ونساء، كما أصيب عدد آخر من المواطنين نتيجة الاستهداف.
وأستشهد خمسة مواطنين وإصابة آخرين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا في حي الفاخورة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي يشهد سلسلة غارات عنيفة.
واستشهد مواطنان في قصف طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة المصري في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف على أحياء مختلفة من مدينة غزة، وأحياء الزيتون، وتل الهوا، والرمال الجنوبي، والصبرة، ومنطقة الشيخ عجلين.
وفي هذه الأثناء، تتقدم قوات الاحتلال نحو مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وتحاصر عددا من طواقمه الطبية والجرحى.
ويجوب الطيران الحربي أجواء مدينة غزة، وعلى علو منخفض، وسط ضجيج مخيم للأطفال والكبار.
واستهدفت مدفعية الاحتلال منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية على منازل المواطنين.
كما قصف طيران الاحتلال الحربي شقتين سكنيتين لعائلتي أبو اللبن في شارع النفق شمال مدينة غزة، والأيوبي في حي الدرج، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح مختلفة.
وأطلقت آليات الاحتلال والطائرات المسيرة وابلا من الرصاص في منطقة مسجد علي بن أبي طالب، وشارع 8 جنوب مدينة غزة.
وتواصل زوارق الاحتلال الحربية إطلاق القذائف على ساحل مدينة غزة.
وفي جنوب قطاع غزة، تحلّق طائرات “كواد كابتر” في محيط المستشفى الأوروبي شرق مدينة خان يونس، وآليات الاحتلال العسكرية تتقدم من المنطقة الشرقية لمدينة رفح باتجاه وسط المدينة على أطراف مخيم الشابورة، وسط قصف صاروخي، ومدفعي، وإطلاق نار.
إخراج المستشفيات من العمل
قالت مصادر طبية في قطاع غزة يوم الجمعة، إن قوات الاحتلال تتعمد إخراج المستشفيات عن الخدمة.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن المحول الوحيد الذي يزود مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع بالكهرباء قد توقف، بسبب نفاد الوقود، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة، كون نحو مليون وخمسمئة ألف شخص في رفح يعتمدون عليه.
حذر مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، من توقف تقديم خدماته الطبية بسبب عدم توريد الوقود إليه، معتبرا أن ذلك يعني “حكما بالإعدام” على 1200 مريض وجريح يعالجون فيه، بينهم 600 مريض فشل كلوي.
كما حذرت من أن المستشفى الكويتي برفح في دائرة الخروج عن الخدمة، بفعل الاستهدافات اليومية.
ونوهت إلى أن المستشفيات تعمل فوق طاقتها، من أجل استيعاب الجرحى، وعلاجهم جراء العدوان المتواصل منذ 231 يوما.
وأفادت منظمة الصحة العالمية، بأن العديد من المستشفيات تفتقر إلى الوقود والأدوية، بسبب استمرار إغلاق معبر رفح، لليوم الثامن عشر على التوالي.
يونيسف تحذر من التأثير “الكارثي” لإغلاق المعابر على أطفال غزة.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، من التأثير “الكارثي” والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة، بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.
أفادت بذلك المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، الخميس.
وقالت إن “أطفال غزة لا يزالون يدفعون ثمنا كارثيا بسبب طرق المساعدات المغلقة، والعمليات العسكرية المكثفة، والقتال داخل مدينة رفح جنوبي القطاع وخارجها، ما أدى إلى شلل مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة القادر على تقديم خدمات التغذية”، في إشارة إلى مستشفى كمال عدوان.