منجد صالح
أمد/ النرويج بعاصمتها اوسلو، الاشهر من نار على علم، منذ اتفاقيات اوسلو، على موعد مع الاعتراف بالدولة الفلسطينية عضوا كاملا في الامم المتحدة، مع زميلتيها الاوروبييتين ايرلندا واسبانيا، وذلك يوم 28 الجاري،
اما المانيا، الدولة التي كانت سببا في نكبتنا حيث تم حل المسألة اليهودية في اوروبا على حساب الشعب الفلسطيني وارضه وتاريخه وثقافته،
المانيا النازية التي كانت حينها المسبب للمحرقة اليهودية، ما زالت مواقفها مهزوزة ومترنّحة وجانحة حيال الابادة الجماعية التي يتعرض اليها الشعب الفلسطيني على ايدي جيش الاحتلال الاسرائيلي،
شولتس مستشار المانيا يقول ويعلن صراحة وعلى رؤوس الاشهاد انه لم يحن بعد وقت الاعتراف بالدولة الفلسطينية،
لكن المانيا من جهة اخرى واقفة بالباع والذراع وراء وإلى جانب اسرائيل المعتدية تدعمها في عدوانها المدمر الدامي ضد الشعب الفلسطيني،
تدعم اسرائيل بالمال والسلاح والخبرات وفي المحافل الدولية وخاصة امام محكمة العدل الدولية،
وكأن المانيا لم تتعلّم وتأخذ العبر من تاريخها وادائها في الحرب العالمية الثانية ضد شعوب متعددة احتلها جيشهم النازي وفظاعاتهم البغيضة، فانها تُعيد هكذا عجلة التاريخ للوراء وتُعيد الكرّة ضد شعبنا الفلسطيني دونما اي ذنب اقترفه شعبنا لا مع المانيا ولا مع غيرها،
حيال كل هذا فان دول العروبة في بيات شتوي طويل، في سبات من المياه إلى المياه، من المحيط إلى الخليج وبتفاوت في درجة النوم في العسل من دولة إلى اخرى، اللهم إلّا ما رحم ربي وخرج يُصفق ويُغرّد خارج السرب بكل انفة وعزة وكرامة، وكما يقول المثل الشعبي “ان خليت بليت”،
اقاصي المغرب يزداد اغترابا بالرغم من بزوغ سيف طارق بن زياد من جديد في ربوع الاندلس اسبانيا وموقفها المشرف من الشعب الفلسطيني وحقه وقضيته العادلة، فنائبة رئيس وزراء اسبانيا اتخذت مواقف “رجوليّة” وغطّت على زعامات العرب غير الناطقين ولا باي لغة،
ووادي النيل يغوص في وحل لونه نيلي، فالسودان المعثّر في حرب اهلية تزيده تعثيرا على تعثير،
وارض الكنانة يبدو ان جعبة سهامها نضبت حتى عندما وصلت دبابات الميركافا الصهيونية تتحنجل على حدود مصر “أم الدنيا” في معبر رفح، وما زالت مواقف مصر بالصدد لا تتزحزح عن السواليف وتصفيط الكلام والبيانات والادانات والاحتجاجات والحرقصات والخندزات واللعب على الحبلين وطبخ الكوشري على نار هادئة،
شقنا الثاني التوأم شرق النهر تعلو المواقف فيه وتخبو حسب هبات الطقس الحارة او الباردة، ولكن احيانا يكثر الجدل واللغط غير المفهوم ولا المعلوم او ربما المغطّى بقشّة،
سوريا الله يعين تتفجر السيارات المفخخة في مزّتها ومن الجو تأتيها الحمم في كل حين،
دول الخليج سابحة في بحور الانترنت والترفيه وتجريب ما لم تجربه على مدى سنوات من المحافظة دون الاخذ بالاعتبار الظرف في غزة الغارقة في النار، وما زالت تهرول في مضمار التطبيع والتدليع والتحميل والتنزيل والممرات البحرية والبرية والجوية السرية والعلنية،
ربما ينطبق على حال العرب القول: “جيناك يا عبدالمعين تعينا لقيناك يا عبدالمعين تنعان”!!
ليس هذا من قلّة امكانات العرب ولكن من قلّة رغبتهم في اغضاب قوى اقليمية وعالمية لا ترضى عنهم ابدا مهما عملوا وفي جميع الاحوال،
يأتينا المدد من النرويج ومن اسبانيا وايرلندا، ويأتينا الدعم من كولومبيا وبوليفيا والتشيلي وجامايكا وفنزويلا ونيكاراغوا وكوبا والبرازيل،
العرب في سبات وجيوشهم في سبات، جنرالاتهم ورماحهم وسيوفهم في سبات،
اللهم إلا فرسان باب المندب وجنوب لبنان وبلاد الرشيد،
وتأتينا نسمات العزة والكرامة من اقصى الجنوب، من جنوب افريقيا، عرين نيلسون مانديلا.